الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أستاذ تاريخ: قطر تسعى لإنتاج "داعش جديد" في مالي

قطر وداعش
قطر وداعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذر الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الزقازيق، من أن الجماعات الإرهابية الموجودة في مالي، يمكن أن تعيد تاريخ تنظيم داعش الإرهابي، خاصة في ظل المساعي القطرية لزيادة تمويل هذه الجماعات، مقابل إقناع قادتها بالاتحاد تحت راية واحدة، وهو ما يمثل خطرا داهما على أمن المنقطة.
وأوضح لـ"البوابة نيوز"، أن الدوحة تستهدف توحيد الجماعات الإرهابية في دول الساحل والصحراء، ليس فقط من أجل ضمان السيطرة عليها، وعدم تناحرها، لكن أيضا لضمان تأثير كبير وواسع لها، بحسب ما تشير إليه التقارير الاستخباراتية الدولية.
وأشار إلى أن التاريخ الدموي لهذه الجماعات منفردة، ينذر بهجمة إرهابية خطيرة جدا على أمن العالم، إذا اتحدت، خاصة بعد تورطها في جرائم أودت بحياة الآلاف منذ بداية القرن الـ21، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أحد الجماعات الإرهابية التي تمثل نموذجا خطيرا لفكرة الاتحاد المشار إليها، خاصة بعد أن انضمت إليه فعليا الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائرية، مما مكن هذا التنظيم من بناء قواعد له في الصحراء الكبرى، وشمال مالي منذ سنوات، وينطلق منها لشن عملياته.
ولفت العفيفي، إلى أن تاريخ الجماعات المتشددة في شمال غرب القارة الأفريقية، بدأ من الجزائر عام 1982، حين أسس مصطفى بو يعلي، الجماعة الإسلامية، التي كانت النواة للعشرية السوداء في الجزائر، التي بدأت عام 1991، وبقي الأمر بين الأخذ والرد، حتى انشقت بعض العناصر عن هذه الجماعة، وكونت الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ثم انضمت لتنظيم القاعدة في عام 2003.
وأشار أستاذ التاريخ المعاصر إلى دور جماعة التوحيد والجهاد، في العمليات الإرهابية بمالي منذ عام 2012، وتمكنها من احتلال الشمال المالي والسيطرة عليه، مستغلة الاضطرابات التي صاحبت الانقلاب العسكري، الذي وقع في 22 مارس من هذا العام.
وأوضح أن هذه الجماعة، واحدة من أخطر التنظيمات الإرهابية في مالي، لكونها مسلحة وممولة بشكل جيد من قبل قطر، وهو ما يمكنها من تكثيف عملياتها الإرهابية منذ ظهورها، خصوصا في ظل تحصنها بمنطقة صحراوية شاسعة.
وأضاف: "جماعة التوحيد والجهاد، على علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة، إلا أنها انفصلت عنه، وانتشرت في بلاد المغرب الإسلامي، لنشر فكر الجهاد في غرب أفريقيا وعدم الاكتفاء فقط بمنطقة المغرب أو منطقة الساحل"، موضحا أن هذه الجماعة تتعاون مع عصابات تهريب المخدرات، والأسلحة، وهو ما يمنحها قوة إضافية، تهدد بها الأمن والسلم في تلك المنطقة.
وألقى أستاذ التاريخ المعاصر، الضوء على دور جماعة كتيبة الملثمين المرابطين بالساحل الأفريقي، واصفا إياها بأنها من أبرز الجماعات الإرهابية، التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى، ويقودها المختار بالمختار، وهو أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في الصحراء، حيث تنشط في شمال شرق مالي.
ولفت إلى أن حركة تحرير أزواد، التي تتألف من الطوارق المتمردين في مالي منذ عام 2011، واحدة من أقوى التنظيمات المسلحة التي تسيطر على أجزاء من شمال مالي، وتندمج مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي أسسها إياد غالي، آخذا من جبال "أجارجار" مقرًا له.
وأوضح أن هذه الجماعة، هي التي انبثقت منها فيما بعد جماعة أنصار الدين، أكبر التنظيمات المسلحة عددا في مالي، حيث تضم نحو 12 ألف عضو، مشيرا إلى أن حركة تحرير أزواد، أعلنت عن استعدادها للحوار السياسي مع الحكومة في باماكو، قبل أن تتدخل الدوحة لوأد أي اتفاق محتمل بين الجانبين، لتستمر الحركة في الحصول على التمويل القطري، وضرب أمن الدولة بالإرهاب في مالي.
وقال الدكتور فتحي العفيفي: "لا يمكن أن ننهي الحديث عن تاريخ الإرهاب في مالي، دون الحديث عن جماعة أنصار الشريعة، رغم أنها ليست من الجماعات ذات القوة المسلحة التي تهدد الأمن في مالي وحدها، لكنها تسيطر على منطقة حيوية في مالي هي مدينة جاو أكبر مدن الشمال المالي، ليس بالقوة المسلحة بقدر ما تسيطر بسبب وجود معظم قادتها من أبناء قبيلة برابيش، المنتشرة في منطقة تمبكتو.
وحول ما يمكن أن تصل إليه تطورات الأوضاع، في تلك المنطقة، مع استمرار التدفق التمويلي من قطر، للجماعات الإرهابية في مالي، أكد الدكتور فتحي العفيفي، أن العالم مطالب بكشف ما يملكه من معلومات دقيقة، حول تمويل قطر للإرهتب، والوقوف في وجهها، حتى يمكن حسم الحرب مع الإرهاب، ومنع الدوحة من الاستمرار في التلاعب بمقدرات المناطق التي تشهد صراعات واضطرابات سياسية وأمنية، لتحقيق أهدافها الضيقة.