الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيلم السهرة| "آكلي لحوم البشر".. كيف يمزق المال الإنسانية؟

الفيلم الألماني آكلي
الفيلم الألماني آكلي لحوم البشر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتناول الفيلم الألماني "آكلي لحوم البشر، للمخرج يوهانس نابر والذي حاز على جائزة أفضل سيناريو في عام إنتاجه 2014، الطراز العصرى والاقتصادى من أكلة لحوم البشر، وهم أصحاب الشركات متعددة الجنسيات، الذين اعتادوا على أكل لحوم وخيرات الشعوب الفقيرة لتحقيق مصالحهم الخاصة وزيادة المليارات في أرصدتهم.
يحكى الفيلم عن اثنين من المستشارين في واحدة من الشركات العملاقة، ويحقق كليهما للشركة أرباحًا ضخمة على مدى ست سنوات تأتى عن طريق استغلال الدول الفقيرة لإشباع نهم عملائهما في الحصول على خيرات هذه الدول في آسيا وأفريقيا، واستغلال العمال الغارقين في الفقر والجهل؛ وتنقلب حياة الرجلين حين يعلمان أن زميلهما حقق نجاحًا ضخمًا، ولم يشفع لهما انتحاره وصعود شابة طموحة إلى منصبه؛ والتى كان عليها أن تقوم بتقييم كليهما لتصعيد أحدهما في الشركة وإقصاء الآخر؛ جاء هذا بعد انتقال ملكية الشركة إلى آخرين غامضين بالنسبة لرفيقى العمل والحياة أحيانًا، والذين لسبب غامض بدوره قاموا بجعلهما والفتاة شركاء ذوى أسهم في شركتهم، ثم ألقوا تبعات الكثير من التلاعبات التى قد تؤدى إلى السجن على عاتقهم، بل وأيضًا تركوهم وحيدين في العاصمة النيجيرية لاجوس، يواجهون جنودًا مسلحين يقومون بإبادة كل ما في طريقهم خلال الحرب الأهلية التى تجتاح العاصمة.
الفيلم الذى تم تصويره بالكامل في غرفة الفندق ومكتب الرجلين، وتخللته فواصل مدتها ثوان، هى شاشة سوداء على خلفية موسيقية، يصور المعنى العصرى لأكل لحوم البشر؛ حيث تستغل الشركات رجالها، وهم بدورهم يستغلون الدول الفقيرة اقتصاديًا، ويستعبدون أفرادها، كما ظهر في مشاهد معاملة أحد العملاء لخادم الغرف وهو يصفعه؛ وأظهر أن المال وحده وسيلة للتعامل، فعندما يرضى الرجل الأبيض عن صاحب الأرض يُلقى له حفنة من الدولارات، وأن زوج الخادمة التى ضاجعها «أولسر» سيكون سعيدًا بالمال الذى جنته، والعاهرة التى أخبرت «بيانكا» أنها تبيع المخدرات من أجل بضع دولارات إضافية، والمكافأة التى سخّر «نيدرلاندر» عمال الغرف بها من أجل القبض على بعوضة.
كذلك أوضح الفيلم من خلال عدة مشاهد الرعب الكامن الذى يتعامل به الغرب تجاه المتطرفين الإسلاميين، وبدا هذا عندما قالت العاهرة الأفريقية للرجلين إن أصوات الانفجارات ربما وراءها تنظيم طالبان -وهى مغالطة واقعية لأن التنظيمات المتطرفة في أفريقيا هى بوكو حرام وتنظيم القاعدة ومؤخرًا داعش- وحديث العميل الهندى الذى قال إن أبرز مخاوف السيخ من تناسخ الأرواح هو أن يولدوا من جديد، وكذلك سخرية الرجلين عندما سمعا أصوات الطلقات، فهتف أحدهما بأنه لا بد من أن توجد طالبان مسيحية؛ وهو ما يكشف عن رؤية الكاتب والمخرج التى يُمكن وصفها بالعنصرية، وعدم التدقيق في البحث حول الجماعات المتطرفة من فصائل الإسلام السياسى قبل كتابة السيناريو؛ وفى الوقت نفسه عندما كان الثلاثة غارقين في السُكر تحدث «أولسر» عن رغبته في أن يُسمى كل شوارع وميادين برلين بأسماء معتقلات المحارق النازية؛ كاشفًا عن عنصرية أخرى تندرج هى الأخرى -بمفهوم الفيلم- تحت عنوان أكل لحوم البشر.