الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«سيد قطب».. بدايات مضطربة ونهاية تؤسس للتطرف والإرهاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدايات حياة سيد قطب تظل مثيرة، فقد اهتم بالأدب وأصدر ديوان «الشاطئ المجهول» ورواية «أشواك» عن قصة حب ربما كانت بينه وبين خطيبته التى سماها فى الرواية سميرة، وانشغل بالنقد الأدبى والتقى بالعقاد والرافعى وطه حسين ونجيب محفوظ، وكانت حياته مضطربة وغريبة، فقد نشر مقالا فى الصحف المصرية بعنوان «الشواطئ الميتة» يدعو فيه إلى حرية التعرى بحجة تهدئة الشهوات الجامحة.
وإثر زيارة غامضة إلى الولايات المتحدة الأمريكية يعود بعدها «قطب» ليبدأ مشروعه الجديد القائم على تأسيس التطرف والإرهاب وبلورة أفكاره والعمل على إنجاحه، لقد أدى سيد قطب دورا كبيرا فى تاريخ الحركات الجهادية المتطرفة، فقد وصل بأفكار حسن البنا إلى منتهاها، فبسط القول فى شمولية الإسلام، وطور مفهوم الحاكمية الذى تلقاه عن أبى الأعلى المودودي، يتطور مفهوم الحاكمية عند سيد قطب، ليكون معه العالم بأسره عدوا لا بد من إخضاعه ومحاربته، من أجل أن ترتقى جماعته المسلمة إلى حيث ينعقد لها لواء أستاذية العالم، حيث حط من خصومه إلى درك الجاهلية.
والمجتمع الجاهلى فى نظر «قطب» ليس هو من ينكر وجود الله، ولكنه يجعل له ملكوت السموات ويعزله عن ملكوت الأرض فلا يطبق شريعته فى نظام الحياة، فهو المجتمع الذى يعطل ألوهية الله فى الأرض، فيكون مسلمون ولكن بدون حكومة إسلامية ويرضون عن البدع، والجاهلية تنشأ عن وقوف المرء عند الإقرار بتوحيد الربوبية وحده، فإنه ثمة إلحاح عند كل أصحاب هذه النظرية فى التوحيد، أن الكفار من أهل الجاهلية لم يكونوا على زمن النبى منكرين للتوحيد بالكلية، فهم يؤمنون بنوع واحد غير كاف لإدخالهم الإسلام، يحتاج معه لتوحيد إلوهية.
والأدب لا يتطور فى بيئة مليئة بأمراض التطرف والتعصب، ففى الوقت الذى التقى فيه «قطب» بالأدباء والمفكرين أصدر رواية وديوان شعر، ثم تبرأ منهما واعتبرهما من زمن الجاهلية، وعكف على رسم طريق الجهاديين والمتطرفين الذين سينطلقون خلاله فيما بعد.