الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الرئيس اللبناني: تناقضات السياسة فرضت التأني في إنجاز الحكومة

ميشال عون
ميشال عون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن التناقضات التي تتحكم بالسياسة اللبنانية، فرضت التأني في مسار ولادة وإنجاز الحكومة الجديدة المرتقبة، تلافيا لما هو أخطر، وحتى يمكن التوصل إلى حكومة تلبي ما أمكن من طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم.
وأشار الرئيس اللبناني، في كلمة متلفزة ألقاها مساء اليوم، بمناسبة حلول الذكرى السادسة والسبعين لاستقلال البلاد، إلى أن لبنان ينتظر حكومة جديدة تُعقد عليها الآمال، وتكون على قدر كبير من الفاعلية والإنتاجية والانتظام، لأن التحديات التي تنتظرها ضخمة، والاستحقاقات داهمة.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن الصفقات والتسويات التي تُعد لمنطقة الشرق الأوسط، تهدد استقلال الدول المعنية بها وكيانها ووجودها، مؤكدا أن استقلال لبنان لا يعني خصومة أو استعداء لأحد.
وأضاف: "نحن نسعى إلى صداقة صادقة والتعامل بإيجابية مع من يصادقنا، ولكن، انطلاقا من قرارنا الحر وعلاقة الند للند، وقبول ما يلائم وطننا من مقترحات، ورفض ما يشكل ضررا له".
وتوجه الرئيس اللبناني إلى الشباب بصورة خاصة، منبها إياهم إلى خطورة تفلت الخطاب في الشارع باعتبار أن هذا الأمر من أكبر الأخطار التي تتهدد البلاد والمجتمع، داعيا إلى عدم الاسترسال في خطاب الكراهية والتحريض، والحرص على ألا يهدموا أسس المجتمع اللبناني القائم على احترام الآخر وحرية المعتقد والرأي والتعبير. قائلا: "فلا تنسوا أنكم بعد انتهاء هذه الأزمة التي نعيشها ستعودون للعيش معا".
وأشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها لبنان، كسرت بعض "المحرمات" السابقة وأسقطت إلى حد ما دوائر الفساد التي تحظى بالحماية، ودفعت بالقضاء إلى التحرك، مناشدا المتظاهرين تلبية دعوته للتحاور حتى يمكن له الاطلاع عن كثب على المطالب الفعلية لهم وسبل تنفيذها، باعتبار أن الحوار وحده هو الطريق الصحيح لحل الأزمات.
وقال: "نحن على أبواب المئوية الثانية للبنان، ونجد أنفسنا رهينة أزمة اقتصادية حادة، ناتجة عن سياسات اقتصادية خاطئة من فساد وإهدار في الإدارة العامة على مدى عقود من الزمن".
ودعا عون إلى التكاتف والمساعدة في معركة محاربة الفساد الذي يمثل خطرا محدقا يتهدد المجتمع اللبناني ومؤسساته واقتصاده، مشددا على أنها معركة قاسية، وأن المواطنين اللبنانيين وحدهم قادرون على الضغط من أجل تنفيذ القوانين الموجودة، وتشريع ما يلزم من أجل استعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين.
وتابع قائلا: "لقد أصبحت مكافحة الفساد شعارا استهلاكيا يُستحضر كلما دعت الحاجة، لاسيما من قبل الغارقين به، ولكن، عند أبسط إجراءات التنفيذ، تبدأ الخطوط الحمر المذهبية والطائفية بالظهور".
واعتبر أن تسليط الضوء على مواضع الفساد عبر الإعلام وفي الساحات، أمر صحي ومساعد، وكذلك تقديم المعلومات والوثائق المتوافرة إلى القضاء، محذرا في نفس الوقت من خطورة أن يتحول الإعلام والشارع والجدل السياسي "إلى مدع ومدع عام وقاض وسجان، في آن واحد" باعتبار أن هذا الأمر أكثر ما يسيء إلى مسيرة مكافحة الفساد.
وأعرب الرئيس اللبناني عن تطلعه أن تكون السنة المقبلة، سنة استقلال اقتصادي فعلي، من خلال تغيير النمط الاقتصادي الريعي إلى اقتصاد منتج، والبدء في حفر أول بئر للنفط في المياه الإقليمية اللبنانية بالبحر المتوسط، وإقرار قانون الصندوق السيادي الذي سوف يدير عائداته، مع التمسك بكل الحقوق اللبنانية في البر والبحر، وحماية البيئة والتحرر من النزاعات الطائفية والمذهبية، والبدء بالخطوات اللازمة نحو إرساء الدولة المدنية.
وحيّا عون المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، مؤكدا أن أصعب المهمات التي قد تواجه عسكريا هي المهمات الداخلية، حين يتوجب على العسكريين حماية حرية المواطن الذي يريد التعبير عن رأيه بالتظاهر والاعتصام، وأيضا حرية التنقل للمواطن الذي يريد الذهاب إلى عمله أو منزله، مشيرا إلى أن نجاح الجيش والأجهزة الأمنية في هذه المهمة هو ميزان ثقة المواطنين بهم.