السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

نجيب سرور.. "يغني لحنه للريح"

نجيب سرور
نجيب سرور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن/ ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو/ هناك السحر والأحلام والألحان والفن/ هناك الطير مثل مسيح/ يغنى لحنه للريح/.. ذبيحا.. من قرار ذبيح!/ صحا الطائر حيرانًا يبث الليل أشجانا/ ويجلو طلعة الصبح ليهدى الصبح ألحانا/ فما كذب إيمانا ولا صدق برهانا/ فهذا العالم الحيران ما ينفك حيرانا/ وكم غنى هو الطائر"، كلمات للشاعر للشاعر والكاتب المسرحي والناقد والمترجم الكبير نجيب سرور والذي تحل ذكرى رحيله في 24 أكتوبر عام 1978.
كانت حياة نجيب سرور مثالا لحياة الكفاح والنضال التي مر بها كل المناضلين المصريين، في مقاومتهم للحكم الديكتاتوري والسلطوي وللظلم والقهر الذي كانت تمارسه السلطة في عهده.
حيث ولد سرور عام 1932 في قرية صغيرة من قرى الدقهلية الفقيرة تسمى "إخطاب"، مركز أجا، وهي إحدى أهم قلاع الإقطاع المصري في ذلك الزمن، تقتات القرية بجني مـا يزرع أهلها ومـا يربون من الدواجن والمواشي، بعيدًا عن أية رعاية حكومية، وترسل أبنـاءها بقليل من الحماس إلى المدارس الحكومية المجانية المكتظة بالتلاميذ يتعلمون بشروط بائسة القليل من المعرفة والعلم بعكس مدارس المدن الكبيرة أو المدارس الخاصة ذات المصاريف الباهظة.
وكان أبواه يتعرضان للمهانة والضرب من قبل عمدة القرية الذي كان جشعًا جلفـًا ظالمًا قاسي القلب يتحكم في أرزاق الفلاحين وفي حياتهم، وكانت هذه النشأة سببًا في ترك بذور الثورية في نفس الفتى الذي امتلأ قلبه حقدا على الإقطاعيين وسلوكهم غير الإنساني تجاه الفلاحين.
ورغم كل ذلك فقد تميز سرور في أشعاره بالرقة ورهافة الإحساس، وكان كبير القلب وإنسانًا في جميع المواقف، التي ألمت به على مدى حياته، ورغم الظلم الذي تعرض له، منذ بداياته، فإنه لم ينكسر يومًا من الأيام أمام ظالم أو مستبد.
وجعل من الدفاع عن المهمشين والفلاحين والمنكسرين قضية عمره، وجسدها في كل أعماله المسرحية تقريبًا، وذلك لإدراكه أهمية عالم المسرح بالنسبة لهذه القضية، الأمر الذي جعله يترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهو في الرابعة والعشرين من العمر.