الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

خريجو الأزهر.. القوة الناعمة في مواجهة المتطرفين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رابطة تضم 7 آلاف عقل مستنير لنشر سماحة الإسلام.. و40 ألف وافد يتدربون على محاربة الإرهاب
ما يقارب الـ11 قرنًا، شكل الأزهر الشريف خلالها رسالة عالمية في حمل لواء الدين الإسلامي ونشر مبادئه الوسطية السمحة، فمع مرور نحو 1098 عامًا على إنشاء الجامع الأزهر، على أيدي الفاطميين، حمل الجامع مهمة نشر العلوم الإسلامية وتدريس الفقه على اختلاف مذاهبه، ما جعله قبلة للمسلمين في مختلف الأقطار الإسلامية، وفي القرن الحديث استطاع الأزهر أن يتوج رسالته العالمية بإقرار وثيقة للأخوة الإنسانية من خلال تعاونه مع رأس الكنيسة الكاثوليكية «الفاتيكان».



وتعد القوة الناعمة للأزهر سلاحًا مصريًا وإسلاميًا خالصًا في نشر الوسطية ومحاربة الفكر المتطرف، حيث استطاع مؤخرًا أن يشكل رافدًا من روافده العالمية يجمع خريجيه حول العالم لتنفيذ تلك المهمة، ومحاربة رموز وجماعات التطرف على اختلاف أقطار وتنوع الثقافات والعلوم بفضل ما بثه في نفوس هؤلاء العلماء من إخلاص في نشر العقيدة والذود عن الإسلام.
7 آلاف منتسب هي جملة من ينتمون إلى المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وفق آخر إحصاء للمنظمة، يعملون تحت مظلة المركز الرئيس بالقاهرة، و18 فرعًا منتشرة بالمحافظات المصرية، و20 فرعًا موزعة بمختلف دول وقارات العالم ما بين آسيا وأوروبا وأمريكا، ولتحصين نحو 40 ألف وافد يتم تأهيلهم للمواجهة الفكرية مع عناصر الشر والإرهاب.
تعود فكرة الرابطة إلى الملتقي العالمي الأول لخريجي الأزهر الذي انعقد في الفترة من 11 - 13 أبريل 2006 م بالقاهرة، حيث رأى أعضاء الملتقى ضرورة إنشاء كيان يعمل على تعضيد التواصل بين الأزهر وأبنائه في كل ربوع العالم وإحياء الدور العالمي للأزهر ومنهجيته الوسطية، والحفاظ على هوية الأمة وتراثها والدفاع عن قيم الإسلام والوقوف في وجه حملات التشكيك والتشويه المغرضة التي يتعرض لها.
وأعلن تأسيسها كمنظمة غير حكومية مشهرة بمصر ووفقًا للقانون تحت رقم (7145) لسنة 2007م الموافق 1428هـ على يد مجموعة من كبار العلماء وفي مقـــدمتهم فضيلــة الإمــام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمود حمدي زقزوق وزيــــر الأوقاف الأسبق، ونخبة من علماء الأزهر الشريف.
وتستهدف الوصول للآلاف من خريجي الأزهر الموجودين في الخارج، وتوثيق العلاقات معهم ومد يد العون لهم، وذلك من خلال الأنشطة والميزات التي تقدمها لأعضائها، كما تقدم العديد من الأنشطة للأعضاء داخل البلاد كالمنح الدراسية بإحدى كليات العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر "أصول الدين، الشريعة الإسلامية، اللغة العربية، الدراسات الإسلامية والعربية، الدعوة الإسلامية"، وذلك في مرحلة التعليم العالي، وكذا الماجستير والدكتوراة في مرحلة الدراسات العليا.
وتضم مجموعة من الإدارات وإصدارات خاصة أبرزها جريدة الرواق، مجلة نور للأطفال، وتخدم نحو 40 ألفًا من الوافدين، من خلال فرع القاهرة وبعض أفرع المحافظات، فيما تنتشر ببعض دول العالم في أوروبا وآسيا وأفريقيا ومن بينها مالي، تشاد، إندونيسيا، كينيا، الهند، جزر القمر، فلسطين، ليبيا، ماليزيا والتشاد، وغيرها.

أسامة ياسين نائب رئيس المنظمة: نستهدف الوصول إلى الخريجين في مصر وكل أنحاء العالم
من خلال لقاء جمع «البوابة نيوز» مع نائب رئيس المنظمة أسامة ياسين، كشف عن الإستراتيجية التي يعملون بها في سبيل مواجهة الفكر المتطرف، وآليات مواكبة الخطاب الديني لتغييرات الفكر وحاجة المسلمين المعاصرة، مشيرًا إلى أن النشاط المتطرف واحد وفكر واحد، إلا أن حماية النشء هي المهمة الأكثر إلحاحًا خاصة في ظل سعي التيارات والجماعات المتطرفة على تجنيدهم. وإلى نص الحوار..
