الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أسرار نجوم زمان.. الراقصة المثقفة.. هاجر حمدي.. اعتزلت الفن مبكرًا وقرأت آلاف الكتب

 هاجر حمدي
هاجر حمدي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفظت بلقب نجمة الإغراء لفترة تزيد على ١٥ عامًا، قدمت خلالها ما يقرب من ٥٠ عملًا فنيًا منها «حب في الظلام، كيد النسا، جواهر، والمعلم بلبل، وشمشون الجبار، والآنسة ماما» تلك هى هاجر حمدى الفنانة التى اشتهرت بلقب «الراقصة المثقفة» كونها بعد اعتزالها شيدت مسجدًا على جزء من أرض فيلتها خصصت فيه جزءًا لتحفيظ القرآن، كما كانت لديها مكتبة ضخمة كانت يوميًا تقرأ فيها، ووصفها كل من تعامل معها أنها متحدثة لبقة.
اسمها الحقيقى بالكامل «فتحية أحمد السيد النجار»، وُلدت في مدينة طنطا في ١٠ مارس عام ١٩٢٤، بعد وفاة والدها تزوجت والدتها من رجل آخر عاملها بقسوة، فهربت من جبروت زوج أمها وذهبت لصديقتها التى تعمل في صالة بديعة مصابني، والتحقت بالعمل فيها لكنها لم تعجب بديعة مصابني التى قالت لها: «متنفعيش» عقب ذلك انضمت لفرقة مسرحية في شارع عماد الدين، وبعدها توجهت إلى يوسف وهبي وبكت أمامه وقالت له «لو مشتغلتش معاك هموت نفسى» فرفق بها وقدمها في دور صغير في فيلم «الفنان العظيم» في عام ١٩٤٣.
هذا الدور فتح أمامها أبواب الشهرة والأضواء، فقدمت بعده أدوارًا متعددة في أفلام كثيرة منها «الآنسة ماما، بيت الطاعة، غنى حرب، أبوحلموس» إلى أن جاءتها فرصة البطولة في أفلام «بنت المعلم/ جواهر، بنت العمدة، أنا وأنت».
ويؤكد المؤرخ الفني محمد شوقي أنها تزوجت من الفنان الراحل كمال الشناوي، وأنجبت منه ابنه محمد الذي تزوج من ابنة أخت عبدالحليم حافظ، بعدها تزوجت الطبيب المعروف محمد فياض، الذي تزوج الفنانة هند رستم بعد ذلك واعتزلت من أجله الفن، وسافرت معه إلى لندن وباريس، وطلبت منه أن تفتح مشروعًا تحبه بعيدًا عن الفن فاستجاب لرغبتها، بعدها انفصلت عنه لتتزوج من رجل الأعمال وجدى عبدالصمد، ثم الإذاعى على عيسى، ولديها ٣ أبناء من زوجها وجدى عبدالصمد، و٢ من علي عيسى، وقد ثقفت نفسها بنفسها، ما جعلها معروفة بالفنانة المثقفة، وأتقنت ٤ لغات، وكانت تهوى القراءة بشكل جنوني، حتى يقال عنها إنها قرأت ما يزيد على ألف كتاب. 
ويشير شوقى إلى أنها أدت فريضة الحج لأول مرة عام ١٩٧٥، بعدها عادت مختلفة تمامًا، فقامت بإنشاء مركز إسلامى كبير، به «مستشفى، مدرسة، دار رعاية أيتام، دار رعاية كبار السن، ودار لتحفيظ القرآن الكريم، ومدرسة للمكفوفين» وظلت تذهب للحج سنويًا حتى وفاتها، وكانت حريصة على أداء صلاة الفجر في جماعة حتى أيامها الأخيرة، التى اعتزلت فيها الناس حتى أولادها، وعاشت في فيلتها في المحمودية بعيدًا عن الناس ومعها خادمتها فقط، وظلت هناك تتعبد وتحفظ القرآن الكريم كله رغم كبر سنها، ولم ترد سائلًا، حتى ماتت في ١٧ نوفمبر ٢٠٠٨ عن عمر ناهز ٨٤ عامًا، وأوصت أن تخرج من مسجد السيدة نفيسة، وألا يقام لها عزاء ولا أربعين ولا سنوية، وأن تتولى ابنتها عزة المركز الإسلامي بكل ما فيه، ومن بعدها أولادها ثم أحفادها، وجعلتها تقسم على ذلك بالمصحف الشريف.