الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

حكاية صورة.. عين الماء بدير الأنبا أنطونيوس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يرجع تاريخ عين دير الأنبا أنطونيوس، إلى نحو ١٧٠٠ سنة منذ عصر القديس الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة في مصر والعالم، ومازالت مستمرة دون توقف حتى اليوم، فمن خلال الصخور شق طريقه بين جبال البحر الأحمر لكي يضئ الدنيا، فبعد أن عاش مرفها منعما بخير أسرته، ترك كل شيء ورائه وقصد الله بقلبه، سار حافيًا من بلد إلى حقل إلى مدينة واستقر في الجبل، وقام بكل صدق قلبه بحفر مغارته، نظر للسماء وطلب إعانته، ومن هنا كانت الانطلاقة الكبرى لتأسيس حركة الرهبنة، لتخرج من مصر وتغزو العالم، لم يعرف أن في هجره للدنيا تخليدًا لاسمه مئات السنين، ويصبح له أبناء ليس من دمه بل من روحه وتعاليمه، وكنائس لم يشترها بمال أو عطية إنما أنفق عليها من محبته وطاعته، ودير لا تشبع العين من رؤيته ولا القلب من صفائه.
عاش أبو الرهبان "الأنبا أنطونيوس"، حياة غريبة من نوعها فقد قام برهبنة نفسه بنفسه وحيدًا بلا أب اعتراف، بلا كنيسة، بلا معونة، ولكنه انتصر على هذا كله، وأخذ أولا من النساك الذين على حافة القرية، ولما دخل إلى الجبل، بدأ يأخذ من الله مباشرة.
يقع دير الأنبا أنطونيوس على سفح جبل الجلالة في محافظة البحر الأحمر قرب مدينة الزعفرانة داخل الدير توجد "عين المياه" المتواجدة في الصورة، التي تنفجر منها المياه من وسط الصخور في وسط الصحراء حتى يومنا هذا، رغم أن الدير يرتفع عن سطح البحر بمقدار ٤٥٠ مترًا، ويرجع تاريخ هذه العين إلى نحو ١٧٠٠ سنة، وتعتبر مزارًا سياحيًا للكثير من السياح حول العالم، فعين الماء تغمر الصحراء ولا تتوقف منذ ألفى عام وهذا ما لا يعرف احدا سبب لعدم انقاطع المياه ولو ليوم واحد.
تكمن تلك المعجزة الكونية في عين ماء تنطلق منها المياه في وسط الصحراء يعود تاريخها إلى 1700 سنة فتبلل جبالها الصخرية، وتروى أراضى الدير، يغلق على البئر بسياج خشبى كأنه مزار سياحى، فترى منه مسارات الماء تفيض ولا تتوقف منذ آلاف السنين وحتى اليوم، فالماء ينساب منذ عصر القديس الأنبا أنطونيوس بنفس منسوبه ومعدلاته حتى اليوم، ويرتفع عن البحر 450 مترا.
وعند الانتهاء من رؤية عين الماء، ترى طاحونة غلال عملاقة يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادى، تحتفظ بالرحى الرخامية إلى اليوم حيث كان الرهبان يطحنون الغلال فيها لإنتاج الدقيق والخبز.