الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

جبر المكسور لن ينقذ أعمدة الدولة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الدولة المصرية في خطر، وحق الشعب المصري في الحياة مهدد، أعمدة أقدم دولة عرفتها البشرية تتصدع، وشعبها في مواجهة من يحملون معاول هدمها.
مرسي وجماعته وأهله وعشيرته، ومن أطلق عليهم في حواره مع قناة الجزيرة “,”سندي الشعب“,”، قاصدًا جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ومن تحالف معهم، هم السند الشعبي له في الانتخابات.
عشرة أشهر مرت منذ جلس هو وهم على مقعد الحكم، وصوت التصدع المرعب قضى على حق بلد وشعب عريق في الحياة الآمنة، كأبسط حق من حقوق الإنسان وأولها.
عشرة أشهر احتلوا البلد بلحاهم ووجوههم العابسة وعقولهم المظلمة، وهدف واحد يسعون إليه: تقويض الدولة المصرية، حتى يتمكنوا من الوصول إلى دولة الخلافة أو دولة “,”الخرافة“,” إن أردنا الدقة.
وفاز المرسي بالرئاسة فوزًا إن كان في عروقهم دم يسري، وفي ضمائرهم بعض حياة، وفي وجوههم مسحة حياء؛ لتواروا خجلاً من فوز مرشحهم..
جاءوا ببضعة أصوات هي الفارق بينهم وبين منافسه الفريق أحمد شفيق، ومع إعلان الفوز كان ملازمًا له طعن بالتزوير، ومن يومها والبلد يعيش في حالة احتراب واحتراق؛ فقد انطلقوا جميعهم علينا بلا رادع من قانون أو أخلاق أو حتى ضمير.
هم جميعًا في سلة واحدة، تحمل أياديهم المعاول لتهدم وتطلق الرصاص لتقتل، وبين الهدم والقتل تصرخ حناجرهم بالترويع والتهديد.
حازم أبو إسماعيل يهدد مرسي في خطبة الجمعة الماضية فيقول: “,”سأحكم بدلاً منه إذا استمر يدير البلاد بأيدٍ مرتعشة“,”، ويضيف أنه لديه حلول لكل المشاكل بما فيها “,”البلطجة“,”، وأنه ليس لديه أزمة في أن يُقتل من أنصاره عشرات الآلاف مقابل الجهاد في سبيل الله وتطبيق الشريعة.
لم يكن في حاجة للتهديد باستخدام البلطجة؛ فقد استخدمها فعلاً منذ جلسوا على مقعد حكم مصر يمارسون البلطجة بالسنج والمطاوي، كما يمارسونها بالتطاول على مؤسسات الدولة، فمرة أحدهم يهدد قواتنا المسلحة، وآخر يطعن في المخابرات، وحازمهم يقتحم مكتب وزير الداخلية السابق ويهدده. والشاطر يفاوض على أموال مبارك ويتصرف كأنه الحاكم الفعلي، والعريان والبلتاجي يسبان القضاء والإعلام.
إنها الأصابع التي تمسك بخيوط الحكم الذي أتى إليهم على أجنحة العار والتآمر. أصابع وأياد تحمل المعاول لتهدم وتطلق الرصاص.
أليس في قرار وكيل نيابة مطاي بالمنيا بجلد مواطن هدم لأعمدة دولة القانون؟ ألم يتعلم حضرة وكيل النائب العام أنه لا عقوبة إلا بنص قانوني، وأن قانون العقوبات ليس به عقوبة الجلد، حتى إن زايد على دولة القانون بأنه حكم الشرع على شارب الخمر؟
والمرسي بثقة يؤكد أن الشعب المصري سعيد بإنجازاته وراض عنها. ألم يسمع أن مواطنة مصرية من أسيوط أجهضت حملها إثر سقوطها على الأرض أمام أحد المخابز؛ بسبب تدافع الأهالي للحصول على الحصة المقررة لهم من الخبز؟
هذه وقائع متفرقة من أسبوع واحد من أسابيع الشهور العشرة التي جلسوا، ومعهم بقية فروعهم من تيارات الإرهاب الأصولي، وما كان من أيام وأسابيع تجرعنا مراراتها وعشنا خطرًا داهمًا يقترب بقوة من الدولة ومن أمننا القومي.
أعمدة الدولة مهددة بالانهيار المتعمد من جماعة الحكم، ولن ينقذ مصر أن نتحصن مدافعين خلف كل عمود على حدة؛ فالدولة ليست أعمدة منفصلة.
الدول لا تقوم على عمود دون الآخر، ولا تقوم على ترميم مؤقت، أو جبر كسر هنا وجبر خاطر هناك.
فمتى وكيف يضع حراس أعمدة أقدم دولة عرفتها البشرية هدفًا واحدًا لها: هو كسر الأيادي التي تهدد دولتنا العريقة؟