الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ألبير كامّو.. حكاية "الغريب"

ألبير كامّو
ألبير كامّو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اشتهر الروائي الفرنسي والكاتب المسرحي ألبير كامو، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الخميس، بروايته الشهيرة "الغريب"، التي تنتمى إلى المذهب العبثي في الأدب، وهي جزء من سلسلة دورة العبث التي تتكون من سلسلة مؤلفات تصف جميعها أسس فلسفة العبث، حيث ترجمت هذه الرواية إلى لغات عدة، وهي واحدة من الروايات الأكثر شهرة في العالم، التي نقلها الدكتور محمد غطاس إلى اللغة العربية لصالح الدار اللبنانية المصرية.
يروي غريب قصته التي تبدأ بغربته عن بلده وثم بموت أمه، وأحداث نتابع بعد ذلك يرويها بنفسه، ليصبح القارئ أكثر قربا من هذا الشخص الذي بالحقيقة مثلت غربته عن نفسه غربته الحقيقية في العالم وعن الكون وخالقه، وفي أتون هذه القرية لم يبق له من صديق سوى الإعدام الذي حكم عليه لارتكابه جريمة قتل شاب، أحداث تتناوب لتعكس أكثر صراع الإنسان مع نفسه.
يصور لنا المؤلف شخصية البطل في الرواية على أنها شخصية لا مبالية، لا يريد شيئا ولا يرفض أي شيء كما أنه لا يستطيع التظاهر بعكس ما يشعر لذلك تظهر ردات فعله الباردة إلى العلن غالبا، منتهيا روايته بانفجار "ميرسو" في وجه "القسيس" قبل إعدامه وحديثه اللامنتهي عن عدمية معنى الوجود وعن غضبه من العالم والناس ومشاعرهم الزائفة.
كانت مسرحيات "كامو" ورواياته بمثابة عرضا أمينا لفلسفته في الوجود، والحب، والموت، والثورة، والمقاومة، والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، حيث أهلته لجائزة نوبل في 1957، فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.
لقيت كتابات "كامو" استحسان من قبل القراء، بل مازالت تلقى إقبالا كبيرا أيضا، وذلك نظرا لقدرتها على صنع مستويات عديدة من التلقى والتأويل، لبساطتها وعمقها النادرين.
ارتبط اسم "كامو" بالفلسفة الوجودية وبالعبث والالتزام، على الرغم من أنه يقدم كتابه مختلفة عن كل أولئك الذين ينتمون إلى هذه الاتجاهات والتيارات، عرفت روايته الشهيرة "الغريب" من قبل النقاد أنها أفضل عمل أدبي في القرن العشرين.