■ نريد نبذة مختصرة عن المنظمة ودورها في تصحيح المفاهيم المغلوطة ؟
- المنظمة العالمية لخريجي الأزهر هي في الأساس جمعية غير حكومية تأسست على يد نخبة من الأزهريين عام ٢٠١٢، والعلماء في هذا التوقيت على رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكان وقتئذ رئيسًا للجامعة، والدكتور عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف الأسبق، فضلًا عن نخبة من العلماء من مصر، وحصلت الرابطة على الصفة الدولية من خلال اتفاق مع الخارجية المصرية في عام ٢٠١٣، وبعد ذلك عضوية الأمم المتحدة من خلال الصندوق الاجتماعي والاقتصاديUNFP، وحصلت على الصفة الاستشارية بالصندوق وأصبحت منظمة ذات صبغة دولية، تقوم على نشر مناهج الأزهر ووسطيته حول العالم.
■ ما الهدف منها؟
- تستهدف المنظمة الوصول إلى الخريجين في مصر وكافة أنحاء العالم، من خلال إنشاء قاعدة بيانات لهم، ومن ثَم تقديم الخدمات المختلفة علمية وثقافية ومادية، وصولًا للاستفادة منهم في ترسيخ المنهج الأزهري الوسطي الذي تحصلوا عليه من خلال بها فروع في معظم المحافظات المصرية،وتقوم بنفس العمل الذي نقدمه ندوات ورش عمل مؤتمرات مشروعات تستهدف رعاية الأزهريين وتواجه وتناهض وتنفد الأفكار الإرهابية ولها فروع في الخارج بأفريقيا وأسيا وأوروبا هذه الفروع تقوم على تجميع الأزهريين والاستفادة منهم في أنشطة المنظمة المختلفة.
■ كم يبلغ عدد أفرع المنظمة والمنتسبين لها؟
يقدر عدد المنتسبين للمنظمة وفق آخر إحصاء 
- الأرقام متجددة بشكل لحظي إلى نحو ٧ آلاف منتسب حول العالم في القارات والدول المختلفة، وتتكون المنظمة حاليًامن المركز الرئيس و١٨ فرعًا بالداخل و٢٠ فرعًا خارج مصر في دول أفريقية وأوروبية وآسيوية.
■.. وكيف يمكن الانتساب إليكم؟
- يوميًا عدد المنتسبين في ازدياد سواء من داخل أو خارج مصر، ويكون الانتساب لمن هم أبناء للأزهر جامعًا وجامعة، من خلال التقدم لأفرع المنظمة بطلب أو من خلال الموقع الخاص بها عبر الإنترنت، ونشهد تجاوبًا كبيرًا وتفاعلًا من الجميع الأمر الذي يجد صعوبة في تحديد الأرقام. 
■ ماذا عن دوركم فيما يخص الداخل؟
- المركز الرئيس للمنظمة لديه أنشطة مختلفة تبدأ بإقامة دورات تدريبية للأزهريين أو غيرهم من مصر وكافة دول العالم لترسيخ الوسطية والاعتدال وتفنيد وقمنا بتدريب مئات المتدربين من مختلف دول العالم.
كما أن لدينا العديد من الندوات التي يحاضر فيها كبار علماء الأزهر في مجال تفنيد الفكر المتطرف وشرح مناهج الأزهر الوسطية، ولدينا أدوات مختلفة للتعامل مع الطلاب بجامعة الأزهر لتدريبهم وإعدادهم وتأهيلهم لسوق العمل ومنها مشروع ٥ آلاف أزهري، ومشروعات أخرى لتدريب الطلاب على اللغات المختلفة، وتقديم سبل الرعاية.
■ ماذا عن الوافدين؟
- تختص المنظمة بالوافدين الذين يصلون إلى نحو٤٠ ألفًا وتثقيفهم ومساعدتهم ماديًا من خلال تذليل كافة الصعوبات التي تواجههم.من ضمن الأنشطة كذلك إقامة برنامج التعليم عن بعد بالتنسيق مع الجامعة والذي يمكن الطلاب الراغبين في الالتحاق بكلية العلوم الإسلامية من خلال التعليم عن بعد دون الحضور إلى مصر، هناك طلاب من كافة دول العالم منتسبين به وتخرج الكثيرين منهم، هناك مشروع آخر وهو مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة يضم أكثر من ٤٥٠٠ طالب وطالبة يتعلمون اللغة العربية من خلال مدرسين أكفاء ومؤهلين لهذه المهمة، وقد حصل على جائزة دولية.
■ وكيف يمكن تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم؟
- يتم عقد ندوات للطلاب الوافدين لشرح الفكر الوسطي الأزهري من ناحية، وتفنيد الأفكار، يحاضرها كبار علماء الأزهر، فضلًا عن الإصدارات لدينا العديد من الكتيبات قام بإعدادها كبار العلماء وهناك تسجيلات ومجلة متخصصة للأطفال تناهض الفكر المتطرف "نور"، فضلًا عن العديد من الإصدارات الخاصة بالمجلة والمنظمة، ومن خلال الاشتراك في المعارض الدولية.
