الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: "داعش" في مرحلة تجميع الصفوف وإعادة الانتشار مجددًا

 بشير محمد
بشير محمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال بشير محمد، باحث في شئون الجماعات الجهادي بجامعة إشبيلية الإسبانية، إن الحديث عن انتهاء التنظيمات الجهادية بموت البغدادي لا يستند لأي معطيات على الميدان ولا حتى إلى تحليل معمق لتاريخ تلك الجماعات وذلك لسببين رئيسيين

أولًا: الجماعات الجهادية حاليًا لا تقتصر على تنظيم "الدولة الإسلامية"، رغم أنه شكل فارقة في تاريخ الجهادية العالمية بسيطرته على مساحات شاسعة من الأراضي وخضوع ملايين البشر لسلطته وامتلاكه ذراعًا عسكرية ضمت الآلاف من المقاتلين عربًا وغربيين وكذا طفرته في المجال الإعلامي التي أبهرت كل المختصين قبل الجمهور المتابع. وعليه، فإن موت البغدادي لا يعني تنظيم القاعدة في شيء مثلًا، مثلما لم يتأثر التنظيم نفسه بموت أسامة بن لادن في ماي 2011

أضاف أنه توجد تنظيمات جهادية كثيرة في عالم اليوم مستقلة عن تنظيم "الدولة الإسلامية" ولها قادتها وهي قوية في أماكن تواجدها، كما أن فروع التنظيم أعتقد أنها لن تتأثر كثيرًا بموت أعلى الهرم، لأن التنظيم أساسًا بنى نموذجه الإداري والهيكلي الآن على لا مركزية كبيرة جدًا تسمح للفروع باستقلالية كبيرة في القرار والتمويل والعمل

أما السبب الثاني؛ فيتعلق بالتنظيم نفسه فإذا نظرنا إلى طبيعة عمل التنظيمات الجهادية لوجدنا أنها تمتلك خططًا بديلة دائمًا وهي على يقين أن لحظة تصفية الزعيم قد تأتي في أية لحظة لأنه مطارد من طرف أجهزة الاستخبارات العالمية. وعليه، فقد وضع التنظيم خطة أعلن عنها شهر أبريل الماضي تمثلت في لا مركزية التسيير ومنح الفروع مزيدًا من الصلاحيات كي تعمل باستقلالية شبه تامة عن المركز.

وذلك لأن قيادة التنظيم مطاردة وهي لا تستطيع الاجتماع كل مرة لمناقشة أمور يمكن الحسم فيها من طرف الفروع نفسها. وعنوان الإستراتيجية الجديدة كما كشف عنه البغدادي نفسه هو "حرب الاستنزاف" طويلة الأمد، حيث بدأت فروعه في تطبيقها، خاصة في الساحل الأفريقي كمالي والنيجر وبوركينا فاسو والموزمبيق وغيرها

كما حضر التنظيم نفسه لاحتمال اغتيال أكثر من قائد رفقة الزعيم، كما حصل في الأيام القليلة الماضية، حيث تمت تصفية البغدادي نفسه ووزير الإعلام، أبو حمزة المهاجر ضمن قادة آخرين

لم تكن عمليات اغتيال قادة التنظيمات الجهادية سوى تبادل بين قائد مقتول وآخر جديد يحل محله ليواصل التنظيم العمل وفق عقيدة ونظرة القائد الجديد

علينا أن ندرك جزئية غاية في الأهمية وهي أن تنظيم القاعدة لم ينتهِ بموت بن لادن، الذي هو الزعيم والمؤسس والممول في آن واحد، حتى أصبح يمكن اختصار اسم وعلامة القاعدة في شخص بن لادن

أما تنظيم "الدولة الإسلامية" فيختلف وضعه، لأن البغدادي هو ثالث زعيم للتنظيم يتم اغتياله ليواصل التنظيم نشاطه، حيث يخفت ويضعف ليعيد الانبعاث مع جديد فقد سبقه أبو مصعب الزرقاوي الذي اغتيل سنة 2006 ثم أبو عمر البغدادي سنة 2010 ليحل أبو بكر البغدادي مكانه فالتنظيم موجود ليس لأن قائده حي، بل لعدة ظروف أخرى يطول الشرح فيها لكن يضعف النشاط ويودي موت الخليفة إلى انهيار تدريجي يؤدي في النهاية إلى الزول

وأشار الباحث، إلى أن كل التقارير التي تصدر عن مراكز البحث المرموقة وحتى تقرير الأمم المتحدة الأخير وتوقعات المسؤولين العسكريين الأمريكيين توحي بأن التنظيم في مرحلة تجميع الصفوف وإعادة الانتشار مجددًا، فقد قدر تقرير مجلس الأمن الدولي الأخير عدد مقاتليه في العراق وسورية لوحدهما ما بين 14 إلى 20 ألف مقاتل، ناهيك عن امتلاكه 300 مليون دولار في خزائنه، حسب الأمم المتحدة. هذا فصلًا عن أن أزمات المنطقة تساعد على انتشاره وهي أزمات لم تجد بعد طريقها للحل. كل ذلك يوحي بأن اغتيال البغدادي لا يعني أبدًا نهاية التنظيم.