الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

استمرار الاحتجاجات في العراق.. والمتظاهرون: إيران دمرتنا وتقتلنا الآن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستمر التظاهرات في العراق حيث توافد آلاف العراقيين إلى وسط بغداد، وانتشر عدد كبير منهم على جزء من جسر الجمهورية وساحة التحرير ومحيطها.
وأقام المتظاهرون المتاريس على الجسر، بارتفاع أكثر من أربعة أمتار لتجنب قنابل الغاز المسيل للدموع الذي أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى خلال الأيام الماضية.
وشهدت العاصمة العراقية تظاهرات هي الأكبر تظاهرة منذ سقوط صدام حسين، محتشدين في ساحة التحرير.
وفي البصرة جنوب البلاد، خرجت احتجاجات، حيث توجه عدد من المتظاهرين إلى بوابة ميناء أم قصر للمطالبة بتوفير فرص عمل والقضاء على الفساد وتوفير خدمات، واجهتها قوة مكافحة الشغب بالغاز المسيل للدموع.
ووقعت اشتباكات بين محتجين عراقيين وقوات الأمن في مدينة البصرة بعد أن أغلق المتظاهرون الطرق المؤدية إلى ميناء أم القصر.
وأحرق المحتجون إطارات، وأقاموا حواجز خرسانية بدافع الغضب من سعي قوات مكافحة الشغب لتفريقهم بالقوة.
إلى ذلك، أفادت مفوضية حقوق الإنسان بوقوع 120 جريحا بين المحتجين في البصرة. وأوضحت في بيان أنها تابعت من خلال فرقها الرصدية الأحداث التي جرت في محافظة البصرة والتي أدت إلى صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين عند ميناء أم قصر وسقوط 120 مصابًا مصابا يرقدون في مستشفى أم قصر بسبب استخدام الغازات المسيلة للدموع من قبل القوات الأمنية، وبصورة مباشرة تجاه المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم.
ويلقي العديد من المحتجين الآن باللوم على إيران والقوات المدعومة من طهران، وكان أحد مطالبهم الرئيسية إزالة النفوذ الإيراني.
أصبحت هتافات "إيران للخارج !" شائعة داخل ميدان التحرير بوسط بغداد، وتم نشر مقاطع فيديو تظهر المحتجين وهم يحرقون العلم الإيراني.
وقال المتظاهرون إن إيران، هي التي تدمرنا وتقتلنا الأن، وتقف وراء كل الناس الذين خلقوا هذا الوضع. 
وأضاف على قاسم، المحتج البالغ من العمر 17 عامًا: "إيران تدير البلاد". 
ويرى قاسم، مثل كثيرين غيره، أن إيران هي القوة التي تبقي النظام الحالي في منصبه، ويلقي المحتجون باللوم على طهران لاستغلالها العراق لتحقيق مصالحها الخاصة. 
تقل أعمار ستين بالمائة من سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة عن 25 عامًا، وقد حفزت الاحتجاجات على نطاق واسع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها هذا الجيل، والذي وصل إلى نقطة الانهيار بعد سنوات من الحكم السيئ الذي يرجع إلى الغزو الأمريكي عام 2003 والذي أطاح بالعراقيين. 
وبلغت نسبة البطالة بين الشباب 25٪، ويعيش شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص تحت خط الفقر، على الرغم من الثروة النفطية الهائلة للعراق.
وقال محمد رضا، 18 عامًا، الذي يعمل كبائع متجول وسائق، إن الناس يتخرجون من الجامعات ويبقون في المنزل، تركت المدرسة لمساعدة أمي. لم يكن لدينا طعام. نحن فقراء. ليس لدينا أي شيء. لم يكن لدينا ربع دينار. كيف يمكنني الذهاب إلى المدرسة؟ " 
وأنتشرت شائعات منذ يوم الخميس الماضي بأن عبد المهدي سيغادر مكتبه قريبًا. 
في تلك الليلة، ألقى الرئيس العراقي برهم صالح خطابًا قائلًا إن عبد المهدي وافق على الاستقالة، لكنه تضمن تحذيرًا أساسيًا، حيث قال إن اختيار رئيس وزراء جديد وسط مفاوضات مع شبكة الأحزاب السياسية العراقية المتنافسة هي عملية قد تستغرق شهورًا. 
ويبدو أن عدم استقالته حتى الأن ترجع لرفض إيران رحيله، وتريده السلطات الإيرانية أن يظل في منصبه. 
ومع ذلك، فإن المحتجين مصممون على التمسك بالميدان ويقولون إنهم لن يغادروا حتى ينهون النفوذ الإيراني ويصلحون النظام الحكومي بالكامل.
المستقبل غير واضح، حيث تواجه إيران واحدة من أكبر التحديات التي تواجه نفوذها في المنطقة. 
تولى عبد المهدي منصبه بعد حل وسط بين أكبر تكتلتين برلمانيتين في العراق: تحالف سايرون، بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وائتلاف فتح، بقيادة هادي العامري، قائد كتائب بدر، وهي ميليشيا مؤثرة مدعومة من إيران. 
ليلة الثلاثاء الماضي، بدا أن أميري والصدر على وشك التوصل إلى اتفاق آخر لإزالة عبد المهدي لتهدئة الاحتجاجات المتزايدة. 
لكن يوم الأربعاء، وصل اللواء قاسم سليماني، قائد قوة القدس الإيرانية، وهي وحدة من نخبة الحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، إلى بغداد لعقد اجتماع سري مع أميري، قيل إنه خلاله طلب من أميري الاستمرار لدعم عبد المهدي. 
وقال ريناد منصور، وهو باحث: "لا تريد إيران ما تعتبره شيئًا مزعزع للاستقرار أن يحدث للعراق لأنه إذا رحل مهدي، فمن غير الواضح قبل كل شيء كيف يذهب ولكن من سيحل محله".