كما أن هناك تجربة رائدة نقوم عليها تتمثل في أننا نقوم بترشيح أعداد كبيرة من الطلاب الوافدين الذين هم في السنة الرابعة، ويتم اختيارهم من الدول التي تعاني من التطرف والإرهاب كـ"نيجيريا، النيجر، مالي، الصومال،وكينيا"، ويتم ترشيح الطلاب ويتولى كبار العلماء وأعضاء التدريس بالجامعة شرح آلية المواجهة مع الفكر المتطرف كي يكونوا مؤهلين لمواجهة التنظيمات الإرهابية الموجودة في بلادهم، وبعد سفرهم يتم التواصل معهم وإمدادهم بالجديد.
■ وماذا عن مهمة تجديد الخطاب الديني؟
- للأسف الشديد العناصر المنتمية للفكر المتطرف لديهم إصرار كبير على فكرهم وبالتالي هناك صعوبة في الاستماع إلينا، لذلك ونظرًا لأننا نعلم ونراعي ذلك بدأنا بمواجهة المشكلة من فترة مبكرة من خلال موضوعات ومسلسلات للأطفال وإنشاء حائط صد منيع والعمل على تحصين الأطفال، لأن تلك الجماعات تنشط في تجنيد الأطفال عبر السوشيال ميديا، بالنسبة للشباب يتم المواجهة من خلال كتيبات صغيرة تواجه وتفند الأفكار المنتشرة بين الشباب الجهاد والولاء والبراء الخلافة وغيرها، تفنيد من وقت لآخر من خلال تلك الكتيبات التي نراعي صغر حجمها كي يسهل قراءتها، فيديوهات وصور ومطبوعات وهناك مجلة شهرية كالرواق الذي تحمل فكر المنظمة والأزهريين.
■ كيف تواجهون تحدي السوشيال ميديا؟
- نحن نتفهم جيدًا أن دواعي التطور فرضت تصاعد وتيرة الأنشطة واستغلال التواصل الاجتماعي، وبالتالي وجهنا القائمين على الإدارات المختلفة أن تكون كافة الأنشطة متداولة علبر المواقع ومتاحة لجميع الشباب بصفة مستمرة ويتم التقييم الدوري لتواجدنا على مواقع التواصل.
■ ماذا عن استهداف المساجد في بعض دول أوروبا؟
- المنظمة لها إدارة مختصة بهذا المجال وهي لجنة علمية وإدارة ثقافية يتم إعداد بيانات للرد على الفكر المتطرف والأعمال الإرهابية.
تأهيل الأئمة
■ ماذا عن خطوة تدريب الائمة الليبين؟
- ليبيا جزء من توجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، من خلال اجتماعهبمجلس الإدارة حيث شددت على أهمية دعم الشعب الليبي في مواجهة التطرف والإرهاب الذي تعاني منه دولتهم، وبدأنا وبكثافة في تدريب أئمة والقائمين على المساجد الليبية، لأننا نعيأن التنظيمات المتواجدة منذ سنوات نجحت في تجنيد أعداد كبيرة من الشباب، ونحن نؤمن بأن ليبيا سوف تعود إلى الاستقرار وسيتم طرد هذه التنظيمات وسيبقى تحد الشباب الليبي الذي سبق واعتنق الفكر المتشدد، وهنا يأتي دور العلماء الذين نقوم بتدريبهم ووصل عدد من دربوا ٥٠٠ عالم، خلال سبع دورات تدريبية هؤلاء حينما يعودون إلى ليبيا، وبالتنسيق مع الفرع ببلادهم يتم الاستعانة بهم في ورش عمل وندوات لشرح المنهج الازهري.
■ هل هناك اختلاف بين النشاط الإرهابي في أفريقيا عنه في أوروبا؟
- النشاط المتطرف واحد وفكر واحد، على سبيل المثال داعش والقاعدة والنصرة لديها أفكار متطرفة هذه الأفكار تحتاج تفنيد، وهذا دورنا في دول أوروبا أو الدول العربية والأفريقية، فالممارسات متشابهة سواء تفجير أو محاولات الاغتيال، ولا يوجد اختلاف. 

المطعنى: نؤمن بالحوار وتلاقي الثقافات المبنى على احترام الإنسان وإعلاء قيم المواطنة والتعايش

قال الدكتور سعد المطعني المسئول الإعلامي للمنظمة، إن منظمة خريجي الأزهر تقدم نموذجًا للقوة الناعمة وترسخ للدور التنويري والحضاري لمصر وللأزهر، حيث تقوم على تدريس العلوم الشرعية والإسلامية لكافة الوافدين الذين يبلغون نحو ٤٠ ألف وافد، يتم توفير كافة الاحتياجات لهم من دعم مادي ومعنوي شامل، من خلال الإدارات المختلفة سواء إدارة الوافدين التي تشرف عليهم، وإدارة "التعليم عن بعد" وتقوم بتعليم الراغبين في دراسة المواد الأزهرية عن طريق شبكة الإنترنت ويتم نقل المنهج الأزهر إلى كل بيت حول العالم، إلى جانب إدارة الشئون الثقافية، وإدارتي المكاتب الداخلية والخارجية المتواجدة في المحافظات وبأفرع المنظمة حول العالم، وكذلك إدارة التدريب التي تقوم بوضع المناهج وتكليف العلماء ومتابعتهم وإصدار الشهادات الخاصة بالدارسين.. 
