السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر وحروب الأجيال الحديثة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتعرض مصر لحروب إعلامية وتكنولوجية حديثة.. لا تستخدم فيها الأسلحة التقليدية من طائرات ودبابات ومدافع ورشاشات وبنادق وغيرها من الأسلحة.. وإنما تستخدم فيها الأسلحة التكنولوجية ووسائل الاتصال ومواقع التواصل.. بعد أن أصبح العالم كقرية صغيرة.. بفضل الإنترنت وتطور وسائل الاتصال.. بجانب الفضائيات التى تقوم على مهاجمة مصر وعرض كل ما يسئ إليها.. ونشر الأكاذيب وترويج الشائعات لزعزعة أمنها واستقرارها.. ونشر الفوضى والفتن فيها.. ولولا الوعى الفطرى للإنسان المصري.. وإدراكة وتفريقه بين الحقيقة والكذب.. لنجحت تلك الحروب في النيل من مصر واستقلالها واستقرارها.
والحروب قديمة قدم الإنسان نفسه.. فمنذ هبوط آدم وحواء إلى الأرض ومعهما إبليس.. وبنو آدم في صراع وحروب.. وكان بنو آدم يطورون أسلحتهم على مر العصور وإلى وقتنا هذا حسب إمكانياتهم وعلمهم ومعارفهم.. وكانت الحروب منذ قديم الأزل وإلى وقت قريب.. تعتمد على المواجهة المباشرة بين المتحاربين.. سواء بجيوش نظامية أو قبلية أو عصابات منظمة وغير منظمة.. وبأسلحة بدأت بالحجارة والعصى والمدى والخناجر والأقواس والرماح.. إلى أن وصلت للأسلحة النارية والبيولوجية والكيميائية والنووية والمدافع والدبابات والصواريخ والطائرات والغواصات وغيرها. 
ولكن في السنوات القليلة الماضية ظهرت أسلحة غير تقليدية.. جعلت الحروب الحديثة تختلف عن الحروب التقليدية القديمة.. خاصة أنها لا تحتاج إلى المواجهات المباشرة بين الجيوش المتحاربة إلا نادرًا أو في المراحل النهائية من الحرب.. وقد ظهر هذا النوع من الحروب الحديثة غير المباشرة مع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا وغزو الفضاء.. ومن هنا ظهرت مصطلحات حروب الأجيال.
أطلق الخبراء مصطلحات حروب الأجيال الأول والثانى والثالث على الحروب العسكرية التقليدية المباشرة.. بداية من حروب العصور القديمة والوسطى وحتى غزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان والعراق.. بعدها ظهر مصطلح حرب الجيل الرابع خاصة مع مطلع 2011.. عندما خططت الولايات المتحدة وحلفاؤها بمعاونة عملائهم في الداخل لإثارة وتأليب الشعوب العربية ضد الأنظمة الحاكمة المستهدفة.. وإثارة الفوضى التى وصفتها بالخلاقة.. لتنفيذ مخططاتها في المنطقة وتغيير خريطتها.. فيما أطلقت عليه اسم الشرق الأوسط الجديد.. وتكون النتيجة تدمير الشعوب لنفسها بنفسها من خلال إنهاك مؤسسات الدولة وإرباكها وتخريب اقتصادها وإثارة الفتنة بين طوائف الشعب الواحد.. ودربت كوادر من أبناء هذه الشعوب وأغدقت عليهم بالمال.. وأوهمتهم بأنهم قياديون سياسيون وحقوقيون.. ومنحتهم الجوائز وفتحت لهم الحدود وسهلت لهم التحرك أينما شاءوا.. وغذت أيضًا الجماعات المتطرفة دينيًا وأمدتهم بالمال وأحدث الأسلحة والأجهزة.. وسهلت لهم التسلل إلى الأماكن المراد تدميرها وتخريبها.. بحيث يشيع عملاء الداخل الفوضى ويزعزعون الأمن والاستقرار في مركز الدولة.. ويناوش الإرهابيون الأنظمة من الأطراف وعلى الحدود.. لتتشتت جهود الدولة بين مركزها وأطرافها.. فتضعف سيطرتها وتحكمها في إدارة البلاد وبالتالى يسهل إسقاطها.
ولم تقف أجيال الحروب عند هذا الحد.. فقد تطورت إلى الجيل الخامس والسادس والسابع.. وكلها حروب تعتمد على بث المعلومات المغلوطة ونشر الشائعات والأفكار الفاسدة والمغرضة عبر شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية المأجورة.. ودعم التطرف والإرهاب.. وربط شبكة الجماعات الإرهابية بشبكة الإنترنت وشبكات الاستخبارات المختلفة.. وكل هذه الحروب تدار عن بعد.. بواسطة وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة والإعلام والبؤر الإرهابية وعملاء الداخل وأجهزة الاستخبارات المعادية.
وقد حققت هذه الحروب أغراضها كلها أو بعضها في عدد من دول المنطقة.. في حين تقف مصر مستعصية عليهم.. فهى تقف للإرهاب بالمرصاد.. وتحبط محاولات عملاء الداخل في محاولاتهم إشاعة الفوضى.. وتقوم بحملات توعية لمواجهة الشائعات المغرضة.. التى يبثها الموتورون والأعداء.. وقد أثرت مواجهة تلك الحرب على مختلف مناحى الحياة.. خاصة الناحية الاقتصادية.. ولكن المصريين بمعدنهم الأصيل يتحملون كل ذلك وأكثر في سبيل أن تظل بلدهم متحدة ومستقرة.. كما أنهم يدركون أن الأزمة الاقتصادية لم تمسهم هم فقط.. فمعظم دول العالم تعانى من الركود والتضخم وارتفاع الأسعار وندرة السلع.. فقط هم يأملون أن تكون نتيجة تحملهم هى تعافى الاقتصاد واستقرار البلاد.. خاصة وأن مصر وهى تواجه هذه الحرب بقوة.. لم توقف عملية التنمية البناء.. والتى ستؤتى ثمارها خلال السنوات المقبلة.. بعد أن شهدت البنية الأساسية تطورًا كبيرًا من خلال المشروعات الضخمة التى أسستها الدولة لخدمة عملية التنمية والبناء.. حفظ الله مصر شعبها وجيشها وقيادتها من كل المكائد والحروب والفتن.