الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

نيابة عن وطن.. أعتذر إليك أيها الجميل!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم أن اسمه يحوي الكلمة الجميلة العظيمة (إسلام).. ولا أدري هل هذا اسمه الأول؟ أم اسم العائلة؟ أم لقب له؟ أم أن له من الأبناء من يحمل اسم (إسلام) وينادى به؟..
أم أنه اسم شهرته بما أنه أصبح وجهًا تليفزيونيًا في زمن (الغفلة) الذي نحياه!!.. أتحدث عن ذلك المسمى (أبوإسلام) والإسلام برئ مما يفعل ومما ينطق به.. فهو الشتام اللعان، وهو الذي لا يراعي ولا يلتزم بما نهى عنه الإسلام من الهجاء والذم والسب والغيبة، سرية كانت أو علنية..
(أبوإسلام) الذي تصل ذقنه حتى صدره (كعلامة جلية على إسلامه)!! والذي هو في كل أحاديثه باسم الإسلام وعن الإسلام يتسم بخلق شرس وعدواني، ناسيًا وهو (المسلم) أن الله سبحانه وتعالي قال مخاطبًا نبيه ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم 4.. وهي الآية التي تضمنت في كلماتها القليلة العدد، قانون الدين الإسلامي الحنيف وجوهره الحقيقي الجميل، والذي سار عليه نبي الله وسيد قومه، والذي يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتياد به..
كما نسى قول رسول الله: ( أتدرون من يَحرُم على النار؟ كلّ هيّن ليّن سهل قريب).
** أبوإسلام، صاحب اللحية الكثيفة (العلامة التجارية).. وفي ذكرى رحيل الفنان العبقري المبدع صلاح جاهين ، نسى قانون وجوهر الإسلام كما جاء في آياته الحكيمة﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ونسى ما طالبنا به الله عز وجل ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) البقرة، 83.. ووصف وعلى الهواء مباشرة (صلاح جاهين) والذي هو الآن عند ربه، بـ( المجرم) .. ثم كذب قائلا: إن صلاح جاهين قد سخر من الرسول وأساء إليه، وبالطبع وكعادته لم يدلل بالبرهان متى وكيف فعل هذا صلاح جاهين؟! وهل هذا منطقي أو معقول؟!
ثم استطرد مهاجمًا وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب لقيامها بإعادة طبع الأعمال الكاملة لصلاح جاهين تحت عنوان (إعادة تاريخ مصر) بأموال المسلمين وبأموال مصر وبأموال شعب مصر، كما قال أبوإسلام.. ثم مفجرًا (نافورة من الصرف الصحي) واصفًا هذا بأنه تاريخ مصر (القذر – المعفن – الإلحادي – غير الكريم) ولاحظوا مدى البذاءة في الألفاظ وهو أمام الكاميرا التي تدخل به وبكلماته إلى الناس في بيوتهم!! (وأعتذر عن اضطراري لإعادة الكلمات البذيئة هنا كتابة)..
ثم تساءل أبوإسلام قائلا (مين صلاح جاهين ؟).. وواضح أن أبوإسلام ليس فقط بالكاذب واللعان وصاحب اللسان البذئ، لكنه أيضًا جاهل جهول!! فمَنْ يسأل (مين صلاح جاهين؟) حتى وإن اختلف معه وحتى وإن كرهه، لا يمكن إلا أن يكون جاهلا جهولا..
وسوف نحاول هنا أن نضع أمام أبوإسلام، الإجابة عن سؤاله من خلال بعض المعلومات التي قد تُعلمه وتُثقفه وتُعرفه بمن هو صلاح جاهين:
** هو صلاح جاهين ابن مصر الذي عشقها وتغنى بها ولها بكل رقي وجمال لفظ ليدخل إلى قلوب أبنائها من الملايين الذين رددوا معه ومازالوا يرددون وحتى الآن:
(على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء.. باحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب.. وباحبها وهي مرمية جريحة حرب.. باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء ..... )
** هو ابن مصر الذي تربى في حواري وأزقة شبرا، وعشق الفن وهو الابن لأب يعمل في السلك القضائي، واتجه لدراسة الفن ثم تركها ليدرس القانون، وبعد ذلك يعود إلى الفن من جديد، ليصبح علامة مضيئة متوهجة في مجالات الفن والإبداع المختلفة.. كاتبًا وشاعرًا ومؤلفًا للأغنيات ورسامًا للكاريكاتير وسيناريست وممثلا ومنتجًا فنيًا..
** هو صلاح جاهين الوطني النبيل المعجون بعشقها والراقص الفرح فرحة الأطفال مع ثورتها وأفراحها، والمكسور المقهور إلى درجة الموت مع انكساراتها وأحزانها ورحيل زعيمها..