وفيما يتعلق بتنوع احتياجات الدارسين ما بين القارات المختلفة لتباين الثقافات وتنوع الجماعات المتطرفة والتحديات التي تواجه الدعاة والمسلمين هناك، أكد "المطعني" أنه فيما يخص التدريب العلماء القادمين من أوروبا ومنهم بريطانيا على سبيل المثال فإنهم يأتون إلى هنا ليصبوا في اتجاه واحد يتمثل في ظاهره الإسلام فوبيا وحوار الثقافات، فنحن نؤمن بالثقافات وتلاقيها فليس هنالك شعب يعيش بمعزل عن الآخرين، فالجميع ينهل من ثقافات الآخر بل وتتلاقح ثقافاتهم، وبالتالي نقدم نموذج التسامح الإنساني، مشددًا غيرنا قال بصراع الثقافات وصراع الثقافات وأنه مبني على الدمار والقتل والتخريب والاستعلاء، أما نحن كمسلمين نؤمن بالحوار وتلاقي الثقافات المبني عليه احترام الإنسان وإعلاء قيم المواطنة والتعايش، فنبرز البناء الحضاري الإسلامي والدين السمح، وكيف بُنى الإنسان منذ عهد النبي، فهم يقولون أننا الشرائع السماوية جميعًا دمويين، ونحن نقول أن السلام والتعايش والمحبة والحفاظ على النفس البشرية رسالة أتى بها كافة الرسول والأنبياء ومنهم النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
وفيما يتعلق بقضايا الملحة والضرورية للأفارقة، قال: إن المشكلة والقضايا الفكرية في بواطن الصراع هي أكثر ما يحتاجه الأفارقة فإن مشكلتنا مع بوكو حرام على وجه التحديد وهي ناتجه عن الإخوان، أنها ركزت طاقتها في نيجيريا وهي قلب أفريقيا وهذا العملاق الأفريقي من حيث المساحة وعدد السكان والموارد، حاولوا جعله كجرثومة ينتقل منها الفكر إلى باقي الدول المجاورة، لذا نقوم بالتوضيح لهم من خلال لقاءات وتدريب متواصل مع كافة العلماء، بخلاف الندوات واللقاءات الجماهيرية التي تتم ميدانيًا لنوضح لهم أن تلك التفاسير التي تحرض على العنف والقتل واستباحة الدماء خاطئة، فالإسلام دين تعايش ومحبة وغيرها من المعاني والقيم الراقية التي تستمد من سيد الخلق محمد، والذي كان رحمة للعالمين.
وفيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي والتحدي الإلكتروني فإن المنظمة لديها موقع إلكتروني وإذاعة إلكترونية، يبث عليها كل ما يخص الفكر المتطرف، كما تم تدشين صفحة أفريقيا بالتزامن مع رئاسة مصر لأفريقيا، كذلك يقام دورات تدريبية للعلماء والأئمة من الدول المختلفة ونقوم حاليًا على تدريب أئمة من «ليبيا، كوت ديفوار، تشاد، ونيجيريا»، ندرب ائمتهم نركز على معرفة هؤلاء بالقضايا الفكرية التي يجب توصيلها للناس.
وتابع: "نعد رسائل قصيرة تبث عبر "فيس بوك" والموقع الإلكتروني ومجلة نور للأطفال وهي مجلة رائعة، أثنى عليها الرئيس في إحدى لقاءاته الإعلامية، وكذلك كتيب صغير عن "داعش" فحينما يعرف الصغير أنهم أساس البلوى ويعي أنهم خراب ويجب الابتعاد عنهم والحذر من أفكارهم".
وبين أن المنظمة تسعى لأن تكون متواجدة في ١٣٨ دولة حول العالم، وتمتلك اليوم ٢٠ فرعًا بالخارج، و١٨ فرعًا بالداخل، وتسعى للوصول لهدفها إنطلاقًا من أنها قوة ناعمة تمثل ثقافة الفكر المنهجي الأزهري الوسطي المبني على أن عبادة الإنسان لله ينبغي أن تكون على الحق وأن الدين لين لا يشاققه أحد إلا غلبه.
ويضيف: "نحن في المنظمة نأتي بالعلماء من مناطق متنوعة من الدولة وتسليحهم بتفنيد الشبهات لتوضيحها حال العودة لبلادهم، لأننا نحتاج الأمن الفكري الذي من شأنه عصم الدماء قضية الأزهر في هذه الفكرة، وهو دور الأزهر الخارجي".
