الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

قمة باريس "نورماندي" الرباعية.. آمال وحلول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انعقدت اليوم الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس قمة «رباعية النورماندي» لبحث سبل تسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا بعد قرابة خمس سنوات من الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وشهدت القمة أول لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
واجتمع قادة “رباعية النورماندي” للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات كما عقد الرئيس بوتين لقاءات ثنائية على هامش القمة مع زعماء قادة المجموعة في محاولة جديدة لحل النزاع بين القوات الأوكرانية والقوات الموالية لروسيا الذين تقول كييف والغرب إن روسيا تدعمهم.
بدأت المحاولة المتجددة لتسوية النزاع المسلح في شرق أوكرانيا حيث بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلسنكي محادثات بوساطة ألمانية فرنسية في باريس؛ وكان قد عقد مثل هذا الاجتماع في برلين قبل نحو ثلاث سنوات.
وأعربت روسيا عن أملها في أن تسفر هذه القمة عن حل للأزمة الراهنة في أوكرانيا، حيث أكد الرئيس بوتين تبنيه سياسة جادة حيال الأزمة، وشدد على أهمية تسخير كافة الجهود لحل هذا النزاع الداخلي والالتزام بتنفيذ اتفاقيات مينسك التي تم التوصل إليها عام 2015.
أما زيلسنكي فقد أعرب عن أمله في أن تفضي هذه القمة إلى عملية جديدة لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو، مشيرأ إلى أن مستقبل البلاد مرهون بنجاح هذه القمة الرئاسية.
وفي البداية التقى كل من زيلسنكي وبوتين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة أنجيلا ميركل في محادثات فردية، ومن المخطط أيضًا إجراء محادثة رباعية للتشاور حول القضايا والنزاعات المتعلقة بإمدادات الغاز.
وجلس بوتين وزيلسنكي مقابل بعضهما البعض في قصر الإليزيه على طاولة مستديرة إلى جانب ماكرون وميركل. وقبل بدء المشاورات الرباعية اجتمع ماكرون أولا على انفراد مع الرئيس الأوكراني ثم مع بوتين.
وقبل دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الأطراف المتنازعة في أوكرانيا لإيجاد حل سلمي للبلاد وبحسب تصريحه لمجموعة "فونك الإعلامية" قال ماس أن الصراع كان يمثل "قرحة في أوروبا منذ سنوات" كما أضاف: "لا يمكننا تسوية السلام والاستقرار في منطقتنا" كما دعا روسيا لنزع فتيل الأزمة وتقديم بعض التنازلات حسبما تقدم الرئيس الأوكراني زيلنسكي بتوضيح مسألة نزع السلاح. وأردف "بالطبع نتوقع ذلك من الجانب الروسي أيضًا" كما أوضح أنه يأمل في وجود رغبة جادة لدى الجانبين في اتخاذ خطوات حاسمة إلى الأمام من أجل تحقيق سلام دائم في شرق أوكرانيا.
توقعات هائلة
التوقعات هائلة سواء كان ذلك في وسائل الإعلام أو في الوسط السياسي، حيث إن الحالة المزاجية هي نفسها: قد تكون قمة شرق أوكرانيا المنعقدة في باريس نقطة تحول لا سيما في أوكرانيا، كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث أيضًا عن فرصة لتحقيق "تقدم كبير".
ومن جانبه أبدى زيلسنكي استعداده لتقديم تنازلات كبيرة مع روسيا من أجل إحلال السلام في شرق أوكرانيا حيث كان إحلال السلام في الحرب المشتعلة منذ عام 2014 - هو الوعد الرئيسي للكوميدي التلفزيوني السابق البالغ من العمر 41 عامًا والذي تم انتخابه رئيسًا لأوكرانيا في الربيع، وبعد ذلك تم تحديد الطريق إلى ذلك في اتفاقيات مينسك لعام 2015، والتي لم يتم تنفيذها بعد. ويلقي كل من الكرملين والانفصاليين الأوكرانيين الشرقيين الذين تدعمهم موسكو وحكومة كييف باللوم على بعضهم البعض.
لقد استوفى زيلسنكي شروط بوتين وبالتالي تخلى عن الموقف الأساسي لسلفه: أول وقف دائم لإطلاق النار - ثم انسحاب القوات. 
ما يرغب كل من زيلسنكي وبوتين تحقيقه في باريس
ظهوره في باريس هو الأول بالنسبة لزيلسنكي: منذ سنوات، حيث ظهر كممثل مع فرقته الكوميدية قبل رؤساء ما بعد الاتحاد السوفيتي، بمن فيهم رئيس الكرملين آنذاك ديمتري ميدفيديف؛ والآن يلتقي بوتين كرئيس لأوكرانيا.
بالنسبة إلى كييف فإن القضية الرئيسية هي وقف إطلاق النار الكامل وتبادل الأسرى، والذي يبدو أنه تم تأجيله مرارًا وتكرارًا؛ وفي الآونة الأخيرة كان هناك تبادل مباشر بين روسيا وأوكرانيا في سبتمبر وفيه تم إطلاق سراح المخرج أوليغ سينزو، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا في روسيا بتهمة الإرهاب. 
ويتعرض رئيس الكرملين لضغوط أقل من نظيره الأوكراني حيث إن هدفه هو إقناع كييف بتقديم تنازلات سياسية ويشمل ذلك قانون الوضع الخاص للانفصاليين، والذي ينتهي في نهاية العام. 
وفيما يبدو أنه سيتم تمديد القانون السابق مرة أخرى قبل إصدار قانون جديد. بالإضافة إلى ذلك تريد موسكو فرض محادثات كييف المباشرة مع الانفصاليين - تريد روسيا أن تقدم نفسها كوسيط، بدلًا من أن تكون طرفًا في النزاع.
وأخيرًا، فإن القضية التي لم تحل بعد وهي عبور الغاز الأوكراني إلى أوروبا تخلق توترًا إضافيًا في قمة باريس حيث تنتهي الاتفاقية السابقة بين موسكو وكييف في 31 ديسمبر، وقد فشلت حتى الآن المفاوضات حيال ذلك.