الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"أصحاب الهمم" طاقات جبارة وإبداع يفوق التصور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل العالم في مثل هذا اليوم من كل عام، باليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة، والذى تغير مسماه من «ذوى الإعاقة» ليصبح «أصحاب الهمم» ليعطيهم دفعة قوية لتحقيق المزيد من الإنجازات، من شأنها دفع المجتمعات لاستيعاب قدرات هذه الشريحة المجتمعية، خاصة أن كثيرا منهم يتمتعون بقدرات مميزة لذلك تعاملوا مع أشكال الإعاقة المختلفة، ولم يتوقفوا أمام صعوبات الحياة أو عجز، وهو ما رصدته «البوابة نيوز» من خلال إلقائها الضوء على بعض منجزات «أصحاب الهمم» ممن تميزوا عن غيرهم من الأصحاء، وأثبتوا أنهم يتفوقون على الجميع، بما يمتلكونه من طاقات جبارة، وإبداع يفوق التصور، وإصرار ينبع من قلوب لم تعرف اليأس يوما وتملتئ دوما بالحب للحياة، لذا وجب علينا دائمًا احترامهم وضمان حقوقهم والإشادة بما حققوه.

«ساندى» تطلق مبادرة للشباب لتعلم لغة الإشارة
تسعى دائما لخدمتهم وإسعادهم، وغالبا ما تشاهد في الأماكن العامة ووسائل المواصلات أشخاصا ذوى إعاقة «صم وضعاف للسمع» وكانت لا تفهم لغتهم، وفى ماذا يتبادلون الإشارة فيما بينهم، فقررت تعلم أساسيات لغة الإشارة ودخول هذا العالم المليء بالإشارات دون حديث، لكى تستطيع أن تتعامل معهم بسهولة، ومساعدتهم في حياتهم اليومية، لاندماجهم في المجتمع.
تقول ساندى عماد، ٢١عاما، طالبة بكليه الآداب جامعة حلوان- الفرقة الرابعة، دائما أشاهد مجموعة من الصم في الشارع وفى الأماكن العامة والمواصلات يتبادلون الإشارة والحركات فيما بينهم ولا أفهم إشاراتهم، ودائما ما أعجز عن خدمتهم، وفى يوم كنت في المواصلات قابلت شخصا أصم يجلس بجوارى ويظهر على ملامحه الضيق والتشاؤم بكل من حوله ولا أحد يفهمه وكنت متضايقة من الموقف ومش عارفة أساعده إزاى أو أفهمه عايز إيه وكنت دائما أسعى لتعلم تلك اللغة الصعبة وفك الطلاسم المعقدة بها».
تضيف: «بدأت منذ عامين وأنا في دراستى بالكلية، كانت هناك خدمة تطوعية بالكنيسة لتعليم الصم وضعاف السمع فقررت تعلم وأخذ كورسات مكثفة لكى أساعدهم، وفعلا بدأت في الأول كان الموضوع صعب جدا فهم وحفظ إشارات كثيرة، وفى علامات لإشارات المرور وللإسعافات الأولية، وفكرت عمل فيديوهات بالأغانى على أمل الإحساس والتذوق الفنى بسماعها بلغتهم وبالفعل صورت أكثر من فيديو وأضفت لغة الإشارة عليه وحكايات لقصص للترفيه وتعلم الموسيقى.

