الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ندوة دراسات الشرق الأوسط بباريس.. عبدالرحيم علي: تنظيم الإخوان الدولي جنّد أردوغان بقبرص عام 1970.. مصر أسقطت حلم رئيس تركيا في تأسيس "الخلافة الكبرى".."فليوكاس": 100 مدرسة تزرع فكر "الإرهابية" بفرنسا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبد الرحيم على: تركيا دخلت على خط الأزمة السورية بعد فقدان الأمل في مصر
«لومباردي»: لا يمكن التعامل مع مشكلات الشرق الأوسط دون روسيا
«فليوكاس»: 800 مسجد من أصل 2000 تخضع لفكر الإخوان داخل فرنسا
قال الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس (سيمو): إن العلاقة بين تنظيم الإخوان الدولي وأنقرة، ترجع إلى أوائل ستينيات القرن الماضي، حينما نشر القيادي الإخوانية التركي والأب الروحي للإخوان الأتراك "نجم الدين أربكان" البيان (المانيفستو)، الخاص بتأسيس فرع للجماعة في تركيا، والذي أطلق عليه آنذاك "ميللي جوروش"، وهي كلمة تركية تعني "الرؤية الوطنية"، هذا البيان الذي تأثر فيه أربكان بقيادي تنظيم الإخوان المصري سيد قطب. 
وتابع "علي"، خلال كلمته في ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط، تحت عنوان "السياسة الخارجية لتركيا ونتائجها الكارثية على أوروبا": أنه عقب ذلك البيان (المانيفستو) مباشرة أنشأ أربكان، في ألمانيا، حركة تحمل نفس الاسم والتي تحول اسمها عام 1995 ليصبح "المجتمع الإسلامي مللي جوروش، (IGMG) ثم انتشرت حركة المجتمع الإسلامي "مللي جوروش" في جميع أنحاء أوروبا، وبات لها العديد من الأفرع في هولندا وبلجيكا وفرنسا والنمسا والمملكة المتحدة، وفي كل تلك الدول تمتلك حركة الـ "ميللي جوروش"، وتسيطر على مئات المساجد. 



وقال رئيس دراسات الشرق الأوسط بباريس، عام 1970 نظمت حركة الندوة العالمية للشباب الإسلامي (WAMY)، التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان، أول معسكر شباب لها في شمال قبرص، كان أحد المسئولين في حركة الندوة العالمية حينها، عضو تنظيم الإخوان المصري كمال الهلباوي، وكان أحد المشرفين على معسكر قبرص، وكتب الهلباوي تقريرًا سريًا حول المعسكر قال فيه: إنه رأى اثنين من الشباب الأتراك يستشرف فيهما روح القيادة، كان هؤلاء الرجلين التركيين الذين تحدث عنهما الهلباوي هما رجب طيب أردوغان وعبدالله جول.
وأكد عبد الرحيم علي، أنه منذ أن أسس أربكان حركة الـ "ميللي جوروش"، بدأ في تهيئة الأرضية المناسبة في تركيا لتمكين الإسلام السياسي، ففي عام 1970 أسس حزب النظام الوطني، (MNP)، الذي لم يلبث وأن تم حله عام 1971، ومن ثم بدأ أربكان في تأسيس حزبه الثاني عام 1972 الذي عرف باسم حزب السلام الوطني (MSP)، الذي كان مصيره الحل أيضًا عام 1980، عندما استولى الجيش التركي على مقاليد الأمور في البلاد.
وأردف: "ولكن "أربكان" لم ييأس، فقد عاد مرة أخري عام 1983 بحزب جديد اسماه حزب الرفاه (RF)، الذي حظرته المحكمة الدستورية العليا في تركيا بسبب انتهاكه لبنود الدستور التي تفصل بين الدين والدولة، وحينما كان أربكان وأردوغان وجول، محظورون من ممارسة السياسة، قام أعضاء آخرون في حزب الرفاه بتأسيس حزب الفضيلة (FP)، وذلك في أواخر عام 1997، الذي تم حظره أيضًا عام 2001 عن طريق المحكمة الدستورية التركية. 
واستكمل رئيس دراسات الشرق الأوسط بباريس، قائلا: "حينما تم السماح لأربكان وأردوغان وجول بالعودة إلى الحياة السياسية مرة أخري، كان هناك انشقاق واضح بين الجيل القديم بزعامة أربكان والجيل الأحدث في الحركة مثل أردوغان وجول، لذا أصبح أربكان زعيم حزب السعادة عام 2001 بينما بدأ كلا من أردوغان وجول في تأسيس حزبهما العدالة والتنمية (AK) في العام نفسه".
