الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عمار الشريعي.. مدرسة المواهب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى التاريخ الفني اعتدنا أن يكون الممثل أو المطرب هو من يقف دائمًا في منتصف دائرة الشهرة، حيث يتمتع بالنجومية الكاسحة التي يمكن معها أن يتم إغفال دور المحيطين به في العملية الفنية، مثل الشعراء والملحنين، لكن هناك دائمًا بعض الأسماء تكسر هذه القاعدة بفضل أعمالها الرائعة، ووصولها لقلوب محبيها عبر مشوارها.
من هذه الأسماء الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي ظل نجمًا لامعًا طوال مشواره، اسمه حينما يتم وضعه على عمل موسيقي فهو علامة للجودة والتميز، كما ظل في دائرة الضوء والشهرة والنجومية حتى بعد رحيله قبل 7 سنوات، حيث توفي في مثل هذا اليوم من عام 2012. 
اسمه الحقيقي عمار على محمد إبراهيم على الشريعي ولد 16 أبريل 1948 في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر لعائلة تعد من أصول عائلة هواره بالصعيد، له علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية وذلك رغم أنه كفيف، كل هذه الأمور جعلته واحدًا من أعمدة الموسيقى في مصر. 
في طفولته حفظ عمار 5 أجزاء من القرآن، كما اشترى له والده بيانو للعزف عليه، وتميز بمواهب أخرى منذ صغره، بخلاف حبه للموسيقى حيث كان سباحًا ماهرًا، وخلال فترة الدراسة تعرف على الموسيقار كمال الطويل وتبناه، ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدى ورأس فريق الموسيقى وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها.
ورغم أنه تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصًا للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى خلال فترة دراسته، إلا أنه نجح بمجهود ذاتي في إتقان العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود ثم أخيرًا الأورج.
بدأ حياته العملية عام 1970 عقب تخرجه من الجامعة مباشرة، حيث عمل كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى الأورج حيث سطع نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجًا جديدًا في تحدى الإعاقة نظرًا لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.
وبعدها اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت أول ألحانه "امسكوا الخشب" للفنانة مها صبرى عام 1975، وزادت ألحانه عن 150 لحنًا لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربى.
تميز الشريعي في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة كبيرة، وحصل على العديد من الجوائز على الصعيدين العربي والعالمي عن تلك الأعمال. 
كون فرقة الأصدقاء عام 1980، وضمت هذه الفرقة منى عبد الغنى وحنان وعلاء عبد الخالق، وحاول الشريعي من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة، كما اهتم اهتمامًا كبيرًا بأغانى الأطفال واعد أغانى احتفالات عيد الطفولة لمدة 12 عامًا متتالية، وشارك في هذه الأعمال مجموعة من كبار الممثلين والمطربين مثل عبد المنعم مدبولي ونيللى وصفاء أبو السعود ولبلبة وعفاف راضى.
كان عبر مشواره بمثابة مدرسة فنية لاكتشاف ورعاية المواهب الجديدة، مثل منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق، هدى عمار، حسن فؤاد، ريهام عبد الحكيم، مي فاروق، أجفان الأمير، آمال ماهر، وحديثًا أحمد على الحجار، سماح سيد الملاح.
ظل يمنح وقته ومجهوده للفن والموسيقى طوال حياته حتى رحل عن الحياة يوم 7 ديمسبر عام 2012، تاركًا رصيدًا فنيًا من الأعمال الفنية أثرت الحياة الموسيقية في مصر والعالم العربي.