-نسمة أول عارضة أزياء لقصار القامة
نسمة يحيى فتاة قررت هزيمة تنمر المجتمع وتحقيق حلمها، رغم صعوبته، تعطى «نسمة» درسا في الطموح وتحقيق الأهداف رغم صعوبتها، بنت المنصورة صاحبة الـ٢٠ عاما التى تشق رحلتها الصعبة مع قصر القامة، حيث إن طولها ١٠٥ سم، حاربت كل المعوقات حتى تدخل الجامعة «كلية تربية قسم إعلام»، كما أنها أصبحت أول عارضة أزياء لقصار القامة. تقول «نسمة»: اتولدت قصيرة قامة طولى ١٠٥ سم، والدتى عملت بالتعليم كنوع من الحماية لي، وتعرضت لكثير من التنمر من الأطفال والأهل في مرحلة الدراسة، وعندما سألت والدتي: أنا ليه الناس بتبصلى باستغراب ردت بقولها: «عشان ناس مريضة»، وتكمل: «شعرت بأنى فتاة عادية، والمشكلة ليست بى بل بالناس».
وتابعت: «كنت بقيس طولى كل يوم مستنية أطول، ومكنتش فاهمة أنا بس اللى كده ولا ناس كتير، وفكرت إن أنا مكملش تعليم بسبب تنمر الناس، وبعدين قلت: لازم أعمل حاجة ناجحة، الناس تتكلم عليها، والتنمر وكلام الناس زاد لما دخلت إعدادي، ولما دخلت الكلية بقت السخافات أكتر».
وأضافت «نسمة» لـ«البوابة»: فكرت أعمل فوتسيشن، يمكن أحب نفسي، وبعدها الناس بدأت تتكلم عنى إن أول واحدة من قصار القامة تعمل «سيشن»، مشيرة إلى أنها تقوم باختيار استايل ملابسها وألوانها، إلى جانب السيشن، فكانت تلك الأسباب التى جعلتها تختار أن تكون عارضة أزياء رغم اختلاف قواعد اختيار عارضات الأزياء. وأكدت أنها قررت أن تلعب الرياضة وتقدم محاضرات دعم نفسي، ودخول مجال الأزياء وذلك من أجل تشجيع أكثر من ٢٠٠٠ شخص من قصار القامة لديهم إحباط من المجتمع، وقرروا عدم إكمال تعليمهم.
وتحدثت عن المعاناة التى تتعرض لها بشكل يومى من خوفها السير في الشارع بمفردها، حيث إنها تتعرض لأذى نفسى وجسدي، مؤكدة أن الإنسان هو من يضع العقبات لنفسه، فقررت التحدى وتحقيق حلمها، بأن تكون دكتورة بالجامعة، خاصة أن ترتيبها الثانى على الدفعة، كما أنها قدمت بالجامعة مسرحية عن التنمر، مشيرة إلى أنها تقوم بتعطيل تنفيذ عدد كبير من أفكارها بسبب معوقات كالمصاعد العالمية ووجود عدد كبير من الأشخاص في بعض الأماكن، كما أن لديها مشكلة في المدرجات في الجامعة واستحالة استخدام الكثير من المواصلات، والتعامل في المصالح الحكومية، تقول: «كل شيء تواجهه «عالى عليا ومش بتشاف» – على حد وصفها- وقبل ترتيب أى خروج من منزلها لا بد من ترتيب الحماية ومن يصطحبها، لافتة إلى أنها لا تستطيع ممارسة حياتها الطبيعية.

-«سماح» تتوصل لاختراع يساعد «ضعاف البصر» على تشغيل ماكينات الخياطة
شابة مصرية صغيرة العمر، شاء قدرها أن تصاب بضعف البصر منذ الصغر، ورغم رضاها بقضاء الله وقدره، لكنها لم تستسلم، واصلت دراستها بعدما حصلت على دبلوم فنى «قسم ملابس» ولتلتحق بعد ذلك بكلية الاقتصاد المنزلى «قسم ملابس ومنسوجات» وفكرت بعد ذلك في مساعدة ضعاف البصر مثلها للتغلب على المعوقات التى تعترضهم في سبيل تحقيق أحلامهم فكيف تحقق لها ذلك؟
تحكى «سماح إبراهيم شيحة» من قرية ميت فارس بمحافظة المنوفية خطوات تحقيق حلمها قائلة «عانيت ضعف الإبصار والرؤية من صغري، وقال الأطباء وقتها: إننى أنتمى لنوعية مرضى «الألبينو» وهؤلاء يعانون عادة من قلة صبغة الميلانين في البشرة والعين، ومع ذلك واصلت دراستى في المدارس الحكومية مع أشخاص طبيعيين، وواجهت صعوبات كثيرة، وبعدما حصلت على الإعدادية، رأى والدى أنه من الأفضل لى الالتحاق بالمدارس الثانوية الفنية الصناعية المتقدمة، بالرغم من حصولى على مجموع في المرحلة الإعدادية يؤهلنى لدخول التعليم الثانوى العام، في محاولة لتخفيف الجهد المبذول في الدراسة، للاعتقاد الخاطئ بأن التعليم الفنى الجميع فيه ناجح، ويحتاج لمجهود أقل من التعليم الثانوي».
وتستطرد قائلة: «مع بدء الدراسة، عرفت أن قسم الملابس عبارة عن تعلم مهارات الحياكة، وعند البدء الفعلى في الشغل العملى وجدت مشقة كبيرة لظروف الضعف البصري، كنت أبذل مجهودا كبيرا لكن النتيجة لا تأتى بقدر الجهد، وتطلب الأمر منى مزيدا من الابتكارات، وتخرجت في المدرسة الفنية، والتحقت بكلية الاقتصاد المنزلى «قسم ملابس ونسيج، وحصلت على بكالوريوس ودبلومة وتقدمت للالتحاق بالدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير، وخلال ذلك فكرت أنه يمكن لضعاف البصر، لضم الإبرة في الماكينة، حيث تمر بمراحل لمتابعة حركتها وتسهيل عملية الحياكة على القماش، بالإضافة إلى عمل تعديل مبسط، لتسهيل عملية ضبط طول الغرزة في الماكينة، وإضافة بعض الأجزاء الخارجية، مثل عدسة موسعة مزودة بإضاءة مثبتة على الماكينة، مع عمل تغيير في حركة فك وربط وتغيير الإبرة، بحيث يتم فكها يدويا دون الاستعانة بمفك أو صيانة، وتم تجربة الابتكار وتشغيل الماكينات بشكل عملى على عدد من ضعاف البصر ولاقى نجاحا وإقبالا كبيرين من ضعاف البصر، وأتمنى دعم الاختراع ماديا وفنيا من قبل الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالمجال، لإتاحة فرص عمل حقيقية لضعاف البصر.