وشدد نقوم بدور حضاري لمصر وتنويري في معظم أرجاء العالم، من خلال حملة توعية دينية وثقافية شاملة تستهدف كافة الأعمار من أطفال مرورًا بمرحلة الشباب والنضوج وصولًا لكبار السن، نعلم بالمجان، كجزء من استشعار مسؤوليتنا تجاه أبناء الدين الإسلامي وغيرهم، وتأكيدًا لما قاله الرئيس بأننا نحارب الإرهاب دوليًا، وها هو الأزهر يرسخ لذلك من خلال ما يقدمه من تدريب للمواجهة الفكرية مع أذناب الإرهاب حول العالم.
لدينا العديد من الندوات التي يحاضر فيها كبار علماء الأزهر في مجال تفنيد الفكر المتطرف وشرح مناهج الأزهر الوسطية، ولدينا أدوات مختلفة للتعامل مع الطلاب بجامعة الأزهر لتدريبهم وإعدادهم وتأهيلهم لسوق العمل

«الطيب»: نحمل رسالة إلهية تهدف للتعريف بالإسلام

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رئيس الرابطة، أكد أن الأزهـر، هذا المعهد العلمي العريق، الذي مضى عليه الآن أكثر من ألف وخمسين عامًا من عمر الزمان، وهو يحمل مسئولية بيان الإسلام كرسالة إلهية ختمت بها الرسالات الإلهية السابقة، ويقع منها موقع الحلقة الأخيرة في سلسلة الدين الإلهي الواحـد الـذي بُـدئ بآدم وخُتم بمحمـد صلى الله عليه وآله وسلم، مرورًا بنـوح وإبراهيـم وموسى وعيسى بن مريم، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
يهدف في المقام الأول إلى تعريف الناس بالإسلام، كما هو في القـرآن الكـريم، وكما بلغه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم للناس، وكحضارة نزلت إلى واقع الناس وأسعدتهم طويلًا في مشارق الأرض ومغاربها، وأسهمت في بناء الحضارات الإنسانية، وتفاعلت معها أخذًا وعطاء، ورفدت ثقافاتها بروافـد هائلة من العلوم والفنون والآداب والفلسفة والتشريع والأخـلاق والرياضة والطـب والفلك والموسيقى، وكنـوز أخرى من التراث القديم والحديث لعلماء الإسـلام ومفكريه.
وشدد لا نهدف من قـريب أو بعيد إلى أي غرض آخر غير التعريف الصحيح بالإسلام، ولا يتخطاه إلى أي هدف خارج هذا الإطار، وليس لنا أجندة سياسية أو تبشيرية، بل غرضنا الأسمى عرض الإسـلام دينًا وحضارة وثقافة عرضًا أمينًا نقيًّا، بعيدًا عن المغالطات والانحرافات العلمية والتاريخية التي تراكمت على صورة الإسلام الأصيلة، وشوهت لدى الكثير من طلاب الحقيقة جوهـر هـذا الدين السمح.
وقال الإمام الأكبر، إن الأزهـر الذى حمل عبء الحفاظ على نقاء الإسلام واعتداله ووسطيته عبر أكثر من عشرة قرون، هو نفسه المرشح الآن وبقوة، لأن يواصل هـذه المسيرة، لتوضيح الإسـلام وتوازنه وثبات خطواته وجلاء إسهاماته الخلاقة في كل ميادين العلوم والتطور الحضاري والأخلاقي للإنسانية.
وأشار خلال رسالة إطلاق الموقع الرسمي للرابطة، نحن إذ نفتتح هذا الموقع، نضع نصب أعيننا حدة التوترات التي عادت من جديد في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، وأثّرت سلبًا في أمر العلاقة بين الإسلام والغرب، وصنعت ما يشبه «الهوة» بين الغرب والشرق، أو ما يشبه جدارًا كثيفًا من سوء الظن المتبادل بين الغربيين والمسلمين، وكادت تبعث ما نسيه الناس في الشرق والغرب من صراعات العصور الوسطى وأزمات عهود الاستعمار.
وأضاف الأزهر بحسبانه المرجعية الكبرى للمسلمين قديمًا وحديثًا هو المؤهل الآن لحمل رسالته الجديدة في التقريب بين الحضارات، وردم هذه الهوة بين الإسلام والغرب، ومد الجسور بين الإنسان وأخيه الإنسان، أيًّا كان موقعه، وكيفما كانت عقيدته ومذهبه، وكائنًا ما كان لونه وعرقه ولغته، فالناس كما يقول نبي الإسلام: «سواسية كأسنان المشط»، وهم أبناء أب واحد وأمٍّ واحدة، وهم إخوة متساوون مخلوقون من نفس واحدة، ومهما تعددت ألوانهم وأجناسهم فإنهم يرجعون في الأصل إلى هذا الأب الواحد.
والموقع في رؤيته لهذه المساواة ـ إنما ينطلق من الحقيقة القرآنية التي تقرر أنه لا مكان في الإسلام لأي دعوى من دعاوي التمييز أو العنصرية أو التفرقة بين الناس على أساس من الجنس أو اللون، وأن معيار التفاضل في الإسلام منحصر في معيار واحد فقـط هـو: العمـل الصالح المنضبط بضـوابط المسئولية أمـام الله تعـالى "يَا أَيُّهَـا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".