وأضاف "على"، توفي أربكان عام 2011 ولكننا نستطيع أن نقول إن الفكر الإسلامي الذي كتبه أربكان في ستينيات القرن الماضي في بيانه الخاص (المانيفستو)، هو القاعدة الأساسية لحزب العدالة والتنمية الذي انشأه وترأسه أردوغان فيما بعد، وهو ذاته الفكرة والأيديولوجية التي تستند إليها الحركة الإسلامية التي تحمل اسم "الميللي جروش" والتي أنشئت أساسًا في أوروبا إلا أنها توسعت ونشطت في الولايات المتحدة وأستراليا، وخرج كلا من أردوغان وجول من رحم الـ "ميللي جوروش" (MG)، إلا أنهما انفصلا عنها بسبب صراعات الدائرة الداخلية لأربكان التي كانت تركز على المكاسب المادية لحركة الـ "ميللي جوروش" في أوروبا، حيث بلغ دخلهم من الحركة مليون يورو شهريا من ألمانيا فقط.
وكشف "على"، عن إحدى برقيات السفارة الأمريكية في أنقرة عام 2004، وصفت المنتمين لحركة "ميللي جوروش"، بالصلف وأنهم يعرضون الإسلام في مواجهة الديمقراطية، ويتعاملون مع العالم باعتباره متآمرا ضد الدين الإسلامي، لافتًا إلى أنه في نفس البرقية أشارت السفارة إلى أن فرع الـ "ميللي جوروش"، المنتمي لحزب العدالة والتنمية يعتبر أقلية لا تأثير لهم بدون الحزب إلا أنهم يظلوا مؤثرين على المستوى الإقليمي داخل تركيا، أما بخصوص الدائرة الداخلية للعدالة والتنمية فقد رصدت المخابرات الأمريكية أن عبد الله جول هو المقرب من الـ "ميللي جوروش" بأفكاره وأيديولوجيته بينما يبتعد رجب طيب أردوغان أكثر إلى منطقة الوسط. 



وشدد على أنه كان أحد أهم أولويات أردوغان هي إلحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي، وأنه قال في حديث له عام 2004 أمام أكثر من 3 ملايين تركي أن تركيا بالفعل داخل أوروبا، مشيرًا إلى أن التقديرات تقول "آنذاك": إن نحو 7 -10 ملايين تركي يعيشون بالفعل في أوروبا، وبدأ أردوغان في ذلك الوقت الدفع بالفعل بتركيا إلى داخل أوروبا، وبالتزامن مع ذلك قام القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ قرار عدم تدخل القوات المسلحة، بعد ذلك، في السياسة التركية وكررها في كلمات واضحة وصريحة عام 2002 حينما أكد: "لن يحدث انقلابات عسكرية في تركيا مرة أخرى"، إذا كان ذلك ما تريده أوروبا لكي نلتحق بالاتحاد الأوروبي، وكان العسكريون يؤكدون للجميع أننا لن نتدخل مرة أخرى في السياسة التركية في مقابل إدخال تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وإلا سيسيطر الإسلاميون على السلطة ولكن يبدو أن أوروبا وأمريكا كانت لهم رؤية أخرى. 
وأوضح رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط أن أردوغان خلع قناع الوسطية عندما وجد أن أحدا من القادة الأوروبيون لا يريد الاقتناع به وسرعان ما انقلب الرجل ١٨٠ درجة على مبادئه الوسطية التي ظل يروج لها في صفوف مؤسسات صناعة القرار الأوروبية، وأظهر حقيقته الإخوانية المحضة كأحد أعضاء التنظيم الدولي للإخوان - الفرع التركي- المسمى "ميلي جروش".
وتابع: "فقد أحدث أردوغان تغييرا كبيرا في المسار داخل وخارج تركيا عام 2007، عندما أصبح حزب العدالة والتنمية هو الحزب الحاكم وأصبح أردوغان رئيسا للوزراء وزميله عبد الله جول رئيسا لتركيا، وأرسل الرجل تعليمات وتوجيهات جديدة إلى السفارات التركية تقضي ببدء عملية أسلمة المؤسسات التركية، وعلى مستوى أقل، حصل أعضاء الـ "ميللي جوروش"،على وظائف شبه حكومية وامتلكوا الشركات في الغرب مثل شركة الخطوط الجوية التركية، كما تم توجيه السفارات بالتعامل والتنسيق مع الـ "ميللي جوروش"، في دول مثل ألمانيا وهولندا والنمسا وبلجيكا وفرنسا، ولم يقبل بعض السفراء تلك التوجيهات والقرارات الجديدة وقدموا استقالاتهم وطلب البعض الآخر بحق اللجوء السياسي في الدول التي كانوا يمثلون بلادهم بها.
