الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أنيس منصور.. سندباد الفكر العربي

أنيس منصور
أنيس منصور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان التفوق علامة بارزة في حياة الكاتب أنيس منصور، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الإثنين، وأخذت الأسفار والترحال الكثير من حياته حتى أصبح من خلال هذه الرحلة أشهر رحالة الفكر والمعرفة في العصر الحديث، والكتاب بـ"سندباد العصر الحديث"، فكانت حياته رحلة طويلة عبر العالم بحضاراته، وثقافاته، وفنونه، وأفكاره.
يقول منصور: "ما من كتاب إلا وكان نوعا من الرحلة العقلية أو الوجدانية، وهي لم تتوقف كما أصف نفسي بأني مرتحل بين الأفكار والنظريات والأحداث التاريخية فأنا على سفر دائما".
عشق منصور القراءة منذ الصغر، نشأ في أسرة كانت القراءة من أهم معالم أفرادها، لم يتوقف عن الرحلات الفكرية والأدبية، وادعى الكثير من الكتاب والمثقفين أنه ولد والكتاب في يده، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة في 1947، بدأ حياته العملية معيدا بالجامعة ثم أستاذا للفلسفة، وجذبته صاحبة الجلالة من العمل الجامعي فعمل في عدة صحف من بينها "الأساس، المصري، المصور، دار الهلال، الأهرام، أخبار اليوم"، كما شغل منصب رئيس تحرير مجموعة من المجلات وهي: "الجيل، هي، آخر ساعة، أكتوبر، وادي النيل". 
غاص منصور في داخله ورصد لنا عدد كبير من المؤلفات في أدب الرحلات، فبلغت مؤلفاته ما يقرب من 91 كتابا، من بينها "وداعا أيها الملل"، "يسقط الحائط الرابع"، "كرسي على الشمال"، "إلا قليلا"، "في صالون العقاد"، وغيرها وهي عبارة عن رحلات وتحليل مستمر لأعماقه الفكرية والدينية والفلسفية.
ذكر منصور أن هناك نوعين من كتابة الرحلات إما أن يكتبها المؤلف وهي عبارة عن تسجيل وتحليل لوقائع تاريخية أو جغرافية، أو علمية، أو فلكية، وفي هذه الحالة لا يكون أديبا أي ليست صناعته صياغة الكلام والمحسنات الجمالية والبحث عن الشكل الأدبي الذي يكسب الرحلة جمالا أكثر، أما النوع الثاني وهو الكاتب المتأمل الذي يكتب عن الرحلات وهو أقرب ما يكون إلى الأديب أو للترجمة الذاتية أو إلى تسجيل الانطباعات في العالم حوله في نفسه أمثال ما كتبه ابن بطوطة، ابن جبير، ماركو بولو، هؤلاء الرحالة لديهم قدر معين من الثقافة تغلب على صناعة شكل ومضمون الرحلة. 
كرمته الدولة في العديد من المجالات حصل على جائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلات في 1965، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1982، كما اختاره مجلس التكامل الوطني بالمجلس الهندي، لمنحه جائزة رجل التأليف العالمي، يعد أول شخصية عربية تحصل على هذه الجائزة في الوطن العربي.