ولفت إلى أن نبي الإسلام قـد عاش ثلاثة وعشرين عامًا يقـرر في وعي المسلمين حقيقة المساواة بين الناس، ويعمقها في نفوسهم، ويرسخها في معاملاتهم مع الآخرين.. وكان التأكيد على المساواة بين الناس من آخر كلماته في خطبته الأخـيرة التي ألقاها على المسلمين في حجة الوداع، والتي بدأها بقوله: «أيهــا الناس: اسمعــوا وعوا فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا.. أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله اتقاكم، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض إلا بالتقوى. ألا هل بلَّغت. اللهم فاشهد. ألا فليبلغ الشاهد الغائب».

الشيخ سلطان القاسمى: تسهم في ترسيخ الفهم الحقيقى للدين
الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة، أكد خلال تفقده مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مطلع العام الجاري، أن المنهج الأزهري يُجَّسد التربية الإسلامية الصحيحة، كما يراها الآن في سفراء الأزهر الشريف.
وثمّن القاسمي الدور المتعاظم الذي تبذله المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في نشر المنهج الأزهري، عقيدة، وشريعة، وأخلاقًا، بما يُسهم في ترسيخ الفهم الحقيقي للدين الحنيف، وتفكيك الفكر المتطرف، مؤكدًا ضرورة دعم التعليم الأزهرى ومنهجه الوسطى لأنه طوق النجاة الوحيد من دوامة العنف والإرهاب الذي يفتك بالعالم.
الطيب
لا نهدف من قـريب أو بعيد إلى أي غرض آخر غير التعريف الصحيح بالإسلام، ولا يتخطاه إلى أي هدف خارج هذا الإطار، وليس لنا أجندة سياسية أو تبشيرية، بل غرضنا الأسمى عرض الإسـلام دينًا وحضارة وثقافة عرضًا أمينًا نقيًّا.

الدكتور عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر: المسلمون يدفعون ضريبة الإرهاب مرتين.. وتبسيط الخطاب الدينى ضرورة مُلحة 
أكد الدكتور عبد الدايم نصير، الأمين العام للمنظمة والمستشار العلمي لشيخ الأزهر، على أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يترك للمختصين والمعنين به، وأن تتركز مهمة المؤسسات على محاربة الجهل، ونشر ثقافة العمل والإنتاج كي تنهض الأمة، وإلى نص الحوار.
■ كيف تجد قضية الخطاب الديني؟ 
- للإنصاف قضية تجديد الخطاب الديني هي قضية مجتمع لا تخص مؤسسة بعينة لا الأزهر ولا الأوقاف والشئون الاجتماعية ولا الثقافة، بل هي قضية تهم المجتمع كله وينبغي أن يتملك هذا المجتمع إستراتيجية واضحة لتحقيقها، وأمام التحديات التي نواجها اليوم من تعدد وسائل الاتصال والاستماع مقارنة بقرون ماضية كانت الاستماع لجهة واحدة سواء كانت تلك الوسيلة المذياع أو غيره فإن المهمة الآن صعبة للغاية وما تصلحه يفسده غيرك.
لذا ينبغي أن يتحرك الجميع وفق إمكانيته والنظم المتبعة سواء مؤسسات دينية أو تعليم، ثقافة،وإعلام، علينا جميعا أن نتبع إستراتيجية عامة ووسائل متنوعة سواء إصدارات مراكز ثقافية أوعلمية، والعمل على تصويب صورة الإسلام، فالقصية ليست لا تفعل بل تتطلب أن نرشد بما ينبغي أن أفعل،فليس كافيًا أن نقول لا تقع في فخ الإرهاب بل ينبغي أن تكون أو أن تفعل ذلك خدمة للدين.
وأرى أن تجديد الخطاب الديني قضية يجب أن تترك للمتخصصين في العلوم الدينية، فالقضية نتيجة لأهميتها وخطورتها، خاصة بهذه الفترة التي يمر بها الوطن لا بد من غير المتخصصين أن يستمعوا للآخرين، كي يؤدوا دورهم، وكما يشاهد الجميع فلا يخلو أي مؤتمر أو دراسة معنية بالدين الإسلامي إلا وكان التطرف الديني والإرهاب يتصدرها على اعتبار أن هذا هو المرض المتفشي عندنا، إلا أنه هناك قضية أكثر إلحاحًا ويترتب عليها الخطاب الديني فيما بعد تتمثل في التخلف الذي يؤدي إلى الحمق والهزيمة والتراجع والتأخر عن مصاف الأمم الأخرى بل وكراهية تقدمهم.
كما ينبغي الحرص على أن يتعدد الخطاب وتبسيطهبما يناسب من تعلم ومن لم يتعلم، فالمجتمع بأكمله بحاجة إلى انتفاضه من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والسعي إلى تحقيق نهضة للمجتمع وتعلية قيمة الكفاءة وغيرها من الأمور التي تكفل التقدم.
