الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود خليل الحصري.. صاحب المواهب الربانية

محمود خليل الحصري
محمود خليل الحصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف الكاتب الصحفي محمود السعدني الشيخ الراحل محمود خليل الحصري بالفنان، موضحًا أنه من السهل تخريج ألف أستاذ بينما من الصعب تخريج فنان، لأن ذلك من صنع الله، وأن رحيل "الحصري" خلف فراغا كبيرا لا يمكن للقراء الحاليين أن يملئوه. 
الشيخ الحصري، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأحد، تميز بالصوت العذب، والأداء الدقيق لتلاوة الآيات القرآنية بتطريب يفوق الوصف، مما يجعل قلوب المستمعين خاشعة متأثرة بتلك التلاوة الرائعة.
يُعد "الحصري" أشهر من رتّل القرآن الكريم في عالمنا الإسلامي المعاصر، وصاحب مدرسة فريدة في التلاوة، وهو أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة.
وتحدث الكاتب الصحفي محمود السعدني في كتابه الشهير "ألحان من السماء" عن الشيخ محمود خليل الحصري قائلا: إنه في كل أنحاء العالم كانوا يطلقون على الشيخ الحصري أنه شيخ القراء المصريين وهي تسمية خطأ والصحيح أنه شيخ المقارئ، فالمقارئ هي إدارة رسمية، فالحصري هو شيخها بلا منازع.
وأضاف "السعدني" خلال كتابه: أن الحصري صاحب مدرسة مميزة في الأداء، ولكنه لم يكن من الطبقة الأولى بين القراء فكان أقرب إلى الشيخ محمد الصيفي فكلاهما عالم في القراءات وأستاذ في التجويد، وكلالهما حجة في القراءات الصحيحة.
وتابع السعدني: أن الفرق بين الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري هو ذاته الفرق بين الأديب نجيب محفوظ وأستاذ الأدب في الجامعة وهو نفسه الفرق بين المدرب محمود الجوهري والكابتن محمود الخطيب فالأول مدرس والثاني فنان، ومن السهل إنتاج ألف أستاذ ولكن من العسير خلق فنان واحد لأن الفنان من صنع ربي وليس من صنع المدرس والجامعات، إضافة إلى أنه باستطاعة أي إنسان أن ينشئ جامعة لخريج ألف متعلم ولن ليس باستطاعة أي مخلوق أن ينشئ موهبة حتى ولو كانت ضئيلة الحجم لأن الموهبة نبتة غريبة في حقل البشرية وهي هبة إلهية ثم تجربة وتحصيل بعد ذلك ولا تتكرر فهي طلقة واحدة سواء استقرت في الهدف أو طاشت في الهواء.
وأوضح أن الحصري كان عالما فذا ومتعلما عظيما ترك بموته فراغا كبيرا لأغلب القراء الذين على قيد الحياة الآن.