الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

آه منك يا «أردوغان»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرايتم أردوغان الذى يلعب بدهاء لدرجة الغباء بالبيضة والحجر تارة وبالنار تارة أخرى؟ هذا الألعوبان لا يريد أن يستر نفسه ودومًا يكشف عن نواياه وغدره بأمة الإسلام التى ينتمى إليها.
فبعد أن هيمن أردوغان على بترول سوريا والعراق الذى كان يسرقه الدواعش ويبيعونه لتركيا بأبخس الأثمان، ذهب أردوغان لليبيا واضعًا عينيه على ثرواتها البترولية والغازية طامحًا عبر الإرهابيين ومن بينهم الدواعش الذين أرسلهم للسيطرة عليها إلى تدمير بلد عربى جديد ونهب ثرواته وفرض نفوذه عليه تحت شعار كاذب، وهو أن تركيا هى وريث الإمبراطورية العثمانية وبحجة الدفاع عن إرث بلاده الزائل وإحياء المجد التركى القديم.
وللأسف وجد أردوغان في ليبيا من يتحالف معه ضد بلاده ومن بينهم فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الذى وقع منفردًا مع أردوغان مذكرتى تفاهم الأولى حول التعاون الأمني والعسكرى بين البلدين والثانية حول السيادة حول المناطق البحرية وهو الأمر الذى رفضته مصر، مؤكدة أنه غير شرعى ولا يلزم أو يؤثر على مصالح وحقوق أى أطراف ثالثة ولا أثر له على منظومة تعيين الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط، مشيرة إلى أن مثل هذه المذكرات معدومة الأثر القانونى حسب اتفاق الصخيرات الذى ينص صراحة بأن مجلس الوزراء ككل وليس رئيس المجلس منفردًا يملك صلاحية عقد اتفاقات دولية ولهذا لم تعترف به مصر بعدما تم بعيدًا عن الأعراف الدولية في حين هلل فؤاد أقطاى نائب الرئيس التركى بالاتفاقية التى وقعتها بلاده مع السراج، قائلا إنها فتحت الطريق أمام بلاده بالمنطقة الممتدة من تركيا إلى ليبيا، مشيرا إلى أن الاتفاقية أبرمت في ظل محاولة قوى دولية حشر تركيا في الزاوية فيما يتعلق بشرق البحر المتوسط.
ورغم أن الإسلام يقول حب لأخيك ما تحبه لنفسك إلا أن أردوغان لا يحب سوى نفسه موهمًا شعبه بأنه يعمل لصالحه فيما يشن حربًا شعواء ضد كل من يعارضه أو يقف في طريقه حارمًا جاريه العراق وسوريا من الأمن والأمان والمياه مهددًا دول أوروبا إن لم يمنحوا بلاده مليارات الدولارات بفزاعة تصدير مئات الألوف من المهاجرين من بينهم الدواعش وأسرهم، ولأنه يعتقد أن مصر وجيشها العظيم يقفان في طريقه بمحاربة الإرهاب والإرهابيين والعمل على وقف نزيف الدماء العربية الذكية في سوريا والعراق وليبيا ورفض سيناريو سقوط الدول الثلاث وتقسيمها ومساندة دول الخليج واعتبار أمنها من أمن مصر وأن ما يهددها يهدد أم الدنيا فإن أردوغان يزداد حقدًا وكرهًا لمصر لمواقفها العربية الشجاعة ولأنها كمارد عربى يستيقظ بدأت تقف على قدميها من جديد باستقرار سياسى وأمني ووقف للانهيار الاقتصادى، وحركة تعمير وتشييد واسعة ومحاربة للفساد والإرهاب مع ثروات غازية وبترولية أكرمها الله بها ستكون دعمًا مستقبليًا لاقتصادها وجعلت مصر مركزًا لوجيستيًا للغاز وتصديره لأوروبا.
والحقيقة أنه ما أن ظهر حقل ظهر المصرى بمياه البحر المتوسط واكتشفت قبرص حقل مماثل على حدودها البحرية لم يخف أردوغان حقده الدفين على مصر التى وقفت ضد أطماعه وجاءت اتفاقية أنقره مع السراج كطوق نجاة للاقتصاد التركى الذى يعانى والسياسة التركية التى تترنح وشعبية أردوغان التى تتهاوى ولكن رفض مصر جاء كلطمة جديدة من أم الدنيا للص تركيا الذى سبق وأن سرق بغداد وسوريا وعينه الآن على ليبيا. 
وللأسف يقدم أردوغان نفسه للمخدوعين على أنه حامى حمى الإسلام والمسلمين في حين أنه فعليًا راع للإرهاب والإرهابيين مساندًا وداعمًا لكل من يسعى لتدمير البلدان العربية ونهب ثرواتها متفقًا معهم في كل شىء إلا في تقسيم الغنائم فهو يريد نصيب الأسد فيما يريد حلفاؤه أن يكتفى أردوغان بقطعة أو شريط حدودى من تورتة الثروات العربية.
وجاءت اتفاقية أردوغان - السراج الأخيرة لتكشف أطماع أردوغان الذى استفاد كثيرًا من فترة وجود الدواعش في العراق وسوريا بنهب ثروات البلدين واحتلال الشريط الحدودى لبلده مع سوريا لكسر شوكة الأكراد الذين يكرههم بسبب وبدون سبب ليبحث في ليبيا عن ضحية جديدة من البلدان العربية يسيطر عليها ويستغل ثرواتها.
فما رأيناه ومازلنا نراه في سوريا والعراق وليبيا من تكالب دول الشر أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر وإيران على تمزيق تلك الدول وسرقة أموالها وبترولها ليس إلا مخطط كبير يهدف أيضًا لتشويه صورة ديننا الحنيف وإشاعة الخوف من الإسلام - الإسلاموفوبيا - تحت حملة إعلامية يهودية تحذر الغرب بأن أوروبا سيكون دينها الأول الإسلام في ٢٠٥٠.