■ كيف تواجهون الفكر المتطرف وظاهرة الإسلام فوبيا؟
- علينا أن نقر بحقيقة واضحة أننا نحن من يدفع الضريبة مرتين فيما يتعلق بالإرهاب، مرة باتهامنا أننا سبب هذا الإرهاب، والأخرى أننا نحن الأكثر ضحايا لتلك الممارسات الإرهابية فنحن ضحية ومتهم في ذات الوقت، وما نراه من قبل بعض الجماعات من اختطاف للدين واستخدامه كمبرر وأساس للأفعال وترويجها لدى البسطاء أمر مرفوض، والأزهر بصفته الممثل للمرجعية الأكاديمية لأهل السنة والجماعة في العالم يقوم بدور كبير في التعريف بالرسالة الوسطية والإسلام الوسطي عبر قرون وليس اليوم.
وتقوم المنظمة اليوم بدورها في تدريب الوافدين والعمل على تأهيلهم بما يكفل تحقيق أنموذج لما ينبغي أن يكون عليه المسلم، فالعالم الخارجي ربما يفتقر للصورة الصحيحة، وقد بادر البعض بسؤالي عن الإسلام فأجبته بأنه كذا وكذا فتسأل أين أجده في مجتمعات المسلمين؟!، إذن القضية أننا أمام دين لم يستطع أتباعه أن يظهروه بالقدر الذي يستحق، ومن خلال إعداد علماء يتوافر فيهم الأسلوب اللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن تتكامل فيهم صورة ولو بسيطة من الإسلام أمر كافٍ.
■ وكيف ترى الانتقادات الموجهة للتراث؟
- مسألة انتقاد التراث هو جزء من رغبة البعض في فرض قيمه بل وأن يقوم بتقييمك على مدى التزامك بقيمه هو، وحينما ننظر لا نجد انتقادات لقيم اليابان بالرغم من أنها ليست غربية ولا يوجد انتقاد لكتب سابقة أيًا كان محتواها مخالف لما هم عليه من قيم تسود الآن إلا أن هناك قوة تحمي ذلك فحينما تكون قويًا لا يستطيع أحد أن يشير إليك، بينما نحن المسلمين نجد من يقوم بقراءة حديث أوآية ويتم اجتزائها عن نصها ليخرج قائلًا: "الإسلام دين تطرف"، في حين لا ينظر إلى كتب سابقة كالتوراة أو العهد القديم الذين بين أيدينا الآن بالرغم من دعوة تمييز صريحة تقف ضد القيم السائدة اليوم.
■ ماذا عن فكرة الجهاد والقتال في الإسلام؟
- الدين الإسلامي دين يعرف للحياة قدرها ويحرص على حياة الناس جميعًا، بل كرم وعظم وأعلى شأن النفس وحفظ الروح وعصمة الدماء أيًا كان معتقدها، وللأسف الشديد نحن من يساعد على إظهار الجانب غير الصحيح عن الدين، من خلال التصرفات التي تبين أن الدين قتل ونحن في الحقيقة نقاتل لا نقتل، فالإسلام لا يعرف قتل الغيلة بل وضع شروط وقواعد وقيم للقتال، لا يقتل عجوز ولا امرأة ولا طفل صغير ولا تحرق أو تقطع شجرة وغيرها،وما نشاهده من القتل الذي تنفذه بعض الجماعات لا يعرفه الإسلام ولم يرد في سيرة الإسلام ولا المسلمون من حمل الأسلحة وارتدى الأحزمة الناسفة وفجر نفسه ليحصد أرواح الأبرياء.
■ ماذا عن قضية الخلافة؟
- كما أشرت إلى أن قضيتنا الآن هي الجهل والتي أدت إلى كراهية الفائز والمنتصر، وباعتبارنا لم نفز ولم نتقدم،ولمنتتج أي شيء من كساء وعمل وغذاء، ما زالنا نحتاج إلى مراجعة ما يجب أن نقوم عليه، هل نحن شعوب مستطيعة؟، هل نحن شعوب قادرة على فعل أي شيء؟، بالطبع لا، وهذا يظهرنا أمام الدول كمستضعفين، لا أتحدث عن السلاح فقط وإنما عن المعرفة وإمكانية التقدم، فاليابان لا تملك قنبلة نووية ولكن لديها القدرة على المعرفة، فالقدرة تعطي الاحترام، وإظهار القوة أفضل من استخدامها، وادعاء أن هناك نظام معين للحكم الإسلام أمر بأن نعد القوة وهي قوة في كافة الأصعدة لا أن تكون ضعيفًا فتسهل على كافة الأمم.