وأكمل: "أما على الجانب الدعوي، فكانت رئاسة الشئون الدينية والمعروفة باسم ديانت، هي المعقل الأساسي ضد الإسلام السياسي داخل تركيا لكن منذ عام 2007 وبسبب التدفق الهائل لأعضاء حزب العدالة والتنمية وأعضاء الـ "ميللي جوروش" داخل ديانت، بات شبه مؤكد تغير مؤشر البوصلة فيها، وأصبحت حتى خطب الجمعة في المساجد التي تسيطر عليها رئاسة الشئون الدينية والمساجد التي تسيطر عليها الـ "ميللي جوروش" واحدة، نفس النمط ونفس الأسلوب بل ونفس الأفكار، لم تعد ديانت هي الحصن والمعقل ضد الإسلام السياسي، بل أصبحت المنطلق والركيزة الأساسية في أدوات الإسلام السياسي للسيطرة على مساجد تركيا وعلى الأتراك الموجودين في المهجر أيضا، وكانت المشكلة الوحيدة أن الحكومات الغربية ليس لديها حل لما حدث واستمروا في التعامل مع ديانت ولم يتعاملوا مع الميللي جوروش، لكن النتيجة واحدة فكلهم أصبحوا سواء.



وبيّن عبد الرحيم علي، أنه حينما وصل الإخوان إلى سدة الحكم في مصر عقب أحداث يناير 2011 سافر العديد من الأعضاء البرلمانيين للإخوان المصريين والمسئولين الحكوميين للتدريب في تركيا، وأعطي ما سمي بالربيع العربي لأردوغان الأمل في أن تركيا سوف تلعب دورًا مهما في الشرق الأوسط، فبدأ في تحويل إسطنبول لكعبة التنظيم الدولي في جميع أنحاء العالم، فنظم العديد من التنظيمات التابعة للتنظيم الدولي العديد من الفعاليات والاتفاقيات في إسطنبول، ومن بين تلك المنظمات، المركز الأوروبي للفتوى والأبحاث، والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
وفسّر "علي"، ذلك بأن تلك الاجتماعات التي عقدت في إسطنبول منحت التنظيم الدولي للإخوان حرية واسعة في التعبير والحديث بما يجول في صدورهم دون حرج من شيء، حيث إن اجتماعات أوروبا كانت دائما ما تكون مراقبة من الحكومات هناك، بينما في تركيا لا شيء يضغط عليهم ويضطرهم لاستخدام لغة ثنائية وبراجماتية كما اعتادوا على ذلك في أوروبا.
وأضاف أن اردوغان شارك في التخطيط للاستيلاء على مصر ضمن مشروع التنظيم الدولي للإخوان المسمى "بالخلافة الكبرى"، وفي هذا الإطار بدأ توافد رجال الأعمال الأتراك إلى مصر آملين في مستقبل مشرق، إلا أن طموحاتهم وآمالهم راحت أدراج الرياح بعد عام واحد حينما قامت ثورة ٣٠ يونيو وانحاز الجيش المصري لمطالب الجماهير الغفيرة وتم إنهاء حكم الإخوان بعد عام واحد فقط من حكمهم. 
وأوضح «على» أن تركيا دخلت على خط الأزمة السورية في محاولة لإيجاد موضع قدم بعد فقدانها الأمل في مصر، حيث يمتلك الإخوان السوريين مقرًا لهم في إسطنبول وبدأ أعضاء الإخوان السوريين في ترتيب أوضاع دخول أردوغان لسوريا، وأصبح بعض من قيادات الجماعة زعماء لتنظيمات إرهابية في حماة وحلب وحمص ورتبوا الأوضاع لاستقبال الأسلحة التي اشتروها من البلقان والتي كانت تشحن لهم عن طريق سوريا.
وتابع: "تلك الأسلحة المتواجدة في ليبيا دخلت أيضا من تركيا، ولم يكتف اردوغان بذلك وإنما حول تركيا إلى ملاذ آمن للإخوان المصريين، الذين فروا من مصر عقب سقوط حكمهم على الرغم من تواجد مقرًا لهم في لندن، إلا أن السواد الأعظم توجه إلى إسطنبول حيث أتيح لهم الإمكانات اللازمة لإنشاء العديد من المنافذ الإعلامية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي لاستخدامها في الهجوم المستمر على النظام المصري، الذي تحول إلى شوكة في ظهر أحلام أردوغان للسيطرة على المنطقة.



