الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمواج سياسية "5".. حقوق الإنسان الدولية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن الناظر إلى ملف حقوق الإنسان في العالم ليحزن أشد الحزن على ما آل إليه هذا الملف من تدن في العدل والمساواة بين التعامل مع قضايا الشعوب المختلفة فلم نسمع ولو لمرة واحدة أن هناك نقدا لانتهاك حقوق الإنسان في فلسطين وهى من يعانى المواطن فيها من انتهاك حق أكبر وهو حق الحياة، فلا يستطيع المواطن هناك أن يأمن على حياته أو بيته أو ولده أو أرضه أو عرضه وإن لم ترصد المنظمات الحقوقية هذه الانتهاكات فلماذا قامت؟ وعلى النقيض نجدها تتدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول بحجة حقوق الإنسان..
إلى متى تستخدم ورقة حقوق الإنسان ذريعة للتدخل في الشئون الداخلية للدول التى لا ترضخ للهيمنة الأمريكية وهى الدولة التى تمارس انتهاك حقوق الإنسان بداية من عصر الهنود الحمر حتى الآن، مع السود لدرجة أن هناك مطاعم حتى الآن في بعض الولايات تعلق لافتات ممنوع دخول القطط والكلاب والسود، وأخرى ممنوع جلوس السود على المقاعد وبجانب بشاعة تعاملها مع السود أنشأت الولايات المتحدة معتقلات تمارس فيها التعذيب للمعتقلين كسجن أبوغريب ومعتقل جوانتانامو، كما تمارس الولايات المتحدة انتهاكات دولية لحقوق الدول، فتفرض مبدأ حق القوة في امتلاك بعض الدول كإسرائيل السلاح النووى وتحرمه على دول أخرى. 
لقد سقطت الأقنعة وأصبحت الأمم المتحدة وأجهزتها تعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وليست لخدمة النظام العالمى ولنرجع إلى الملف الخاص بإسرائيل فقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الاعتراض الفيتو عشرات المرات ضد إدانة إسرائيل لارتكابها مذابح ضد الفلسطينيين وتمر إسرائيل بجرائمها دون أن يحاسبها أحد ثم تعود الولايات المتحدة الأمريكية وتتكلم عن حقوق الإنسان وتستخدم المنظمة الدولية لتنفيذ سياساتها الدولية، أليس هذا دليل انحياز المنظمة الدولية وعدم حيدتها؟ ألا توجب هذه المواقف أن تتم مراجعة ميثاق هذه المنظمات الدولية ومراجعة آلية عملها؟ خاصة نظام حق الاعتراض الفيتو، والذى صنع ليستخدم لصالح إسرائيل ثم يهاجموننا ويتهموننا بانتهاك الحريات وهم ينتهكون حق الحياة للإنسان في فلسطين، أى حقوق للإنسان يتحدثون عنها؟ أليس من حقوق الإنسان أن ينعم المواطن بالأمن؟ أين الأمن مع هدم البيوت على سكانها وقتلهم تحت أنقاضها بدم بارد ثم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا أصيب عندهم جندى واحد يبيحون لأنفسهم امتلاك كل الأسلحة ليقتلوا بها شعبا أعزل من السلاح؟
وهنا مطلوب منا في هذا التوقيت ألا نكتفى بالدفاع عن أنفسنا، ولكن بالهجوم على من يهاجموننا وإبراز انتهاكات حقوق الإنسان في أمريكا والدول التابعة لها في الهجوم علينا
والمطالبة بتعديل ميثاق هذه المنظمات الدولية بحيث يحقق العدالة والمساواة بين الدول في الحقوق والواجبات وإلغاء حق النقض الفيتو وجعل الموافقة على القرارات بالأغلبية المطلقة ومطلوب الآن أن نضع الدول في تصنيفاتها الصحيحة حتى نعلم من أين نؤتى وعلينا أن نتعلم من رسولنا الكريم عندما قال (يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل).
إلى متى هذا الهوان كيف نهزم في حروب لم نخضها كيف نحنى الرءوس إلى أى بلطجى لكى يبتز ثروات العرب بمجرد التهديد وبعد كل هذا نعزف عن التقارب والوحدة العربية؟.. وللحديث بقية.