السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تركيا وداعش.. تشابك مصالح واستغلال متبادل.. و«نبع السلام» مكنت الإرهابيين من الفرار من سجون الأكراد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بما أنه لا دخان بدون نار، لم يعد باستطاعة أنقرة إقناع العالم بعدم وجود علاقة من أى نوع مع تنظيم داعش، وبالتالى فإن أساليب تهديد وابتزاز العالم بملف الإرهاب بات أمرًا يحسب على تركيا أكثر مما يحسب لها.


بداية كشف خيوط لعبة تركيا وداعش تؤول لسنوات تنامى قوة التنظيم الإرهابى قبل خمس سنوات، لكن الأحداث الأخيرة أماطت اللثام عن المزيد مما كان مستترًا في علاقة الطرفين.
مقتل زعيم التنظيم الإرهابى أبوبكر البغدادى على بعد كيلو مترات من حدود تركيا قبل أيام فتح المجال أمام سؤال بديهى يقول أين دور تركيا في محاربة الإرهاب؟، وفيما يبدو أنه محاولة من أنقرة للإجابة على تلك التساؤلات المحرجة أعلنت مؤخرًا وبشكل استعراضى القبض على شقيقة البغدادى في مدينة إعزاز الخاضعة لنفوذها.
لكن تلك العملية رغم رمزيتها ودلالة توقيتها تسهم في تعرية دور تركيا في المنطقة أكثر منه أمانًا بدورها في محاربة داعش، كذلك العملية الأمنية التركية الأخيرة التى أعلن فيها القبض المئات من عناصر داعش في المدن التركية، ذلك أن اختيار آلاف الإرهابيين اللجوء إلى تركيا أو المناطق القريبة من الحدود السورية التركية يعد مؤشرًا على إحساسهم بالأمان.
الأدوار التى ظلت أنقرة تقدمها لتنظيم داعش متعددة ومختلفة سواء في نهاية دولتهم المزعومة أو أثناء مراحل تشكلها، فبات يتضح أن التنظيم يقتات على القرارات القومية للسلطات التركية.
فعملية نبع السلام التى أطلقتها تركيا قبل أيام ضمن ما تعتبره إرهاب الأكراد كانت بردًا وسلامًا على عناصر داعش، حيث أتاحت لهم فرصة الهروب من سجون الأكراد ولذا فإن كشف تركيا عن وجود آلاف الدواعش في سجون الأكراد لم يفاجئ العالم بقدر ما أثار مخاوف شديدة من شروع تركيا في عملية ابتزاز جديدة للأوروبيين، فالابتزاز ليس بالأمر الجديد في قاموس النظام التركى وإنما يعد جزءًا من الانتهازية السياسية التى تبناها منذ سنوات وهو ما جعله يسمح بتسرب آلاف الإرهابيين عبر الحدود التركية إلى مناطق نفوذ داعش. 
وفى مسعى للكشف عن مزيد من الأدلة حول تورط أنقرة في إيواء أسرة زعيم داعش السابق، كشفت صحيفة «ذا ناشيونال» الأمريكية عن أن شقيق زعيم تنظيم داعش الإرهابى سابقا، أبوبكر البغدادي، سافر عدة مرات إلى مدينة إسطنبول التركية، عن طريق الشمال السوري، قبل أن يلقى مصرعه، في أكتوبر، إثر عملية عسكرية أمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين في المخابرات العراقية، أن شقيق البغدادى كان واحدا من المبعوثين الموثوق بهم لدى قيادة داعش، لأنه كان يوصل ويحتفظ بمعلومات حول عمليات التنظيم الإرهابى في كل من سوريا والعراق وتركيا.
وأوضحت معطيات الصحيفة أن شقيق البغدادى قطع الرحلة بين الشمال السورى وإسطنبول، عدة مرات، أى أنه دأب على السفر لما يقارب ٢٣٠٠ كيلومتر دون أن يجرى توقيفه، على أراضى دولة عضو ضمن حلف شمالى الأطلسى «الناتو».
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في المخابرات العراقية، إن شقيق البغدادى كان يسافر إلى تركيا ثم يعود منها، وهذا الشقيق يسمى جمعة، ويرجح أنه لا يزال على قيد الحياة، لكن لا توجد أى صورة له.
ورصدت الشرطة العراقية، شقيق البغدادى أول مرة، في أواخر ٢٠١٨، أى قبل أن يصل إلى إسطنبول؛ كبرى المدن التركية.
وتعاونت مصالح الأمن في العراق مع نظيرتها الأمريكية، لأجل مراقبة جمعة داخل الأراضى التركية، لكن متحدثين باسم وزارة الدفاع الأمريكية والتحالف الدولى لمكافحة داعش رفضًا التعليق على هذه المعلومات لأنها ذات طبيعة استخباراتية.
من ناحية أخرى وفى محاولة للتغطية على العلاقة المشبوهة بين أنقرة وداعش كشفت جريدة «الزمان» التركية، عن رفض حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان، الطلب الذى تقدم به نواب حزب الشعوب الديمقراطى الكردى (HDP) للتحقيق في وجود عناصر داعش داخل تركيا، وعمليات «بيع السبايا» تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الصحيفة قالت إن الطلب قوبل بالرفض من نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم وتسبب في مشادات كلامية بين نواب الحزبين واتهامات متبادلة برعاية الإرهاب.