الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

طبعة جديدة لكتاب فتح العرب لمصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت الدار المصرية اللبنانية، طبعة جديدة من كتاب المؤرخ الإنجليزي " ألفريد.ج.بتلر" المعنون " فتح العرب لمصر" وهو الكتاب الفريد الذي ينتمي لكلاسيكيات التاريخ العربي والإسلامي، والذي وضعه مؤرخ ليس له رغبة أو نية في أن ينصف فريقا على فريق، بل الحقيقة وتوثيق الوقائع هو هدفه ورغبته، لهذا كان كتابه الذي نشره في العام 1902، وأعيد نشره في 69 طبعة، في الفترة من 1902 حتى 2015، ثم صدرت ترجمته بعد صدوره للمرة الأولى بنحو ثلاثين عاما، أي في العام 1932، على يد محمد فريد أبو حديد.
ألفريد بتلر المولود عام 1850 في أسرة متدينة إنجليزية تعلم في جامعة أكسفورد، وزار مصر للمرة الأولى عام 1880 حينما تلقى برقية من الخديوي توفيق يستدعيه للتدريس لأبنائه، وغادرها حينما اندلعت الثورة العرابية، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر ليضع العديد من المؤلفات الكبرى عن مصر وتاريخها، أبزرها ذلك الذي بين أيدينا، والذي حققته الدكتورة نهلة أنيس مصطفى أستاذ التاريخ الإسلامي ووكيل كلية الدراسات الإنسانية، وراجع وأشرف على الكتاب الدكتور أيمن فؤاد سيد.

والذي يتفحص الكتاب، وفصوله الأولى، سيجد رحلة تاريخية شيقة، إذ لا يكتفي ألفريد بتلر بكتابة قصة الفتح، وقدوم عمرو بن العاص فاتحا إنما يستعرض عبر ثلاثين فصلا أحوال مصر والمنطقة تحت حكم دولتي الروم والفرس والصراع على كعكة مصر بين الحكام البيزنطيين، ففي الفصول الأولى من الكتاب مثلا يرصد بتلر أحوال أباطرة الروم وتدهور حالهم إلى الفناء، ومنهم "جستنيان" و"فوكاس" وأحوال القبط المصريين تحت إمرة هؤلاء الأباطرة، وتدبير هرقل حاكم أفريقية لثورة ضد فوكاس، مدبرا الزحف على عاصمة الإمبراطورية، وهكذا نتعرف من الفصول الأولى من الكتاب المروية بأسلوب قصصي شيق، مليء بالمعلومات مع ذلك، على أحوال الصراع بين القادة الرومان، ومؤامراتهم على إمبراطورهم، وهكذا حتى الفصول الخمس الأولى من الكتاب نقرأ قصص المجاعة التي ضربت مصر تحت حكم الرومان الذين انشغلوا عن تدبير أحوال رعيتهم بابتزازهم، ويشير بتلر إلى أن تاريخ مصر في مدة الأعوام الثلاثين التي بين ولاية هرقل وبين الفتح العربي ينقصه الكثير من التدقيق بسبب نقص الأحداث أو نقص ما وصل إليه بتلر من كتابات المؤرخين سواء "الأقباط" أو " الأرمن.
ومن الفصل السادس يتناول المؤلف نمو شوكة دولة الفرس، وزحفهم على الشام، وفتحهم لها، وتوافد اللاجئين إلى مصر هربا من الزحف الفارسي، وفي الفصل الحادي عشر يتناول ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية نحو سنة 610 ميلادية وكيف كان ظهور الإسلام وهجرة النبي إلى المدينة متزامنا مع الصراع الذي تصاعد بين الفرس والروم، وتبادلهما الهزائم والنصر، خلال حرب ضروس استمرت ست سنوات.
ويمضي كتاب بتلر متقصيا الحقائق والوقائع، مقارنا كتابات المؤرخين المختلفين، العرب منهم، والأقباط، والأرمن، واليونانيين، ليضع بين يديك كتابا ممتعا، نعيد نشره في الدار المصرية اللبنانية بوصفه عمل لم يختزل حدثا كبيرا في بضعة عشرات الصفحات، إنما تناول ما كتبه القبط والأرمن والعرب وغيرهم فكانت نظرته من غير جانب واحد، وصبه أخيرا في قالب ممتع شيق، يجعل قراءته أيسر على الجميع.