ومن جانبه، قال رولاند لومباردي، باحث متخصص في المشكلات الجيوسياسية في الشرق الأوسط: إن أكبر مسجد في أوروبا يوجد في العاصمة موسكو، لافتا إلى أن روسيا يوجد بها أكبر 10 آلاف مسجد.
وأكد "لومباردى"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر حائط سد منيع ضد الحركات المتطرفة في الشرق الأوسط.
وأردف أن هناك 2500 كيلو متر مربع مع العالم الإسلامي، لافتا إلى أن الروس لديهم منطلق آخر في التعامل مع الأوروبيين.
وأضاف لومباردي، أن روسيا لا مفر منها ولا يمكن التعامل مع مشكلات الشرق الأوسط بدونها والعالم، مؤكدا أنها تتعاون مع إسرائيل وتركيا وإيران لحل مشكلات منطقة الشرق الأوسط".
وقال رولاند لومباردى، إن الإخوان والحركات السلفية ممنوعة في روسيا منذ عام 1970، والحركات الصوفية هي السائدة في روسيا منذ تلك الفترة حتى الآن.
وأكد "لومباردى"، أنه خلال الفترة الماضية كانت هناك عدة صراعات في العالم، مشيرا إلى أن الثورات العربية أضافت بعض هذه الصراعات للتاريخ الفترة الماضية، مؤكدا أن تركيا دعمت هذه الثورات العربية؛ لنشر الفوضى وسوريا أبدت شيئا من القلق تجاه هذه التحركات التركية نحو الشرق الأوسط، وتركيا كانت تسعى إلى قلب النظام ووضع عنصر لجماعة الإخوان في سوريا، لافتا إلى أن أردوغان من الإخوان المسلمين في تركيا.
وأردف "لومباردى"، أن تركيا دعمت الإخوان في سوريا والحركات المسلحة والجماعات الإرهابية خلال الفترة الماضية.
وتابع رولاند لومباردي، الباحث متخصص في المشكلات الجيوسياسية في الشرق الأوسط،، أن الإجراءات التي اتخدتها تركيا الفترة الماضية هي منع الروس من الذهاب إلى الأماكن السياحية التركية، بالإضافة إلى تقليص استيراد المنتجات الزراعية وذلك من باب التضييق على الروس. 
وأوضح أنه كانت هناك محاولة انقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2105 وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحذير الرئيس التركي حينها، ولاقى التحذير ترحيبا كبيرا من أردوغان، وكان بوتين من ضمن الرؤساء الأوائل الداعمين للرئيس التركي.
وأضاف لومباردى، أن الروس يؤكدون أن الاتراك يدعمون العناصر الإرهابية في سوريا بالسلاح والمال، لافتا إلى أن الأتراك كانوا يشترون البترول من عناصر تنظيم داعش الإرهابي. 
وتابع أن موسكو كانت محتاجة في الفترة الماضية للتفاوض مع بعض الميليشيات الإرهابية التي يتعامل معها النظام التركي، وأن بوتين حصل من أردوغان على وعد بالكف عن دعم الإرهابين في إدلب بسوريا خلال الفترة الماضية وإنهاء التدخل التركي في القوقاز. 



وقال الكاتب الفرنسي "جواكيم فليوكاس": إن التواجد التركي في فرنسا ليس بالقديم أو حديث العهد وليس مثل التواجد التركي في ألمانيا، وكذلك بعض المساجد المسيرة بواسطة الأتراك داخل فرنسا، مشيرا إلى أن لهم حضور قوي وتنظيم كبير جدا داخل الأراضي الفرنسية.
وأوضح أن الدولة التركية لديها الكثير من الذكاء والدهاء لدعم الكثير من الجمعيات داخل فرنسا في استراتيجية معروفة لدى تركيا داخل فرنسا، موضحا أن تركيا تدعم 800 مسجد من أصل 2000 داخل فرنسا، مشيرا إلى أن وزارة الشئون الدينية التركية نسقت مع هذه المساجد، مشيرا إلى أن رئيس المجلس الإسلامي في فرنسا تركي.
