الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"محاربو سيناء" في محطة مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت عقارب الساعة تشير الى السابعة والنص مساء ورئيس القطار للركاب وصلنا محطة الجيزة "يلا اللى نازل" هممت لرفع حقيبتى من رف القطار للنزول بالمحطة عقب عودتى من محافظة سوهاج فور انتهاء زفاف شقيقى الأكبر نهاية الأسبوع الماضى وما أن هبطنا على رصيف المحطة وقام القطار باستكمال المسير لإنهاء الرحلة بمحطة مصر برمسيس إلا وكانت الفاجعة بالنسبة لى ماذا حدث ؟؟.. ضربات قلب سريعة وحالة هياج فكرى دون تركيز لقد فقدت كافة متعلقاتى بالقطار"المحفظة" التى تحوى بداخلها العديد من الكروت والبطاقات وكارنيهات العمل فضلا عن مبلغ مالى لا يهمنى ولم يحضر ببالى أثناء التفكير كيف أجد المحفظة؟
كانت حالتى النفسية كمن فقد طفلا داخل ميدان كبير ممتلىء بالمواطنين تركت حقائبى على الرصيف وقمت البحث مهرولاً هنا وهناك كالمجنون طرقت كل الأبواب وكافة المكاتب داخل المحطة "فلان يقلى روح لعلان وعلان يقلى ارجع لفلان" لم تقم هيئة السكة الحديد ولا ناظر محطة الجيزة بأى مساعدة بل لم يقم بالرد علي وأنا أتحدث إليه صوتى العالى جعله يقول لى "روح يا أستاذ لرئيس مباحث المحطة ده مش شغلنا" بطريقة فجة وغليظة اتفضل إحنا هنمشى موظف ورا كل مواطن تمالكت نفسى من الغضب.
ملهوف يطلب الإغاثة من موظفى هيئة السكة الحديد ولكن لا حياة لمن تنادى ألم يقرأوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عَنْ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ وَلا يَسْلِمُهُ. مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ" أريد أحداً يساعدنى خرجت بسرعة البرق من محطة الجيزة إلى رئيس مباحث المحطة المقدم عمرو السعودي الذى ترك مكتبه وخرج لتفقد الحالة الأمنية فوجدت ضابطا يرتدى زى ملكى قميص وبنطلون جينز وجاكبت يجلس أمام المحطة ويضع أمامه جهازا لاسلكيا فقلت له حضرتك رئيس مباحث المحطة وبدون السلام عليكم قالى نعم يا أستاذ خير،، رويت له أننى صاحب الكرسى 38 بقطار 981 الـ vib وفقدت كل متعلقاتى على الكرسى فقام الضابط بأخد بياناتى الشخصية وفتح جهازه منادياً عمليات1؟ "ادينى خدمة قطار 981 قبل دخوله محطة مصر وأخدت الأجهزة والإرسال ذاهب من وإلى الضابط رئيس مباحث محطة الجيزة فى مشهد كأن الدنيا قامت .. حتى تم العثور على المتعلقات أسفل الكرسى بالقطار، ضابط يتحدث وآخر يحول مكالمات النجدة وثالث يصعد القطار ويقوم بتفتيشه ورابع يتصل بى اطمأن الوضع كله تحت السيطرة وحاجتك هترجع وخامس يترجل معى من الجيزة الى رمسيس أتحرك فى حراسة خاصة وما يزيد عن 5 ضباط برتب مختلفة تبحث عن متعلقاتى الشخصية وقد يقول البعض، إن ما حدث معى بسبب علاقتى بضباط ومساعدى وزير الداخلية لفترات طويلة سابقة ولكن أقول لكم إن الضابط عندما بدأ فى التعامل مع بلاغى كان لا يعرف من أنا وما حيثيتى وماذا أعمل ..
إن ما حدث ليلة أمس لشىء عجيب ما قام به ضباط شرطة النقل والمواصلات له شأن عظيم ما يقوم به هؤلاء فى عملهم كجندى مجهول يدافع عن الوطن ببندقية أمام دبابات العدو ما يقومون به لا يقل أهمية عن جنود مصر بسيناء ما يقومون به لا يقل أهمية عن ضباط وأفراد الحرب ضد الإرهاب، إن شعور المواطن بالأمان هو أساس نمو الدول وتقدمها ونموها.
شكرا لوزارة الداخلية ولكل ضباط وأفراد وجنود شرطة النقل والمواصلات رجالا لا يكتب عنهم أحد ولا يتحدثون للإعلام الكثير منا لا يعرف دورهم وما يقدمونه رغم عظم هذا الدور لخدمة المواطنين بهذا المرفق الحيوي شكرا لكل ضابط يعمل من أجل مصر يرضى الله ويرضى ضميره. 
تحركت الى محطة مصر برمسيس لأجد الضابط عبدالعال ينتظرنى بالمحفظة مرحباً بى قائلا لى "إحنا فى خدمة مصر وفى خدمة ولادها" حديث تقشعر له الأبدان وموقف يدرس فى الجامعات ليعرف القاصى والدانى ما تقوم به وزارة الداخلية من دور لحفظ الأمن بكافة ربوع البلاد. 
حفظ الله مصر بكل أطيافها..