السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

صوت الناس.. "يسري" معلم قضى حياته في خدمة النحو ويبحث عن رد الجميل بعلاجه على نفقة الدولة

يسري معلم قضى حياته
يسري معلم قضى حياته فى خدمة النحو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حكاية جديدة من دفتر صوت الناس تعرضها على المسئولين لعلهم يردوا الجميل لرجل قضى حياته في خدمة التعليم والعلم.
يحكى على لسانه قصته قائلا: «اسمى يا عزيزى يسرى سلال، مدرِّس لغةٍ عربيَّةٍ، من دمياط، وإن كنتُ قد أُحِلتُ مؤخَّرًا إلى المعاش بداعى العجز الطِّبِّيِّ، رغم أنَّنى لم أبلغ بعد الـ٤٧ عامًا بعد!! لى تجربةٌ فريدةٌ وددتُ أن أطلعكم عليها، خصوصًا أنَّنى في سباقٍ محمومٍ مع الموت!!
فمنذ ١١ عامًا قرَّرتُ أن أهب حياتى للنَّحو، فنذرتُ نفسى لمهمَّة تيسير النَّحو على المتعلِّمِين، واتَّخذتها رسالةً عشتُ لأجلها، وبذلتُ في سبيلها الغالى والنَّفيس، وطوال هذه السَّنوات قدَّمتُ عشرات المواقع، والبرمجيَّات، والتَّطبيقات، والإصدارات، التى تدور جميعًا في فلك النَّحو.
كلُّ ذلك أصدرته بمجهودٍ فرديٍّ خالصٍ وبتمويلٍ ذاتيٍّ كاملٍ، رغم مواردى الشَّحيحة، التى تنحصر في راتبى المتواضع، والذى كان يبلغ ٢٤٠٠ جنيه، بعد ٢٤ عامًا من العمل بالتَّربية والتَّعليم، وتمت إحالتى قسرًا إلى المعاش بالعجز الطِّبِّيِّ، ليتقلَّص الرَّاتب إلى النِّصف تقريبًا، رغم أنَّ تمويل مواقعى والمملكة التى أقمتها لخدمة محبِّى النَّحو (مجَّانًا) تتكلَّف عشرات الآلاف من الجنيهات سنويًّا، ورغم أنَّنى أعول زوجةً و٤ أولاد في مراحل التَعليم المختلفة.
١١ عامًا من العمل الدؤوب المتواصل في خدمة النَّحو وعشَّاقه ودارسِيه، ولم تكن المعاناة المادِّيَّة هى الوجه الوحيد للمشكلة، إنَّما- وهو الأهمّ معاناتى الصِّحِّيَّة التى تستعصى على الوصف، حيث عملتُ طوال هذه السَّنوات وأنا نصف ميِّتٍ بالمعنى الحرفى للكلمة، حيث عانيتُ وأعانى من ثالوثٍ مرعبٍ مدمِّرٍ أحال حياتى إلى جحيمٍ السِّمنة المفرطة+ السُّكَّر+ قرحة السَّاق، قرحة من النَّوع الخبيث، الذى لا يتركك فتستريح، ولا يقتلك فتستريح.
ويواصل حديثه: «كنتُ أعمل وأعمل وأعمل بلا توقُّف، رغم أنَّنى أصرخ من الألم ٢٤ ساعة يوميًّا، لحرصى على أن أكمل رسالتى قبل أن ينزل بى القضاء، خصوصًا أنَّ تلك القرحة الملعونة ألجأتنى إلى خيارٍ دامٍ وهو الحقن المسكِّنة؛ لدرجة أنَّنى لا أنام إلا بحقنةٍ مسكِّنةٍ منذ ٣ سنواتٍ حتَّى اليوم، ١٠٠٠ حقنةٍ مسكِّنةٍ في ١٠٠٠ يوم، وما خفى كان أعظم، ممَّا يجعل من جميع أجهزتى الحيويَّة قنبلةً موقوتةً ستنفجر في أيِّ لحظةٍ، ورغم كلِّ هذا الألم والمعاناة والعذاب والموت، فما زلتُ أعمل وأعمل، حتى أننى قمت بإنشاء صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تقدم خدمات تعليمية مجانية حبًا في إثراء اللغة العربية عند المصريين، وما قدَّمته خلال ١١ عامًا من العمل المجَّانيِّ، وأنا في هذه الظُّروف الصِّحِّيَّة والمادِّيَّة قدَّمته طائعًا مختارًا متطوِّعًا، لا أطلب جزاء ولا شكورًا، ولا أنتظر تكريمًا من أيِّ نوعٍ، ولا من أيِّ جهةٍ، إنَّما كلُّ ما أرجوه هو العلاج. 
لقد خاطبتُ جميع الجهات، وغالبيَّة الشَّخصيَّات العامَّة طوال ٨ سنواتٍ، ورغم أنَّ مستشفى استضافنى مجَّانًا في مدينة الزَّقازيق وأجرى لى جراحتَين مجَّانًا، إلا أنَّهما لم تسفرا عن أيِّ نتيجة، إنَّما زادت القرحة توحُّشًا وتوغُّلا حتَّى أكلت ساقى وأكلت قبلها روحي، كما أنَّ وزارة الصِّحَّة تطوَّعت منذ عامٍ بإدخالى إلى مستشفى في القاهرة.. إلا أنَّهم صارحونى هناك بأنَّه لا يتوفَّر لى لديهم إلا الغيار على القرحة، ولمَّا سألتُ متعجِّبًا عن فائدة الإقامة بالمستشفى ما دمتُ أغيِّر على الجرح عادى بمنزلي، قالوا لي: خلِيك قضِّى معانا يومين وغيَّر جوّ فعدتُ إلى منزلي.
لقد أجمَعَ الجميع على أنَّ العلاج الوحيد لمثل تلك القرحة المزمنة لا يوجد إلا بالخارج، ورغم أنَّنى أعرف أنَّ العلاج في الخارج لم يُخلَق لأمثالى من البسطاء، إلا أنَّنى أهيب بكم أن تساعدونى على نشر صرختى وندائى إلى أحد المهندسَين نجيب أو سميح ساويرس بما هو معروفٌ عنهما من نشاطٍ اجتماعيٍّ وخيريٍّ مشهودٍ.. واللَّذَين أعلم يقينًا أنَّ أحدًا منهما لو علم بحالتي، فلن يتأخَّر عن تقديم المساعدة اللَّازمة لعلاجي».
للتواصل: ٠١٠٩٦٢٦٣٨٧٧