الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

القصة الكاملة لوفاة طالب أثناء "الحصة" في مدرسة بالقناطر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت مدرسة نور السلام الخاصة بالقناطر الخيرية التابعة لمدارس سنودس النيل الإنجيلي الخاصة بالكنيسة الإنجيلية، أمس الأول، وفاة الطالب طارق محمد القوصي بالصف الثالث الإعدادي، جراء إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية خلال إحدى الحصص الدراسية عقب "الفسحة".
المفجع في الأمر أن الطالب كان قد استغاث قبيل وفاته بمدرس الحصة لإسعافه، فاعتقد المدرس أنه يتظاهر بالمرض وتركه وطلب منه عدم "المزاح".
ولكن طارق أصيب بغيبوبة ولم ينتبه أحد من إدارة المدرسة أو مدرس الفصل لحالته إلا بعد نصف ساعة، وعند التدخل وطلب الإسعاف اكتشفوا وفاته.
وعندما علم والد الطالب بالواقعة من زملاء نجله في الفصل قرر، اليوم، تحرير المحضر رقم 11657 إداري مركز القناطر اتهم فيه المدرسة بالإهمال، مطالبا بالتحقيق في الواقعة وكشف إهمال إدارة المدرسة في إسعاف نجله وتراخي المدرس في التدخل لإنقاذ ابنه.
وروى محمد القوصي والد الطالب طارق كواليس تلقيه خبر وفاة نجله، قائلا: "إنه فوجئ باتصال تليفوني يخبره بنقل ابنه للمستشفى، وعندما وصل إلى هناك تلقى خبر وفاته، وأكد له أصدقاء نجله أن طارق استنجد بمدرس الحصة لشعوره بتعب شديد فلم يهتم المدرس وطلب منه عدم المزاح والشقاوة وتركه، فأصيب بإغماء بالفصل، وتركه المدرس أكثر من نصف ساعة حتى اكتشف الطلاب أن طارق فقد وعيه فعلا، فطلب المدرس مشرف الدور والإسعاف ولكن قضاء الله نفذ".
ووجه الأب تهمة الإهمال للمدرس وإدارة المدرسة، مؤكدًا أنه لا يوجد شبهة جنائية في الوفاة ولكنه تقدم بالبلاغ حتى لا تتكرر الواقعة مع تلميذ آخر.
وأوضح القوصي أن لديه ابنا آخر في المدرسة في الصف الرابع الابتدائي، وسيواصل الدراسة بها ولكنه يريد أن يكون هناك إجراءات إسعاف وسلامة واكتراث بالتلاميذ حتى لا تتكرر المأساة.
وأكد القوصي أن نجله لم يكن مريضا بأي مرض، ولم يشتكِ صحيا قبل الواقعة، وأنه قبيل الوفاة كان في الفسحة يلعب وسط أقرانه وكاميرات المدرسة رصدته وهو يدخل الفصل وهو في صحة ونشاط واضح.
وطالب والد طارق المسئولين بالعمل على كشف ملابسات الواقعة ومحاسبة المقصرين فيها حفاظا على أرواح الطلاب.
من جانبها نعت مدرسة نور السلام الطالب طارق عبر فيديو على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وجرى تأبين الفقيد من خلال كلمة ألقاها احد المدرس هاني زينهم، أكد خلالها أن الطالب توفي فجأة وبدون مقدمات في الفصل وفي ظرف 3 دقائق من حدوث الإغماء، مضيفا أنه كان يوجد طبيب بالفصل لمحاولة إنقاذه ولكنه اكتشف أنه توفي، مشيرا إلى أن الحادث وقع كالصدمة على الجميع طلابا وإدارة.
وتابع زينهم في كلمته في طابور الصباح أن ما يُثار عن الواقعة من معلومات مغلوطة يزيد من معاناة أسرة الطالب موجها عزاء إدارة المدرسة وطلابها لأسرة الطالب الفقيد.
فيما رفض هاني ألفي مدير المدرسة التعليق على الواقعة، مؤكدًا "المدرسة أدت واجبها ولكن الواقعة الآن أمام جهات التحقيق التي ستفصل فيها وتحدد الاتهامات، ولحين ذلك لن تعلق المدرسة أو إدارتها على الحادث". 
وفي السياق ذاته، توجه وفد من إدارة القناطر الخيرية التعليمية برئاسة خالد الشربيني مدير الإدارة لتقديم واجب العزاء لأسرة الطالب.
وأكد مدير الإدارة على أنه جرى اتخاذ الإجراءات القانونية للتحقيق في الواقعة وإرسال لجنة للمدرسة لتفريغ الكاميرات وإعداد تقرير كامل بالواقعة، وسماع أقوال كافة الأطراف، لافتا إلى أنه سيتم محاسبة المقصر بكل حزم وحسم حتى لا تتكرر الواقعة، مشيرا إلى أن أرواح الطلاب والتلاميذ أمانة في عنق المسئولين بالمدارس والإدارة والحفاظ عليها واجب مقدس.
من جانبه قال هشام شحاتة، وكيل إدارة القناطر الخيرية التعليمية، إن لجنة من الشئون القانونية حققت في واقعة، وفاة الطالب طارق القوصي، داخل مدرسة نور السلام الخاصة بسبب إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية خلال إحدى الحصص الدراسية عقب الفسحة.
وأضاف "وكيل الإدارة"، في تصريحات صحفية اليوم، أنه جرى سؤال 12 طالبًا من زملاء الراحل داخل الفصل، والذين رووا تفاصيل الواقعة بالكامل، مؤكدين أن زميلهم كان سليمًا خلال الفسحة وفجأة توفى داخل الفصل، وفي بداية الأمر لم ينتبه المدرس، اعتقادًا أن الطالب بيهزر، ولكن اكتشف وفاته واتخذت الإجراءات القانونية.
وتابع "وكيل إدارة القناطر الخيرية التعليمية: إدارة المدرسة ستكون مدانة إذا ثبت وجود نص بضرورة وجود طبيب لمثل هذه الحالات، وسنعد تقرير مفصل بها، وسيتم محاسبة المقصرين، ولن يضيع حق الطالب الراحل وأسرته حتى لا تتكرر الواقعة".
من جانبه قال مدرس الفصل، "ب ر"، الذي توفي الطالب أثناء حصته في تحقيقات الشئون القانونية، بإدارة القناطر الخيرية، إنه لم يتخاذل في إنقاذ الطالب الراحل.
وحكى تفاصيل الواقعة: "ما حدث هو أن الطالب طلب المساعدة، قائلًا إنه مريض فاعتقدت أنه يهزر، لأنه كان معروف عنه بعض الشقاوة، وفجأة مالت رأسه على كتف زميله المجاور له، فاستدعيت إدارة المدرسة وطبيب من خارج المدرسة، الذي أكد أنه لقي مصرعه، فجرى نقله للمستشفى، مؤكدًا أن الواقعة لم تتعدَّ دقائق معدودة، نافيًا وجود أي إهمال".
وكشفت التحقيقات أنَّ التقرير المبدئي أثبت أنَّ الطالب لفظ أنفاسه بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، ونفى التقرير وجود شبهة جنائية في الواقعة.