السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"فصلي".. ابتكار "التربية والتعليم" للحد من الكثافة الطلابية في 2020.. فصول متنقلة سهلة التجميع وصديقة للبيئة.. رضا مسعد: تستخدمها البرازيل وجنوب أفريقيا.. وخبير تربوي: وسيلة فعالة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت وزارة التربية والتعليم إطلاق فصول ذكية مبتكرة لتركيبها في المناطق التي تعاني نقصًا في عدد الفصول التقليدية وتكدسًا في عدد التلاميذ، حيث ستبدأ "التربية والتعليم" في توفير عدد من الفصول المتنقلة على مدى هذا العام الدراسي استعدادًا لتشغيلها سبتمبر 2020 بالشراكة مع إحدى الشركات الصينية، وذلك للحد من "الكثافات الطلابية" داخل الفصول باعتبارها إحدى المشكلات التي تطارد وزارة التربية والتعليم.
جاء ذلك على هامش منتدى الاستثمار في أفريقيا، لعام 2019، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث عرض الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، ونائب رئيس شركة "ND" الصينية، السيد سيمون لينج، نموذجًا للفصول الذكية "فصلي" سهلة التركيب التي استحدثتها الوزارة، كأحد الحلول التكنولوجية والهندسية المبتكرة، للتخفيف من مشكلات الكثافة بالفصول وتحسين بيئة التعلم للمعلمين والطلاب.
وبحسب "شوقي" فإن "فصلي" يمثل أحد الحلول المبتكرة التي يمكن تنفيذها في كل من البيئات الحضرية عالية الكثافة والمحافظات النائية وذات الكثافة السكانية المنخفضة، كونه سهل التجميع وقوي ومستقل يحتوي على جميع المعدات والموارد اللازمة للتدريس، كما يوفر مساحات تعليمية عالية الجودة داخل مصر لتزويد المعلمين والطلاب بفصول دراسية فعالة وحديثة تمكنهم من تحسين نتائج التعليم والتعلم بشكل كبير.
وأضاف وزير التربية والتعليم، أن "فصلي" يحتوي على المستلزمات التعليمية المطلوبة للارتقاء بالعملية التعليمية في المدارس، كما أنه يُصنف بأنها صديقة للبيئة ومطابقة لمواصفات السلامة والصحة المهنية، ويحتوي على شاشات تفاعلية، وكذلك "augmented reality" وهو ما يُعرف بالواقع الافتراضي المعزز.
وكان "شوقى"، أعلن في ديسمبر 2018، نية التربية والتعليم في إنشاء؛ فصول متنقلة، لحل مشكلة الكثافات الطلابية التي تعاني منها المدارس، موضحًا أنها تشبه المباني المسبقة التجهيز التي يستخدمها المهندسون أثناء العمليات الإنشائية، ويمكن تركيبها بسهولة نسبية على أرض فضاء لحل المشكلة في منطقة بعينها، مؤكدًا: "ستكون بمثابة حل مؤقت أو مرحلي لأزمة كثافات الفصول، لحين إتاحة الأراضي والمباني الثابتة".



الكثافة الطلابية في المدارس
وبحسب تصريحات سابقة للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، حول أزمة الكثافة الطلابية بالمدارس، فإن عدد الفصول المطلوب توفيرها في مصر لتغطية الاحتياج حتى نهاية عام 2021، يبلُغ نحو 259 ألف فصل، من بينها نحو 61 ألف فصل لحل مشكلة الكثافات الطلابية، فيما يجري حاليًا تنفيذ 1444 مشروعًا تعليميًا، بإجمالي 23 ألف فصل، ليظل عجز الفصول بالمدارس نحو 38 ألف فصل تعليمي.
فيما أشارت دراسة، أعدتها النائبة ماجدة بكرى، وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، إلى أن الكثافة الطلابية تصل إلى نحو 120 تلميذًا في الفصل الواحد ببعض الأحيان، مُشيرة إلى أن الدولة تحتاج إنشاء 61 ألف فصل دراسي جديد لخفض الكثافة في الفصول لتصل إلى 45 طالبا في الفصل، خاصة وأنه وصلت الكثافة في بعض المناطق الآن إلى 90-120 طفل في الفصل الواحد مُقابل مناطق أخرى بها مدارس ولا يوجد بها طلاب.



وسيلة فعالة للحد من الأزمة
وقال الدكتور رضا مسعد، الخبير التربوي ورئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن الفصول الذكية ستساهم في الحد من الكثافة الطلابية في المدارس خلال العام المُقبل، مُضيفًا: "لا بد أن تراعي الوزارة أثناء تطبيق فكرة "فصلي" عدم المساس بالفراغات وأماكن الأنشطة الطلابية في المدارس كالملاعب، لذلك لا بد أن تتابع الوزارة عملها في إنشاء مدارس وفصول جديدة كحل جذري لمشكلة الكثافة".
وتابع مسعد لـ"البوابة نيوز": "الفصول الذكية أو المتنقلة معمول بها في بعض دول العالم النامية، كالبرازيل وجنوب أفريقيا، في شكل أتوبيسات مُجهزة بالكتب والمدرسين تنقل من مكان لآخر لتقدم لأطفال المناطق النائية أو أطفال الشوارع والمشردين مادة تعليمية، وهو الأمر ذاته الذي اتبعته وزارة التربية والتعليم، بالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي، في عام 2008، حينما استخدمتها لجذب أطفال الشارع للمدارس مرة أخرى".


ويقول الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، إن الفصول الذكية تبدو وسيلة فعالة للحد من الكثافة الطلابية بالفصول إلا أن هناك عدة أساليب أخرى للتغلب عليها، كاستخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، واستخدام المواقع الإليكترونية التعليمية بين المُعلم والمتعلم التي تساعد على وجود تواصل بين الطرفين بصرف النظر عن الزمان والمكان، فضلًا عن؛ التعليم عن بُعد الذي يُعد من أساليب التعامل مع الكثافة الطلابية.
ويشير شحاتة، في تصريح لـ"البوابة نيوز"، إلى أن الكثافة الطلابية عامل أساسي في تفاعل المعلم مع تلاميذه، حيث تكون العلاقة بينهما عكسية، منوهًا بأهمية استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية للتعليم الذاتي، ليس في حاجة فيها إلى فصول ومقاعد وجدران، مثل المُقررات الدراسة المطروحة عبر الإنترنت لدراستها وتأدية الطلاب امتحاناتهم فيها، فإضافة لأنها تُقلل من تكاليف العملية التعليمة فإنها أيضًا تقضي على الكثافة الطلابية.