لقد من الله على الإنسان أن وهبه ذلك العضو الذي يبدأ بالخفقان معلنا بدء الحياة، فالقلب هو المسئول عن ضخّ الدم عند البشر والحيوانات. وتزويد الأنسجة بالأوكسجين والمغذيات اللازمة، كما يساعد في إزالة مخلفات التفاعلات الكيميائية الضارة الناتجة عن توليد الطاقة داخل جسد الكائن الحي، ويعتبر القلبُ أكثرَ الأعضاء حيويةً في جسم الإنسان. إذ يبلغ طولُه 13 سم، وبوزن يصل إلى 350 جرامًاعند الرجال 300 عند النساء.
يعمل القلب 24 ساعة في اليوم دون توقف، وينبض 70 نبضة في الدقيقة الواحدة، ليضخ أكثر 7600 لتر دم في اليوم، عبر الأوعية التي يصل طولها مائة ألف كيلومتر أي ما يوازي قطر الكرة الأرضية مرتين. ويبلُغ مُعدَّلُ ضربات القلب الطبيعيّ 35 مليون مرَّة في العام الواحد.
يبدأ القلب في الخفقان بعد أربعة أسابيع من الحمل ويكتمل نموه بعد ثمانية اسابيع. ويقع عند البشر بين الرئتين في الحجرة الوسطى للصدر،و ينقسم إلى أربع حجيرات: العلويتين تدعيان الأذين الأيسر والأيمن والسفليتين البطين الأيمن والأيسر. إضافة إلى الحواجز والصمامات التي تعمل على تدفق الدم باتجاه واحد إلى الأمام ومنع تدفقه العكسي.
عمل القلب ينظمه الجهاز العصبي والغدد الصماء، اللذان ينظمان عددَ النبضات وقوتَها في حالة الفرح والحزن وغيرهما
خلايا القلب لا تتجدد؛ أي أن النسيج العضلي للقلب غيرُ قابل للتجدد بعد تلف أي جزء منه. وهذا يؤكد ضرورة المحافظة على القلب. بصورة جيدة عن طريق تغذيتهُ بالمواد المحتوية على عنصري المغنيسيوم والبوتاسيوم الضروريين للقلب والأوعية الدموية
وينصح خبراء التغذية باتباع خطوات مهمة للمحافظة على سلامة القلب منها؛ الاقلاع عن التدخين، والنوم الكافي لمدة لا تقل على 8 ساعات يوميا،وتناول أغذية صحية بكميات معتدلة من منتجات الألبان واللحوم والأسماك وبدائل الخُضروات، فضلا عن تقليل كميات الدهون والسكروالمِلح.
ويعتبر ممارسة نشاط رياضي يومي لمدة 30 دقيقة يساعد في تخفيض مستويات الكوليسترول وضغط الدم،والحد من زيادة الوزن التي تعمل على إجهاد عضلة القلب بصورة كبيرة.
كان القلب جزءا هاما عند القدماء المصريين حيث اعتبروه مصدرا ومنبع العاطفة والتفكر ومحلّ النية. حتى أضحى إلى يومنا هذا معبرًا عن رمزية العاطفة ومشاعر الحب والخير بين البشر
