لم يسمعوا صوت الفرَح
قبل أمّا يتشرّخ فى صوتك
من موت هابيل
ولحد موت الشهدا فالميادين
صريخ طويل
وأنين حزين
كان جرّح النغمات فى حسك
لما جيت تحكى الحكاية
قالوا صوت الناى حزين
فى البدء كان الناى
بيحكي
للجبال أنغام
فتترقّص على فرحه
كما الأطفال
يُعاد الخلق من تانى حياة فى حياة
ونفخة ناي
كفيلة تفكرك بالله
لكن ما يدومش هذا الفرح
وتتراكم جروح ع الجرح
فيصرخ آه
مكان الفرح
كأن الحزن متخزن فى حلق الناي
كأن السيرة مالها مسيرة
غير رحلتها فى التكرار
كأنك كنت شاهد
والشهود أنواع
فليه ما بقتشى شاهد زور
تقول الفرح لو بالزور
وتحكى اللى انكتب بالكدب
ولو يخرج بشرخ الزور؟!
فقال الناي
بصوت مكسور
ماتستعجلش
لسه فى حلقى شيء ماتقالش
ولسه الرقصة ممدودة
هتسرد ألف عدودة
هننزف فيها كل الدمع
كل الروح
لكن بشويش
ونسأل ييجى ألف سؤال
لكن برضو الجواب ما يجييش
تاريخ الدنيا دى مكتوب على شكلين
بإيد الكهنة والحكام
آيات م النور
آيات م النصر
وصوت الناي
هيحكيلك:
سطور الزور وكدب القصر
ومر الحق لما بينحشر فى الزور
هيحكيلك:
تاريخ الأمرا والمماليك
وسادة اتحولوا مماليك
فى حين كان العبيد
سادة
هيحكيلك:
عن السلّم
ومُر الرقص لما يكون على السلّم
هيحكيلك:
عن الحالمين بحرية
لا طالوا شمس أو ضلة
وصار كل الوجع غية
هيحكيلك:
عن الهايمين
جدود من قيس وأحفاده
طريق رصفوه
وتاهوا فْوصف أبعاده
ولا وصلوش
هيحكيلك:
عن الناس اللى ضلوا السير
وعطشوا رغم قرب البير
ولا شربوش
هيحكيلك:
حكاية طويلة تتلخّص
بإن قابيل
بيقتل كل يوم فى هابيل
مع الفارق فى طول السرد والتفاصيل
هيحكيلك حاجات ويّا النغم تتحس
فلو تسمع!
أكيد هتحس!!