وتابع، أن أردوغان خلال 2005 أسس هذه المنظمات والجمعيات داخل فرنسا، مشيرا إلى أن 60 مسجدا تتبع لنجم الدين أربكان داخل فرنسا، مؤكدا أن جميع تلك المساجد أصبحت خاضعة وتتبع فكر جماعة الإخوان.
وتابع الكاتب الفرنسي «جواكيم فليوكاس»، إن أعضاء جماعة الإخوان والمؤمنين بفكرتها يضحون بكل ما هو غالي لديهم من أجل استمرار جماعتهم وتحقيق هدف التنظيم بحكم العالم وإيجاد خليفة للمسلمين.
وأضاف "فليوكاس"، أن أصغر واحد في جماعة الإخوان يعتبر جنديا مجندا داخل ذلك الهيكل والتنظيم العسكري الذي يسعى إلى حكم العالم، مشيرا إلى أنهم يغرسون تلك الأفكار وتعليمها للنشء منذ الصغر في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وتابع: "تركيا تدعم 100 مدرسة تدرس وتزرع الفكر الإخواني في فرنسا، وللآسف تلك المدارس تمت الموافقة عليها من جانب الحكومة الفرنسية متمثلة في وزارة التربية والتعليم، وهم يتقدمون بشكل صامت ولا يتحدثون".



وقال الكاتب الفرنسي جارين شنورهوكيان، المتخصص في شئون الشرق الأوسط، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول التخلص من الأكراد تماما، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 100 ألف مهجر من تلك المناطق داخل سوريا.
وأوضح "جارين"، أن تركيا ترى نفسها خارج نطاق العقاب ولا يمكن تنفيذ عقوبات ضدها، مؤكدا أن تركيا تنفذ إبادة عرقية ضد الأكراد داخل سوريا، لافتا إلى أن تركيا لاعب ضروري وحاضر جدا في منطقة الشرق من الناحية العسكرية والاقتصادية، ولا يمكن التغاضي عنها بأي حال، مشيرا إلى أن شاشات التلفاز تصنع في تركيا وليس الصين وهذا ما يجهله الكثيرون.



وقال الكاتب بيير بيرتولوه، المتخصص في شئون الشرق الأوسط، إن الروس يتصرفون طبقا لمصالحهم، مؤكدا أنهم ليسوا سبب الأزمة السورية منذ بدايتها. 
وأوضح "بيير"، أن روسيا تحالفت مع الدولة السورية حينما طالبهم الرئيس السوري بشار الأسد بالتدخل لمواجهة التنظيمات المتطرفة المسلحة، مشددا على أنه لولا تدخل روسيا لأصبحت سوريا مثل ليبيا الآن.
وأضاف "بيير"، أن الحرب الباردة دائرة حاليا بين المملكة العربية السعودية وإيران، مشيرا إلى أن حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السيطرة على نصف العراق ونصف سوريا تحقيقا لعودة الخلافة العثمانية مرة أخرى.



خبراء وباحثون فرنسيون يحذرون من خطر أردوغان على أوروبا
أكد عدد من الخبراء والمتخصصون، أن الغزو التركي للأراضي السورية في الأسابيع الماضية كان ناقوسا ينذر أوروبا بأخطار يتعرض لها أمنها ومجالها الحيوي بعد أن تبين هروب عدد من مقاتلي داعش من سجون الاكراد وبعد تهديد أردوغان بفتح الحدود لدخول ملايين المهاجرين لأوروبا.
وأجمع الخبراء والباحثون الفرنسيون على ضرورة اتخاذ أوروبا مواقف أشد في التعامل مع ما أسماه الخبراء "أحلام العظمة وعودة الخلافة العثمانية" لدى أردوغان وانتقد الخبراء احتضان تركيا لجماعات الإسلام المتشدد وخاصة الإخوان المسلمين وسعيه للسيطرة على مساجد وجمعيات أوروبا من أجل أهداف سياسية لم يعد من الممكن السكوت عليها.
وانعقدت ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، اليوم الجمعة، برئاسة الكاتب الصحفي عبدالرحيم على، اليوم الجمعة، تحت عنوان "السياسة الخارجية لتركيا ونتائجها الكارثية على أوروبا".
ويشارك في الندوة الدكتور أحمد يوسف، المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، وبيير بيرتولوه، ورولاند لومباردى، وجواكيم فليوكاس وجارين شنورهوكيان. كما يحضر الندوة، لفيف من الخبراء والمهتمين بشئون الشرق الأوسط وأوروبا، وكذلك عدد من الصحفيين العرب والفرنسيين.