الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تحفة البارون المعمارية.. قصر لا تغيب عنه الشمس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قصر البارون، واحد من أكثر المعالم الأثرية التي شغلت بال المصريين في السنوات الأخيرة كتحفة معمارية فريدة من نوعها شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، والذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، ويقع القصر في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وتبلغ مساحته نحو 12.5 ألف متر، وصمم القصر بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، وتضم غرفة البارون بالقصر لوحة تجسد كيفية عصر العنب لتحويله إلى خمور، ثم شربه حسب التقاليد الرومانية وتتابع الخمر في الرؤوس، أي ما تحدثه الخمر في رءوس شاربيها. واستلهم البارون إمبان بناء القصر من معبد أنكور واتفي في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، وصممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل البناء عام 1911.
يمزج القصر بين العمارة الأوروبية والهندية، توفي مالكه بمدينة ولوي في بلجيكا عام 1929، وتناقلت ملكية القصر بين ورثة البارون حتى باعوه عام 1957 ليترك مهجورًا ويواجه الإهمال والتخريب، ومن هنا كانت الخطة لترميمه وتطويره ورفع كفاءته من قِبل وزارة الآثار، وتحويله إلى متحف مفتوح أمام الجمهور بسيناريو عرض يحمل معالم وروح حي مصر الجديدة.
كانت البداية حينما تولّت شركة المقاولون العرب والمكلفة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الآثار أعمال تطوير وترميم القصر، وذلك وفقًا للبروتوكول الموقع بين الوزارة والهيئة لترميم مجموعة من المباني الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية.
في صباح الجمعة 18 أكتوبر الماضي، وصلت إلى حديقة قصر البارون إحدى أقدم عربات الترام التي كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حي مصر الجديدة خلال القرن العشرين والذي أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية للحي، وأوضح العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية والمشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية أنه تم إعداد وتجهيز المنطقة الأمامية من حديقة القصر لاستقبال العربية عن طريق عمل وتثبيت قواعد خرسانية وفلنكات وقضبان ومهمات خاصة بالسكة الحديد، والتي خضعت بالفعل لأعمال الترميم ورفع كفاءتها لاستعادة رونقها وإظهار صورتها الأصلية التي كانت عليها في عصر البارون إمبان؛ لتدخل ضمن سيناريو العرض الخاص بالمعرض الذي سيقام داخل القصر عن تاريخ حي مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور، والذي يأتي في إطار مشروع إعادة توظيف قصر البارون إمبان الذي تنفذه وزارة الآثار بالتعاون مع السفارة البلجيكية وجمعيات المجتمع المدني بمصر.
واختارت اللجنة العليا لسيناريو العرض المتحفي هذه العربة لعرضها ضمن المعرض لتروي قصة إنشاء أول خط للترام في مصر والذي أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية لحي مصر الجديدة، كما أنها ستسلط الضوء على حركة التطور العمراني الذي ابتكره البارون إمبان لجذب السكان إلى الحي الجديد الذي بناه بمدينة القاهرة.
واستقرت عربة الترام بالمكان الذى تم إعداده لاستقبالها بعد أن تسلمها قطاع الآثار الإسلامية من الإدارة المركزية للترام هيئة النقل العام بالتعاون مع محافظة القاهرة ليظل قصر البارون إمبان مرتبطًا بالترام الذي توقف عن العمل وليكون جزءً من وسائل العرض بقصر البارون للأجيال التي لم تعاصر النشاط الأول للمدينة.