الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل بدأت الثورة في إيران؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستشهد خلال الأيام المقبلة تغيرات جذرية لم تشهدها منذ حكم الشاه عام 1979، وذلك بعد اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود لتطال 53 مدينة إيرانية بعد مقتل 9 محتجين على يد قوات الأمن حتى اللحظة، لكن المُلفت في تصاعد الاحتجاجات الإيرانية لم يقتصر فقط على توسعها وامتدادها لمعظم المدن الإيرانية الكبرى، بل إنه اتخذ أشكالا أكثر حِدَّة وعنفا تنبئ بإمكانية تحولها إلى ثورة؛ ثورة غضب لا تُحمد عُقباها بالنسبة لنظام الملالي وأعوانه في منطقة الشرق الأوسط، فللمرة الأولى في تاريخ دولة المرشد تخرج مظاهرات ترفع شعارات مُطالبة بسقوط خامنئي ودولة الفقيه، فقد وصلت نتائج أحدث العنف إلى إحراق فرع للمصرف الوطني، بالتزامن مع مطالب بإسقاط نظام المرشد ورفض تدخل طهران في شئون الدول العربية.
ففي مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران، أضرم محتجون النار في "المصرف الوطني"، بينما طالب المتظاهرون في مدينة "كرج"، وسط البلاد، بإسقاط نظام المرشد على خامنئي، وردد متظاهرون في عدة مدن إيرانية هتافات رافضة لتدخل بلدهم في شؤون الدول العربية، وطالبوا بتحسين أحوالهم المعيشية. 
كما قام عدد من المحتجين في طهران بقطع الطرق الرئيسية من خلال إطفاء محركات سياراتهم، مُردِّدين هتاف "يسقط الديكتاتور" كما أغلق آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان بوسط إيران بالسيارات رفضًا لتلك الزيادات المفاجئة، وأطلقت قوات الأمن النار على المحتجين لتفريقهم في مدينة بوشهر جنوب إيرا ، كذلك شهدت مناطق شيراز وسلطان آباد عاصمة محافظة فارس جنوب إيران إغلاقا للطرق، حيث عمد بعض المحتجين إلى إحراق الإطارات. 
كل التطورات على الأرض تؤكد أن النظام الإيراني يواجه اختبارًا صعبًا، ربما لم تتصدَّ لمثله من قبل، فإيران التي نجحت خلال الفترة الأخيرة في التصدي للتهديدات الأمريكية، والصمت الأوروبي والهجوم الخليجي، وقبله الانتصار السياسي فيما يتعلق بالاتفاق النووي، باتت اليوم أمام اختبار مصيري يهدد نظام الحكم بأكمله. 
فمنذ الثورة الإيرانية وخروج طهران من الدائرة الأمريكية، لم تدخر واشنطن جهدًا من أجل إعادة إيران إلى الفلك الأمريكي، مستخدمة كل الوسائل بداية من الحرب العراقية الإيرانية وصولا لدول مجلس التعاون الخليجي، كما أنها لجأت في بعض الأحيان إلى ترتب انقلابات عسكرية في الداخل الإيراني، لكنها فشلت في النهاية.
نجحت الإدارة الإيرانية في التصدي لجميع التهديدات الخارجية بدرجة كبيرة، لكنها فشلت حتى الآن في التحديات الداخلية، فالأوضاع الداخلية في إيران لم تكن وليدة اللحظة الراهنة، لأن غالبية الشعب الإيراني كان ينتظر من حكومته اتخاذ خطوات لتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية إلا أنهم فوجئوا بقيامها برفع أسعار البنزين لتزيد من معاناتهم، وبناءً على ما سبق تشير التطورات على الأرض أن الأمور تتجه خلال الأيام المقبلة لمزيد من التصعيد، وربما يتحول الأمر إلى ثورة شعبية لا تُبقي ولا تذر؛ لأن الناس لا تتحمل مزيدًا من الضغوط التي يفرضها عليهم نظام الملالي لسد عجز ميزانيته من جيوبهم.