الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قصة اكتشاف المقبرة الأشهر "توت عنخ أمون"

توت عنخ أمون
توت عنخ أمون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توت عنخ أمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر مما بين عامي 1334 إلى 1325 ق.م.
وفي مثل هذا اليوم نوفمبر من عام 1922 تم اكتشاف المقبرة الأشهر لتوت عنخ أمون والتي تسيطر على اهتمام العالم بمناسبة ذكرى اكتشافها تبرز "البوابة نيوز" قصة الاكتشاف ومحتويات المقبرة كاملة.
اكتشفت المقبرة في وادي الملوك ويعتقد ان الوادي يضم على أقل تقدير 30 قبرًا أخرى لم يتم اكتشافها إلى الآن والقبور المكتشفة في وادي الملوك وحسب الترتيب الزمني لحكم الفراعنة تعود إلى تحوتمس الأول وأمنحوتپ الثاني وتوت عنخ أمون وحورمحب وهم من الأسرة المصرية الثامنة عشر ورمسيس الأول وسيتي الأول ورمسيس الثاني وآمينمسيس وسيتي الثاني وسبتاح وهم من الأسرة المصرية التاسعة عشر وست ناختي ورمسيس الثالث ورمسيس الرابع ورمسيس الخامس ورمسيس التاسع وهم من الأسرة المصرية العشرون وهناك قبور أخرى لفراعنة مجهولين لا زالت المحاولات جارية لمعرفتهم.
في 4 نوفمبر 1922 وعندما كان عالم الآثار والمتخصص في تاريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى ان دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوما رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات وكان المشهد في غاية الروعة للعالم هوارد كارتر الذي كان ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة.
في 16 فبراير 1923 كان هوارد كارتر أول إنسان منذ أكثر من 3،000 سنة يطأ قدمه أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون. لاحظ كارتر وجود صندوق خشبي ذي نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما رفع الصندوق لاحظ انه كان يغطي صندوقا آخر مزخرفا بنقوش مطعمة بالذهب وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ اه كان يغطي صندوقا ثالثا مطعما بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب.
واجه هاورد صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى مومياء توت عنخ أمون عن المومياء ففكر ان تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر اللاهبة ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبي عن المومياء ولكن محاولاته فشلت واضطر في الأخير إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفا بطبقات من الحرير وبعد ازالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص ولإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد ازالة الحلي اعاد الفريق تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي.
ترجع أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون إلى العديد من الأسباب أولها أن كنز الملك توت عنخ أمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له ويتكون من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان أحدها من الذهب الخالص والآخران من خشب مذهب.
ثانيا:ً ترجع إلى الأسرة الثامنة عشر أشهر وأزهى عصور الدولة الحديثة حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية من تصدير واستيراد للموارد والمنتجات المصنعة ونشاط أهل الحرف والفنانين.
ثالثا: أن هذه المجموعة الهائلة قد ظلت في مصر وتوضح كيف كان القبر الملكي يجهز ويعد فهناك أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة وأخر من النحاس وكل هذه المحتويات الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.
رابعًا: من هذا الكنز أو المجموعة الهائلة نتعرف على الكثير من حياة الملك وحبه للصيد وعلاقته بزوجته "عنخ أسن آمون" التي من المعتقد أن تكون قريبته بالإضافة لمعرفة أهم أعماله وحاشيته وأخيرًا كرسي العرش الوحيد الذي وصل لنا من حضارة المصريين القدماء.