الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

توماس فريدمان: كثير من الأمريكيين ضجروا من تكلفة دور بلادهم العالمي

 الكاتب الأمريكي
الكاتب الأمريكي توماس فريدمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن كثيرين من أبناء بلاده ضجروا من تكلفة الدور الذي يرون أنه مُقدّر على أمريكا الاضطلاع به تجاه العالم.
وأشار فريدمان -في مقال نشرته صحيفة (نيويورك تايمز)- إلى قضاء واشنطن نحو أربعة عقود تبنت فيها سياسة خارجية قائمة على احتواء الاتحاد السوفيتي، وبعد إحرازها النصر في الحرب الباردة قضت أمريكا عِقدين آخرين سعت فيهما إلى تعزيز نطاق الديمقراطية حول العالم.
ورأى فريدمان أن الأمريكيين باتوا يرغبون في أخْذ قسط من الراحة، على حدّ تعبير الرئيس دونالد ترامب، لافتا إلى أن مهمة الرئيس، تتمثل في الموازنة بين رغبة الأمريكيين في عدم تحمُّل مزيد من الأعباء من جهة، ومن جهة أخرى التصدي لأي عدو من أجل ضمان بقاء الحرية مع الإبقاء على الإيمان بحقيقة أن مصالح أمريكا وقِيَمها تتطلب مواكبةً مستدامة لما يجري حول العالم.
وقال أن مواكبة المستجدات العالمية والمشاركة فيها يتطلبان من أمريكا ثلاثة أمور على الأقل، هي: قدرة فائقة على التمييز؛ وتعزيز التحالفات؛ وتعزيز وتوسيع نطاق المبادئ المشتركة،مشيرا الى ان ترامب لم يف بهذه المتطلبات الثلاثة في سوريا؛ أنه أخفق في التمييز بين داعش في العراق وداعش في سوريا، مرجعا ذلك أن ترامب وجنرالاته في البنتاجون وكّلوا الحرب على الإرهاب إلى الطائرات المسيرة".
وتابع أنه كان منطقيا بعد ظهور الدواعش في العراق وسوريا عام 2014 أن تشرُع أمريكا في مهمة مساعدة تقويض التنظيم الإرهابي في العراق، حيث كانت واشنطن تستشعر الذنب لسحبها قواتها منه قبل استقراره، لكن بدلا من أن يفعل الأمريكيون ذلك بأنفسهم، استعانوا بشراكة الجيش العراقي وعززوا قواه بمستشارين وبقوات جوية أمريكية. وما أنْ تحرر العراق، حتى حاول الأمريكيون تكرار الطريقة ذاتها في سوريا مستعينين هذه المرة بمقاتلي الأكراد السوريين، ولكنّ الدواعش في سوريا كانوا في سياق مغاير تماما لذلك الذي كان فيه دواعش العراق.
وأكد الكاتب أن تنظيم "داعش كان دائما مشكلتين – إحداهما في سوريا والأخرى في العراق- ولم يكن يوما مشكلة واحدة؛ وعلى هذا الأساس كان يجب التعامل معه بشكل مختلف على الصعيدين السوري والعراقي.
وفيما يتعلق بالمبدأ الثاني الخاص بتعزيز التحالفات، قال فريدمان إن قرار الرئيس ترامب سحْب القوات الأمريكية من سوريا دونما سابق تنسيق مع الحلفاء الأكراد بعد أن قدّموا نحو أحد عشر ألفا من مقاتليهم رجالا ونساء في الحرب على تنظيم داعش – هذا القرار بمثابة رسالة من واشنطن إلى كل حلفائها حول العالم مفادها: "يجدر بكم البدء في التخطيط لحماية أنفسكم، ذلك أنه إذا ما قررتْ أيٌّ من روسيا أو الصين أو إيران مهاجمتكم، فإن أمريكا لن تناصركم ما لم تدفعوا لها مقدما".
وحذر الكاتب من أن ذلك النهج مع مرور الوقت لن يتمخض عن عالمٍ أكثر استقرارا أو عن سياسةٍ أمريكية خارجية أقلّ تكلفة. واستدرك قائلا إن "ما يجعل أمريكا متفردة كقوة عالمية هو ما تتمتع به من حلفاء يشاركونها مصالحها وقِيَمها –وتعزيزها نفوذها بتكلفة متواضعة- وأضاف "عندما نسحب فجأة ما نقدّمه من دعم لحليفٍ في مكان ما –بدون سابق إنذار- فإننا نضع بذلك مصداقيتنا عُرضة للتساؤل في كل مكان".
وفيما يتعلق بالمبدأ الثالث، المتمثل في تعزيز نطاق القيم والمبادئ المشتركة، قال الكاتب إن "الجميع بات يتفهّم افتقار أمريكا إلى الوقت والصبر والطاقة والكيفية التي تصنع بها ديمقراطية في الشرق الأوسط، لكن ما على الأمريكيين فعله رغم ذلك هو أن يحاولوا قدر الإمكان تعزيز تلك القِيَم الديمقراطية في أي مكان على أمل أن تزدهر فيه وتجد يوما طريقها إلى التوسع والانتشار".
واستشهد بمثال منطقتي كردستان العراق وأكراد سوريا؛ اللتين وصفهما بأنه "رغم كثير من دلائل الفساد والقبلية فيهما فإنهما دوحتان تحظى فيهما النساء بقدر من التمكين، كما أن الإسلام يمارَس فيهما بشكل معتدل، فضلا عن انتشار نظام التعليم الليبرالي في المنطقتين"، وقال "وبالتخلي عن أكرد سوريا، فإن ترامب أضرّ برسوخ القيم الديمقراطية بدلا من تعزيزها في هذه المنطقة".