تكالبت الأيام والظروف، حاوطها الفقر حيثما ولت وجهها، لم تكن في مأمن من غدر الزمن، فانهلت عليها المصائب دون أن تجعلها تلتقط أنفاسها، سيدة بلغت من العمر الأربعين ولكنها بلغت من الهموم عشرات السنين، حكاية من الوجع في كتاب لا تجد فيه سوى الحزن، حكاية أم طارق.
في ركن هادئ داخل بيت في منطقة جبلية بقرية بيدف التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة، جلس الأولاد الخمسة يفترشون الأرض لا تملك الأم ثمنًا لشراء القليل من المتاع.
بدأت المأساة عندما عانى زوجها عامل النظافة في البلد بفقدان السمع، فكانت على الأم أن تحل محل الأب والأم في آنٍ واحد، صارعت الأم الفقر، ودخلت في معارك عدة معه، أحيانا تسقطه أرضًا، وأحيانا أخرى تسقط هى من اليأس وقلة الحيلة، الأمر زاد حزنًا بعدما ازدوج الحزن أحزانًا، عندما أُصيب ولدان من أبنائها بمرض تآكل العظام، بينهم ولد رابع لا يستطيع التحدث.
«هموم الدنيا مش واقفة، كأنها حالفه ما تسبنى يوم في راحة، رضيت بالقليل، وقلت ربنا يبارك، بس الحياة بقيت تضيق، لحد ما خنقت» كانت بداية حديث أم طارق بين حديث ممزوج بالصبر والدعاء والتوسل إلى الله، وبين دموع حبيسة في عينيها، أم طارق تبحث عن علاج لأولادها هو الحلم الأكبر،: «أنا جنتي، إنى أعالج العيال دول، حد يتكفل بيهم، وربنا يرزق بنظرة منه تغيير حياتنا كلها».
للتواصل مع الحالة 0115 400 7889.
