الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

7 دول خارقة.. الدولة المعجزة.. خامس أكبر احتياطي نقدي في العالم! «3»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاهدت دولًا مدهشة بدأت معنا أو بعدنا ووصلت اليوم إلى قمة النجاح والرفاهية فى قصة كفاح مذهلة. فجيل واحد بدأ فقيرًا وانتهى ثريًا نتيجة علمه وعمله وطموحه. وكتبت عن شعبى كوريا الجنوبية وسنغافورة، وأواصل اليوم حديثى عن قصصهم التى عرفتها لعلنا نتعلم منها شيئًا!!
رفعوا أصابعهم بعلامة الانتصار ورفعتها معهم! لقد انتصروا وحققوا معجزة بكل المقاييس أذهلت العالم فى فترة قصيرة جدًا. ففى كل زيارة لها أدقق أكثر وأكثر فى هذه المعجزة التى أبهرتنى لأعرف أسبابها! فحجم تبادلها التجارى فاق ٥٠٠ مليار دولار فى السنة، وصافى الناتج القومى يفوق التريليون دولار سنويًا. فكيف تحولت من دولة كان دخل الفرد فيها من الناتج القومى لا يتعدى ١٧٠ دولارًا فى ١٩٦٢ (ما يعادل ١٣٥٠ دولارًا الآن)، وهو ما كان يوازى دخل الفرد فى دولة الكونجو، كواحدة من أفقر دول العالم وقتها، إلى دخل فرد نحو ٥٠ ألف دولار فى ٢٠١٩؟ بما يعد معجزة نادرة التكرار بجميع المقاييس!
زمان كنا نضحك على المنتجات المقلدة بأنها صناعة تايوانية، والآن العديد من أكبر شركات التكنولوچيا فى العالم فى جزيرة تايوان الصغيرة التى لا يتعدى تعداد سكانها ٢٣ مليون نسمة أو ما يقارب ربع تعداد سكان مصر. لقد أصبحت تايوان فى سنوات قليلة إحدى قلاع التكنولوچيا الضخمة، فعلى يمينك شركات Asus وAcer، وعن يسارك شركة Foxconn العملاقة التى تُصنِّع iPhone لشركة Apple، والكثير من التكنولوجيا المستخدمة فى أكبر الشركات الأمريكية مثل Amazon وMicrosoft، وخلفك شركة HTC للتليفونات المحمولة، وغيرها المئات. فلقد انخفض دخل تايوان من الزراعة من ٣٢٪‏ إلى ٢٪‏، واستبدل بالدخل من الصناعات الصغيرة والمتوسطة خاصة فى مجال التكنولوجيا والعلوم. وتحولت من دولة بلا موارد على الإطلاق إلى أحد النمور الآسيوية الأربعة، والتى دام معدل النمو العالى بها لثلاثة عقود كاملةً، مع انخفاض البطالة إلى نحو ٤٪‏. فما السر فى هذه النهضة؟ وهل يمكن تكراره فى مصر؟
يكمن سر هذه المعجزة فى أربعة عوامل مهمة لا غير:
١- التعليم والتربية: فقد وضع اليابانيون أثناء احتلالهم للجزيرة أسس التعليم، والتى طورها الصينيون فى الخمسينيات والستينيات ليصبح من أفضل نظم التعليم المجانى فى العالم، خاصة فى مجال الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا، فالنظام التعليمى المجانى لمدة ٩ سنوات، يعتمد على تنمية قدرات التحليل والابتكار وليس على الحفظ، كما أنه يزرع أسس التربية السليمة كالأمانة والإخلاص والدقة فى العمل مع تقديس العمل الجماعي. ورغم أن معظم خريجى الثانوى يكملون تعليمهم المهنى أو الجامعى، وبنسبة تعليم تفوق ٩٧،٥٪‏ -وهى من أعلى ٥ دول فى العالم- إلا أن الشعب التايوانى ما زال لا يرضى بذلك، ويطالب دولته بزيادة الإنفاق على التعليم!
٢- البنية التحتية: قامت تايوان بإقامة شبكة طرق على أعلى مستوى، كما ربطت جميع المدن الرئيسيّة بشبكة القطار السريع الذى يغادر محطاته التى تشبه المطارات الضخمة حجمًا وشكلًا كل ١٥-٣٠ دقيقة، وبدقة شديدة لا تتجاوز أجزاء الدقيقة! فلك أن تتخيل المسافة من القاهرة إلى الإسكندرية فى ساعة واحدة دون أى عناء، وأنت تحتسى فنجان القهوة أو من القاهرة إلى أسوان فى ساعتين ونصف الساعة، وأنت لم تنته من أغنية أم كلثوم الثانية! كما أقامت داخل المدن شبكة أتوبيسات فائقة الجودة يديرها القطاع الخاص، وبذلك خلخلت المدن من كثافة السيارات، كما قامت الدولة بتشجيع الشباب على استخدام الفيسبا الكهربائية فى تنقلاته لمنع التلوث تمامًا، ودفعت لهم نصف ثمنها. ومن خلال التليفون المحمول يمكن للشاب معرفة أقرب محطة شحن للبطاريات، وما عليك إلا تبديل البطارية الفارغة بأخرى مشحونة فى دقيقة. فنحو ٩٥٪ من سكان تايوان يستخدمون المواصلات العامة رغم حرارة الجو، لذا لا تجد اختناقًا مروريًا فى العاصمة تايباه، التى يسكنها نحو ٢٠ مليون نسمة!! كانت النتيجة خفض استهلاك الطاقة لأقل من ٥٠٪‏. كذلك اهتمت الدولة بخدمة الإنترنت والتكنولوجيا فى كل التعاملات اليومية، وتطورت نظم البنوك، وأزالت عوائق الاستثمار تمامًا، مما جذب الاستثمار الأجنبى بكثافة.
٣- محاربة الفساد بجميع أشكاله وألوانه. ويكفى أن تعرف أن الرئيس السابق لتايوان حكم عليه بالسجن لمدة ١٧ عامًا بتهمة فساد مالى وغسيل أموال، بعد أن حكم البلاد لمدة ٨ سنوات متتالية. وقد أفرج عنه حديثًا لأسباب صحية بعد أن قضى فترة ٧ سنوات فى السجن.
٤- الاهتمام الشديد بدور القطاع الخاص فى تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة، مما حول الدولة إلى دولة منتجة فى فترة زمنية قصيرة، فالاستثمارات وجهت بكثافة شديدة لدعم هذه الصناعات.
نريد أن نتعلم من تجربة هذه الدول ونستثمر بكثافة فى البشر فهو رأس مالنا؟؟؟ قالوا هل تساعدنا علميًا وطبيًا...؟! قلت بشرط أن تساعدونا أنتم فى كل شيء آخر!