** هو الذي بقلب كقلوب الأطفال قال لها وللحياة في زمن الفرحة.. ( أحـب أعيش ولـو أعيش فـي الغابـات..أصـحى كمـا ولـدتـني أمـي وأبـات طـائر .. حيوان .. حشرة .. بشر .. بس أعيش .. محـلا الحيـاة.. حتى في هيئـة نبـات)
وفي زمن الحزن والانتكاسة، ولأن المؤمن الحق هو من يفهم جوهر دينه حقيقة، ويعرف أن اليأس ضعف، والتشاؤم وفقدان الأمل من عمل الشيطان، أنشد جاهين، لمصر متفائلا بالغد، مبشرًا بالخير، رغم ما يبدو من صعب قائلا: (الأرض شـوك أيـوه لكـين هايش.. والحمـرة مش يعني الطريق حايش.. دي دمنـا السـيال وبشـرة خير .. إن انتي عايشـة وإن أنا عايش)
** وهو من كتب لمصر ولثورتها ولزعيمها جمال عبدالناصر، الذي رأى فيه جاهين، واحدًا من أبناء شعب مصر مخلصًا له منحازًا إليه ولفقرائه وبسطائه فكتب للثورة ولزعيمها أجمل الأغنيات التي مازالت يتغنى بها وحتى الآن في الميادين (بالأحضان – صورة – يا أهلا بالمعارك – مطالب شعب – حكاية شعب، وغيرها ... )
كما كتب لمصر ومدنها وقراها، حالمًا لها بالأفضل متمنيًا لها الأجمل.. ولقراها حلم - حتى لو كان (شديد الخيال) في حلمه - ولما لا ؟ أليس للإنسان الحق أن يصل في حلمه إلى أقصى الحدود؟. وقال جاهين حالمًا ( ثماثيل رخام ع الترعة وأوبرا
.......دي ما هيش أماني وكلام أغاني ..ده بر تاني ودي مسئولية ... (
وكتب مؤمنًا بأن للقلم دوره في النهوض بالهمم قال(غمسـت سـنك في السـواد يـا قلـم
علشـان ما تكتب شـعر يقطـر ألـم .. مالك جـرالك إيـه يا مجنون… وليه
رسـمت وردة وبـيت وقلـب وعلـم).
و منتصرًا للشباب ودوره .. (إزاي شبـابنـا يقـوم ويـاخـد دوره ..من غيـر صـراخ يئذيه ويجـرح زوره.. يـا هل ترى أحسـن لـه يقعـد سـاكت أو ينتـرك ولـو خـرج عـن طـوره؟)
** وهو الفيلسوف العميق الرؤية بإيمان، والداعي للرضاء بقضاء الله وقدره، فيقول ( يأسك وصبرك بين إيديك وانت حر.. تيأس ما تيأس الحياة راح تمر.. أنا دقت من ده وده وعجبي لقيت الصبر مر وبرضه اليأس مر..)
** وهو الفنان صاحب الليلة الكبيرة، ومن منا ليس حافظًا لهذا الأوبريت الشعبي العبقري ومن منا لم يردده.. وهو صاحب البيانولا بخفة دمها ورشاقة كلماتها وفلسفة معانيها (... أنا قلبي مزيكا بمفاتيح .. من لمسة يغنيلك تفاريح .. من إني ما فطرتش وجعان ومعذب ومتيم وجريح.. باتنطط واتعفرت واترقص .. كدهوه كدهوه كدهوه )
** وهو صاحب الرباعيات التي تمثلت عبقريتها بما فيها من إيجاز وسلاسة وجمال كلمات وعمق رؤية.. ( اقلـع غمـاك يـا تـور وارفض تلـف ..اكسـر تـروس السـاقيـة واشـتم وتف.. قال: بس خطوة كمان . . وخطوة كمان . . يا اوصـل نهـاية السـكة يا البير يجف )
(أنا كـل يـوم أسـمع . . فلان عذبوه.. أسـرح فـي بغـداد والجزاير واتوه ..
مـا اعجبش م اللي يطيق بجسمه العـذاب.. واعـجـب مـن اللي يـطـيق يعذب أخوه )
(أوصـيك يا ابنـي بالقمــر والزهـور .. أوصـيلك بـليل القاهـرة المســحور
وإن جـيت في بالك .. اشـتري عقـد فل.. لأي سـمرا … وقبـري اوعـك تـزور )
(قالوا السياسـة مهلكــة بشــكل عـام.. وبحورهـا يا بني خشنة مش ريش نعـام،
غوص فيهـا تـلقى الغرقـانين كـلهـم.. شايلين غنايـم . والخـفيف اللـي عام )
( لولا اختـلاف الرأي يا مـحترم.. لولا الزلطـتين ما لوقـود انضـرم.. ولولا فـرعين ليف سـوا مخـاليف .. كان بيننـا حبل الود كيف اتبـرم؟)
إلى غيرها من الكثير بكل ما تحويه من عبر ودروس وجمال..
** وهو صاحب أهم وأشهر رسم كاريكاتيري كان يلامس به ويعبر به عن كل قضايا الواقع السياسية والاجتماعية بخفة ظل وعمق رؤية غير مسبوقة
وهو المنتج والسيناريست للعديد من الأفلام السينمائية التي سجلت من كلاسيكيات السنيما العربية والممثل في بعضها..
** إنه صلاح جاهين، الذي لا يكفي أبدًا مقال أو تحقيق أو دراسة لإبراز موهبته العبقرية وحصر القدرات والإمكانيات الإبداعية التي كان يمتلكها مجتمعة بشكل غير مسبوق.. إن كتب كتبت، وكتب سوف تكتب لن توفيه حقه أبدًا..
** وأخيرًا لم ولن أستطيع مهما حاولت أن أجيب عن سؤال أبوإسلام ( مين صلاح جاهين؟) ..
وأيضًا .. لم ولن يفهم أبدًا أبوإسلام (من يكون صلاح جاهين؟) .. فما أصعب أن يفهم القبح ما هو الجمال!!