أعاد العالم الفلكي عبدالرحمن بن عمر الصوفي رسم خريطة السماء ليظهر مواضع النجوم الثابتة وأحجامها، ودرجة لمعان أو شعاع كل منها، وبذلك قد صحح الكثير من الأخطاء التي وقع فيها العالم اليوناني بطليموس الفلكي صاحب كتاب المجسطي الشهير.
الصوفي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم السبت، ولد بالري في نهاية القرن الثالث الهجري، واتصل بعضد الدولة البويهي، وعمل على ترجمة الأعمال اليونانية الفلكية.
اشتهر بكتاب "كتاب الكواكب الثابتة غير المتحركة" وكتاب "صور الكواكب"، وفي مؤلفاته يتحدث الصوفي عن النجوم "والتي عرفت باسم الكواكب الثابتة" والكواكب والتي أخذت اسم "الكواكب السيارة"، كما تحدث عن الكويكبات التي تخيلها العرب والتي بلغ عددها 48 كوكبة، ويَصف أغلب مواقع النجوم ومقدار لمعانها، ولا يَذكر من الأسماء إلا القليل، بينما يَعتمد في الإشارة إليها على ترقيمها في الغالب، ولكنه بالرغم من ذلك يَذكر في بعض المواضع سبب تسمية بعض النجوم ومكانتها عند العرب.
قدم الصوفي عددا من الرسومات التي خطةا بيده لكثير من الكواكب كما تخيلها العرب، وقد رسم الصوفي رسمين لكل كوكبة، حيث يُبينها الأول كما تُرى في السماء والثاني كما تُرى في الكرة التعليمية التي كانوا يستخدمونها قديما، فرسمها الصوفي بالشكلين لعدم التضليل ولاستخدام الرسم الأول عند رصد الكواكب في السماء والثاني عند استخدام الكرة.