الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الذكرى الـ 162 لميلاد محرر المرأة قاسم أمين

 قاسم أمين
قاسم أمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمر اليوم الذكرى الـ 162 لميلاد محرر المرأة المحامى قاسم محمد أمين.
ولد قاسم محمد أمين في بلدة طرّة بحي حلوان في 1 ديسمبر 1863م الأب محمد باشا أمين تركى الأصل، وحصل على الجنسية المصرية قبل وفاته والأم تفيدة هانم محمد مصرية من الصعيد، وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة طارق بن زياد،التي كانت تضم أبناء الطبقة الأرستقراطية المصرية والجنسيات الأجنبية.
انتقل قاسم محمد أمين مع الأسرة إلى القاهرة العاصمة بحي الحلمية الأرستقراطي وأقام في فيلا تتوسط فيلل عائلات المانسترلى وفهمي والدخاخنى والجزار وغيرهم من العائلات ذات الاصل التركي أو الأرمني أو الألباني أو اليوناني وحصل على (الباكالوريا ) أو الثانوية العامة، ثم إلتحق بمدرسة الحقوق والإدارة ومنها حصل على الليسانس عام 1881، ( لم تكن أنشئت الجامعة المصرية أو جامعة القاهرة بعد وكانت الكليات عبارة عن مدارس خاصة أسستها أسرة محمد على في مصر بعد عودة البعثات ) وقد كان قاسم أفندى ابن محمد باشا أمين أول متخرج منها.
عمل قاسم أمين بالمحاماة عقب تخرجه ثم سافر إلى فرنسا في بعثة دراسية والتحق بجامعة مونبلييه. أربع سنوات، وكان من الاوائل المتفوقين حين تخرج عام 1885، وطوال وجوده في باريس كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في فرنسا وجدد صلاته مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته الفكرية الفلسفية.
رجع قاسم من فرنسا محملا بفكر مختلف بعد أن قضى فيها أربع سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسي، واطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع قانونية وتاريخية وفلسفية وقصصية وأدبية واجتماعية، جعله مختلف الرؤية للمرأة وراقت له الحرية السياسية التي تنعم بها السيدات عقب الثورة الفرنسية والتي تسمح لكل إمرأة بأن تعبر عن ما بداخلها دون خوف من اعراف وتقاليد تكبح جماح إبداعها في كل المجالات، كذلك سمحت الثورة الفرنسية لكل كاتب أن يقول ما يشاء حيث يشاء.
أقام قاسم أمين مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة بأهمية الحرية في التعبير والتحدث عن النفس ومكنونات عقل كل إنسان فيما يدور حوله من أحداث، ورأى أن الكثير من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين الإسلامي وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده في الإصلاح.
مارس قاسم أمين الصحافة كأحد أساليب التعبير عن آرائه وكتب في جريدة المؤيد 19 مقالا يشرح فيها رأيه العلل الاجتماعية في مصر، ورغم ذلك رد على الكونت دراكو الذي جرح كرامة المصريين وقومية الأمة المصرية وإزدرى بالدين الإسلامي في كتابه "المصريون"، عام 1894 بعنوان وبحث في العلل الاجتماعية التي تعتري المجتمع المصري بأسلوب المصلح المشفق.
أيد قاسم أمين بعض آراء كارتر لاحقا في كتابه تحرير المرأة، وقضى أربع سنوات وهو يكتب في المؤيد عن المواضيع التي أطلق عليها "أسباب ونتائج" أو "حكم ومواعظ" لإنقاذ المراة المصرية أساس الحضارة المصرية وركز في مقالاته على ان القوى المعادية لمصر تتجه لهدم المرأة المصرية لتهدم حضارتها المعاصرة والمستقبلية.
كان قاسم قاضيا وكاتبا وأديبا مبدعا وجريئا فذا ومصلحا اجتماعيا لتدنى وضع المرأة المصرية وراء البيشة في القرون من ال15 إلى ال ق 17، واكتسب شهرته من مقالات وكتبه التى تبث فكره لتحرير المرأة كزعيم للحركة النسائية في مصر.
كما اشتهر قاسم بدفاعه عن الحرية الاجتماعية عموما وبدعوته لتحقيق العدالة في الحقوق والواجبات ومناداته لإنشاء الجامعة المصرية لتضم مدارس الحقوق والآداب والتجارة والهندسة والطب تحت مظلتها والذى تم بالفعل بداية القرن ال20 وتولى رئاسة الجامعة المصرية فترة ودعا لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع فقد كان أديبا مغوارا بدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية.
اعتبر أحد رجال الإصلاح الإصلاح التربوي التدريجي للمرأة وحقها في التعليم والتثقيف الذي من شأنه أن يكون جيلا مثقفا مستنيرا قادرا على القيام بأعباء التغيير بقيادة المرأة المصرية التى قادت الحضارة الفرعونية التى حكمت العالم وتسيدت مصر العالم باسلوبها المميز في الإدارة لاى مجال والتحول من أي فشل إلى نجاح ساحق.
كان قاسم يهتم بالأسلوب والأفعال ولا يلقى بالا للمظهر كما أشار في كتابات متعددة عن المرأة بأنه ليس من المهم أن تكون بقدر أهمية ان تكون محتشمة وإنما المهم في اخلاقها ودرجة ثقافتها قدرتها على إدارة حياتها وعملها واسرتها وان تكون فاعلة في المجتمع الذى تعيش فيه.
أحب قاسم الفنون وأعتقد أن الحياة محبة ورحمة وتسامح وسلام وأن الإسلام والمسيحية واليهودية لم يحرموا الفنون واعتبروها من فروع العلوم الواجبة التعلم لتقدم ورفعة الأخلاق والإنسانية فكان رجلا مثاليا وتدرج في مناصب القضاء حتى كان مستشارا في محكمة الاستئناف وكان قبلها وكيلا للنائب العمومي في محكمة مصر المختلطة.
توفى قاسم أمين في 23 أبريل 1908 بقصره بالقاهرة في ريعان شبابه عن عمر يناهز ال 45 عام ورثاه أعاظم الشعراء حافظ إبراهيم وخليل مطران وعلي الجارم، وندبه الزعيمان سعد زغلول باشا وفتحي زغلول.