شغلت قضية المرأة وما تتعلق بها من علاقات وصراعات جزءا كبيرا من فكر وعقل الكاتبة البريطانية درويس ليسنج، مؤلفة رواية "المفكرة الذهبية" أحد وأشهر أعمالها الأدبية، وقد عرفت بنضالها ضد الظلم والاستعمار والتمييز العنصري إلى جانب حقوق المرأة.
تحتفي الأوساط الفنية والثقافية، اليوم الثلاثاء، بواحدة من كبرى الفائزات عمرا بجائزة نوبل للآداب 2007، فليس الأدب بالنسبة لها مجرد حامل أفكار فقط، ولكنه حامل أحاسيس أيضًا، ومرآة لما يفكر ويعيش فيه الإنسان.
ولدت الروائية دوريس ليسينج في 22 أكتوبر عام 1919م بمدينة كرمانشاه الإيرانية، حيث كان والدها يعمل موظفًا في البنك الفارسي الملكي، وعندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها عملت كممرضة، وبدأت في ذلك الوقت قراءاتها في مجال السياسة والاجتماع، حيث بدأت في ذلك الوقت أولى محاولاتها في الكتابة عام 1937، ثم انتقلت إلى لندن ساعية وراء أحلامها الشيوعية ومشوارها الأدبي، فقد تركت طفليها مع أبيهما، واصطحبت معها الابن الأصغر، وقالت: "لطالما ظننت أن ما فعلته هو أمر في غاية الشجاعة.. فلا شيء أكثر إملالا لامرأة مثقفة من أن تقضي وقتها بلا نهاية مع أطفال صغار.. فلقد شعرت أني لست أصلح الناس لتربيتهم، وأني لو كنت قد استمررت، لانتهى بي الأمر كمدمنة للخمر أو كإنسانة محبطة مثلما حدث لأمي".
ألفت "دوريس" العديد من الأعمال الروائية، التي نالت استحسان قرائها، وترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات، وتحولت بعض أعمالها إلى أفلام وثائقية، وكان من أبرز وأشهر أعمالها الروائية هي رواية "المفكرة الذهبية"، هذه القصة التي تعتبر تحفة نسوية عن الحياة المكسورة للسيدات البريطانيات بعد الحرب، قصة عن "آنا وولف" وصديقتها "مولي"، الرواية تنسج أربع مفكرات لآنا تعكس فروعا مختلفة من حياتها، ومن أفريقيا، ومن المجتمع الاشتراكي، مع قصة حب محكوم عليها بالفشل لتصل إلى المفكرة الخامسة، المفكرة الذهبية التي تجمع كل شيء في النهاية، والتي يقول عن هذه الرواية الأكاديمية السويدية إنها مجموعة من الكتب التي تشرح علاقة الرجل والمرأة في نظر القرن العشرين، بينما تقول الروائية نفسها إنها كانت محبطة من تركيز النقاد على الجزء النسوي من الرواية، وفشلهم في الاندماج مع الهيكل العام للقصة.