■.. وبشأن قبول الآخر؟
- الدنيا تنافس وهو شيء إنساني، وعلينا أن نعيأن هناك من يحاول افسادك لذا يجب أن تجتهد في ظل هذا الصراع على الثروة والنفوذ إلى آخره، فالقوي يحب أن يفرض قيمهأما الضعيف فمغلوب علىأمره لأنه ضعيف وليس لديه القدرة، وهذا مربط الفرس، وقضيتنا الكبرى كما أشرت هي التخلف، فالإسلام كدولةإلى حدما أخذت بسبل التقدم والمعرفة فسادت بالتقدم الحضاري حتىالقرن الرابع عشر، فبدأ الاختلاف والتقسيم واتفقوا مع الأعداء ضد المنافس لذلك انتهينا في الأخير إلى انهيار الدولة الإسلامية وانتهاء الخلافةحتى وإن لمتوجد خلافه حقيقيةعلى سبيل المثال في أواخر الدولة العثمانيةحيث لم يكن فيه خلافة،إلا أنها كانت رمزًا لهزيمة الدولة الإسلامية،وبدأ الناس يفكرون في حل، حيث مازالنا نحارب بالسيوف، فيما يحاربون هم بالمدافع لذلك كانت هناك فجوة وصدمةبالنسبة لنا،لما تقدم به الغرب كما حدث لنا أثناء الحملة الفرنسية، ولابد أن يكون لدينا القدرة فمثلما استفادوا من حضارتي وحققوا نهضتهم، علينا أن نستفيد وحينما نسير في طريق التقدم لا نفعل أخطاء وأن ندرك أن علينا أن نبني أنفسنا اقتصاديًا وثقافيًا وعلميًا، دون أن نعتدي على أحد ولا نظلم أحد ولانأخذ من بلاد الغير مالا يتماشىمع الإطار الذي يرضي به الإسلام، فالإسلام يهدف للعدل والسماحة.
فالإغراء في المادية أحد أهم مشكلات المجتمع الأوروبي وبات الجميع اليوم يكره عدم التوازن بين المادة والروح، وهو ما ينبغي أن ندركه وان نحسن صورتنا التي جعلت من الدين منتقدًا ورمزًا للتخلف وهو برئ تمامًا من هذا.
■ الأزهر وتطوير المناهج؟
- الأزهر بدأ بالفعل في تطوير وتنقيح مناهجه وإن كانت البداية تركزت على تفكيك الفكر المتطرف من قضايا الولاء والبراء، التمكين، دار الحرب ودار السلم وغيرها، إلا أننا نريد الجانب الآخر المتمثل فيما ينبغي على المسلم أن يفعل، فكما قلت لا يجب أن تحذرني من الشيء بقدر ما ينبغي أن توفر لي وتوضح ما ينبغي على أن أفعل.
ويجب أن يكون هناك عمل للمؤسسات الأخرى كما أشرت فيما يخص المناهج والمقررات الدراسية حيث ينبغي أن يكون للمؤسسات التعليمية والثقافية دورها الموازي والمكمل لما يقدمه الأزهر كي يكون هناك تكامل وتطوير يحتاجه المجتمع ويضمن تحصين الشباب وكافة المراحل العمرية الأدنى والأعلى.
■ ماذا عن دور وزارة الأوقاف وأئمتها؟
- بعض الخطباء يصب تركيزه على الشعائر والعبادات وهو أمر طيب، لكنه ليس المشكلة، فنحن لسنا في مشكلة مع الشعائر ولا يوجد بيننا محروم من الصلاة أو الصوم ولا يمنع أحد من الحج، والجميع على قدر الاستطاعة ومن يرغب يمارس، لكن المشكلة في المعاملات وهذا الجزء الأصعب في التطبيق لأن هناك نوع من المقاومة، ولأن الإنسان بطبعه يحب التملك من القناطير المقنطرة وهو فطرة فطره الله عليها، ينبغي أن يدرك أن هذا الهدف لا يتحقق بأي طريقة من الطرق بل يتطلب اجتهاد والتزام بتعليم وقيم هذا الدين، وهو أمر ينبغي أن يتدرب الائمة على إيصاله إلى الناس.
■ ماذا عن تأهيل الوافدين؟
- المنظمة تقوم في المقام الأول على رعاية الوافدين وتذليل كافة الصعوبات التي تواجههم، ويتم عقد سلسلة لقاءات مع الطلاب لسماع الرؤى والاقتراحات، ومن بين تلك التسهيلات التي تحرص عليها المنظمة إنشاء المعاهد الأزهرية التي تخضع لإشراف الأزهر، ومراكز لتعليم اللغة العربية ببلادهم، ومساعدتهم في الحصول على دراسة شاملة بالأزهر من خلال المنح الدراسية وفتح قنوات وجسور للتواصل بين خريجين الأزهر بعد تخرجهم في الجامعة وعودتهم لموطنهم، وذلك عن طريق إنشاء فروع للمنظمة هناك، بالإضافة لتقديم الدعم المالي. يتم عقد سلسلة من الندوات والدورات لكافة الوافدين لتدريبهم على المناهج الوسطية التي تمكنهم من خوض الحرب الفكرية بالأدلة والبراهين العقلية والشرعية بما يجعلهم حصنًا ضد محاولات اختراق مجتمعاتهم.