الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

الأزهر والإفتاء يرفعان شعار "افرحوا برسول الله"

فضيلة الإمام الأكبر
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجدد الدعوة السلفية، كل عام فتواها بتحريم الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، الذي يتزامن مع اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من العام الهجري، وزعم ذلك التيار بأنه لا أصل لتلك المناسبة ولا يوجد أثر باحتفال النبي أو أي من صحابته بتلك المناسبة، الأمر الذي واجهته المؤسسة الدينية وفي مقدمتها الأزهر الشريف والإفتاء والأوقاف بعدة حملات للتعريف بسيرته صلى الله عليه وسلم، والدعوة للاحتفال من بينها "بالنبي نقتدي، وهذا هو الإسلام، افرحوا برسول الله".
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الاحتفال بميلاد الرسول الكريم عمل من الأعمال الجليلة، ومظهر من المظاهر الطيبة، وبرهان يتجلى فيه حب هذه الأمة لنبيها وتعلقها برسولها الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فالاحتفال بذكرى مولده فرصة من أسعد الفرص، نتدارس فيها تاريخ النبي الكريم وسيرة الرسول الأمين، ونقف منها على كثير من أقواله وأعماله وآثاره.
وأضاف "الطيب" أن الاحتفال بهذا اليوم العظيم يعبر عن معاني الوفاء منا نحن المسلمين، ويرسم لنا معالم القدوة كما يذكرنا بأرفع القيم وأسمى المبادئ التي أرسى دعائهما سيدنا رسول الله، فمن أكبر النعم على الإنسانية كلها إن لم تكن أكبرها ميلاد الرسول الكريم الذي أرسله ربه رحمة للعالمين، فلا ينبغي أن تمر علينا ذكرى الميلاد والرسالة دون أن نعطيها حقها.
ولفت إلى أن النبي، احتفل بذكرى مولده وبعثته تعبُّدًا لله تعالى؛ فقد جاء في الصحيح أنه سُئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ- فِيهِ".
وأفاد الإمام الأكبر بأن الذي نراه أن خير احتفال بهذه الذكرى هو الاقتداء بسيدنا رسول الله، والسير على هداه، والأخذ بتعاليمه، وتأسي خُطاه، واتباع ما جاء به وحيًا عن ربه من قيم ومبادئ سامية؛ مصداقًا لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}.
فيما أكدت دار الإفتاء، في فتوى لها، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهد على الحب والتعظيم لجناب النبي والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة. وهو أمر مستحب مشروع بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة؛ فمن الكتاب الكريم قوله تعالى: ﴿وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ﴾، ومِن أيام الله تعالى: أيامُ نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمُها قدرًا مولدُ الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم".
وقد درج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه"، مشيرة إلى أن المراد من الاحتفال أن يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا".
واستدلت الفتوى على جواز ذلك بما رواه بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: "إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا"، فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا، فجواز الاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.
فيما دشنت وزارة الأوقاف مسابقة كبرى طوال شهر ربيع الأول، وحملة عالمية للتعريف بالإسلام احتفاءً بالمولد النبوي تحت عنوان "هذا هو الإسلام"، وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن العام الماضي شهد تم إطلاق حملة "نبي الإنسانية"، وهذا العام اتطلق الوزارة حملة "هذا هو الإسلام"، للتعريف بصحيح الدين، من خلال استحضار أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أكثر من طبق الإسلام كما ينبغي، فإذا أرد شخص فهم القرآن الكريم فلينظر إلى أخلاق النبي، فحتى عندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان خلقه القرآن".
في السياق ذاته، ذهب الداعية السلفي سامح عبد الحميد حمودة، إلى القول بأن الاحتفال بدعة محدثة، حيث لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بيوم مولده، ولم يحتفل أي من الصحابة، مشددًا على أن هذه الاحتفالات غير شرعية.
وقال "حمودة"، إنه يجب الابتعاد عن المشاركة في هذا الاحتفال بأى وجه من الوجوه، فلا ينبغى التعاون مع المحتفلين في إقامة احتفالهم، أو أكل الحلويات التى يوزعونها، أو شراء حلوى المولد في زمن الاحتفال به، فذلك يُعتبر نوعًا من المشاركة فيه ؛ وكذلك هو من الإعانة والترويج له.