الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الراقصون على الدماء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مجرم الحرب عمر البشير يتصدر المشهد التحريضي في اجتماع الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية، وقد واصل الاتحاد موقفه بتجميد عضوية مصر في الاتحاد.
ومن المعروف أن البشير الإخواني القادم لحكم السودان عقب انقلاب عسكري يتزعم مع دولة جنوب إفريقيا التحريض ضد مصر وثورة شعبها على حكم الإخوان. وموقفه ليس أكثر من حلقة من حلقات أكثر انحطاطا تشكل مجمل سياساته تجاه مصر وثورة شعبها التي قامت ضد حكم كان سيلقي بها إلى مصير أسود ومستقبل مظلم. نرى تفاصيله في دول حكمها الإرهاب باسم الإسلام في السودان وأفغانستان والصومال، وغيرها من البلاد التي ليست بلادا بل خرابات ومستنقعات دماء وتلال مقابر تئن أرواح الموتي داخلها.
ولا نعرف بأي وجه يتحدث بشير الخراب عن مصر وعن شعبها، وبأي وقاحة يصف ثورتها بالانقلاب العسكري، وكأن البلد المنكوب بحكمه واحة للديمقراطية. ويبدو أن من يحرضهم ويستعديهم من دول القارة قد نسوا وقائع جرائمه ضد الإنسانية، وفشل حكمه الذي وصل إلى تقسيم السودان، وينذر بالمزيد من التقسيم تحت وطأة القهر والفقر والاستبداد، وربما تناسى هؤلاء أيضا أن بشير الخراب مطلوب للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية التي اعتبرته ومنذ عام 2008 مجرم حرب.
سنوات الدم في إقليم دارفور بداية من 2003، وضعته في قفص الاتهام كمجرم حرب هذا الذي يدعي أنه يحكم باسم الإسلام، وصل إجرامه حد التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمواطنين هم مسلمون أيضا، أدت تلك الحرب البشعة إلى تشريد أكثر من مليون مواطن في دارفور نفسها معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى فرار أكثر من نصف مليون للخارج و300 ألف قتيل واختطاف 14 ألف مواطن، وفقا لتقارير الأمم المتحدة.
وذكرت تقارير منظمة العفو الدولية في ذلك الوقت استخدام قوات الحكومة التي يجلس على رأسها بشير الخراب، (لاحظ أشكال القهر)، الاغتصاب الجماعي للنساء، بهدف إذلالهن، وقد سجلت المنظمة شهادات الضحايا التي يمكن وصفها بالقصص المرعبة: "كان الجنود يهجمون على القرى، ويختطفون عشرات الفتيات، ويعتدون عليهن بالضرب، ويصفوهن بالعبيد، وفي الليل يتم اغتصابهن أكثر من مرة ثم تكسر أقدامهن، حتى لا يتمكنَّ من الهرب، وحتى يعاودن اغتصابهن مرات أخرى".
ومن جرائمه الأخرى التي سجلتها المنظمات الدولية أنه قام بتسليح ما يربو على 30 ألف من ميليشيات "الجنجويد" لتشارك جيشه في إبادة مواطني دارفور.
هذا الذي يتحدى بلد بقامة مصر وشعبها ويتآمر عليها لم ولن يخجل من جرائمه، وقد شاهدناه عقب صدور حكم المحكمة الجنائية وهو يتجول كأنه معتوه في أرجاء السودان ورأيناه وهو يرقص بعصاه على أرض ارتوت بدماء ضحاياه.
هذا بشير الخراب الذي يحرض ويتآمر على مصر، والذي كان يناديه حامد أبو النصر المرشد الرابع للإخوان الإرهابيين ﺑ"بشير الخير"، وفي لقاء بينهم قال له أبو النصر "يا بشير الخير يحكم الإخوان السودان الآن وغدا يحكمون العالم"، ورد عليه بشير الخراب، قائلا "سنحكم العالم في حياتك وحياتي".
وقد انقضت حياة مرشدهم الرابع ومرشدهم الأخير في السجن، بعد أن أسقط الشعب المصري مشروع الراقصين على دماء البشر، وبالمناسبة في إحدى مظاهرات بلطجيتهم بجامعة عين شمس وقف أحد بلطجية الإرهابيين يصرخ في وجه ضابط شرطة: "بكرة حنرقص على دمكم".
هؤلاء الراقصون على الدماء هم من يزين لهم خبل عقولهم أنهم قادرون على حكم العالم.