-عميدة الدراسات العليا للطفولة: نحتفل باليوم العالمى للإعاقة
قالت دكتورة هويدا الجبالى، عميدة كلية الدراسات العليا والطفولة، إن الكلية تحتوى على مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، وهو مركز متميز يقدم ٣٣ خدمة لذوى الاحتياجات الخاصة كلها في مكان واحد فتوجد عيادة طب الأطفال وعيادة طب أعصاب الأطفال، والطب النفسى للأطفال، وعيادات تأهيلية وتخاطب وتعديل سلوك ووحدة للمكفوفين.
ولفتت إلى أن مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، توجد به أجهزة لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة غير متوفرة إلا في كلية الدراسات العليا والطفولة في مصر، مشيرة إلى أنه يوجد في المركز وحدة التكامل الحسى وجامعة عين شمس هى الجامعة الوحيدة في مصر التى لديها هذا الجهاز لخدمة المرضى.
ولفتت إلى أن الكلية تنظم مهرجان ترفيهي توعوي للأطفال وعائلاتهم بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة تحت شعار "أهلا باولادنا الغاليين"، لتسليط الضوء على مشكلات ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة.

الأمين العام للمجلس القومى لشئون الإعاقة: تمكين ذوى الاحتياجات الخاصة
هنأ الدكتور أشرف مرعي، الأمين العام للمجلس القومى لشئون الإعاقة، ذوى الإعاقة في كافة ربوع مصر، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لهم، والذى يوافق ٣ ديسمبر من كل عام، والمقرر من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويهدف إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة والاهتمام بإنجازات ذوى الإعاقة الذين يمثلون ١٥٪ من سكان العالم.
وقال مرعي: «إن الأشخاص ذوى الإعاقة في مصر، ويقدرون بـ١١٪، من عدد السكان، حصلوا على إجراءات وتشريعات تعزز اندماجهم ومشاركاتهم الفعالة في المجتمع وأصبحوا شريكًا أساسيًا في الاقتصاد والناتج القومى والفعاليات السياسية.
وأوضح مرعي، أن مصر تمر بمرحلة انطلاقة حقيقية لتمكين ذوى الاحتياجات الخاصة، بعدما كانوا يعيشون في مراحل التهميش والشفقة والتعاطف والمطالبة دون استجابة، مشيرا إلى أنه الآن ذوو الإعاقة لديهم قانون يحفظ حقوقهم، دون تفضل من أحد عليهم.
وأشاد مرعى بدور القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تسخير كل الإمكانيات لكى يحصل ذوو الإعاقة على حقوقهم، وهو ما نتج عنه القانون رقم ١٠ لسنة ٢٠١٨، والذى يعتبر النواة الأساسية لحصول الأشخاص ذو الإعاقة على حقوقهم في المجتمع، فضلا عن دور الوزرات والهيئات المختلفة على تسخير العقبات أمامهم، مما جعل المستقبل أمامهم أفضل في استمرارية حصولهم على حقوقهم وما حققوه من مكاسب ليست وقتيه.
وأشار إلى أن كثيرا من المصالح الحكومية، بدأت في عمل تهيئة مكانية للبنية التحتية للمنشآت، للتيسير على ذوى الإعاقة في تحركاتهم، أو النقل والمواصلات والقطارات، ونتمنى أن تصبح كل المؤسسات مهيأة بالكامل، رغم أن الأمر مكلف ويستغرق وقتا طويلا، لافتا إلى وجود مكتب لخدمة ذوى الإعاقة في كل محافظة، وهذا لم يكن موجودا من قبل.