الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأعمال الفنية في مرمى نيران ارتفاع معدلات الجريمة.. "ناقدة": أفلام محمد رمضان ليست جيدة.. وفوضى الشارع نتيجة أوضاع مختلفة.. "أستاذة علم اجتماع": واقعية الدراما فشل ذريع يفتت المجتمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائمًا ما تسعى الأفلام السينمائية والمسلسلات لمناقشة القضايا والأحداث والمشكلات التي تواجه المجتمع المصري، وقبل زمن ساهمت الأعمال الفنية في نشر الوعي ورفع درجة الثقافة لدى المواطنين بالرغم من كونها وسيلة للترفيه، لكنها كانت مرآة المجتمع وتغيير بعض سلوكياته الخاطئة وزيادة الانتماء للوطن.
إلا أن دور الأعمال الفنية على هذا النهج اختلف كثيرًا خلال السنوات الماضية الأخيرة، بدعوى تجسيد الواقع في الشارع المصري، دون الانتباه إلى أن هذا الصورة التي يتم نقلها للمواطن ليست الصورة الحقيقية في مختلف أرجاء الجمهورية، مما يعني أنها حقيقة في منطقة أو حي ما، ليس في كافة المناطق والأحياء بصفة عامة، ولكن الأعمال الفنية ساهمت بقوة في نشرها في كل مكان بالبلاد وبين مختلف الطبقات الاجتماعية مثل أعمال العنف والتحرش وتعاطي المخدرات والإتجار بها وتجارة السلاح وجرائم القتل والسرقات.
وساهمت هذه الأعمال الفنية المختلفة في رفع معدل الجريمة بصفة عامة بشكل كبير على مستوى محافظات الجمهورية، والتي تكون في بعض الأحيان بالنفس الطريقة التي عرضها أو تناولها فيلم أو مسلسل بعينه، وخاصةً داخل المناطق العشوائية والأحياء الشعبية المختلفة، وضمن هذه الأفلام "قلب الأسد- الألماني- عبده موتة- إبراهيم الأبيض" ومسلسل "الأسطورة" وغيره، الذي اخترق تفكير بعض الشباب، وساعد في نشر فكرة استخدام الأسلحة والأسلحة البيضاء والقتل عن عمد في الشوارع.
أصدرت وزارة الداخلية تقريرا مؤخرًا كشف معدلات الجريمة في مصر خلال العام الماضي 2018، وارتفاع معدلاتها نتيجة انتشار الأسلحة النارية، شيوع ظاهرة العنف الاجتماعي، التأثيرات الناجمة عن الأعمال الفنية من الأفلام والمسلسلات وانعكاسها على تقليد المواطنين لها.

وبدوره، تقول الناقدة الفنية، ماجدة خير الله، إن بعض الجرائم المرتكبة في الشوارع خلال الفترة الأخيرة لم تُذكر على الإطلاق في الأعمال الفنية السينمائية أو الدرامية، مثل واقعة الشاب "شهيد الشهامة" والطفلة "جنة" وغيرها من الوقائع غير المقتبسة من الأفلام أو المسلسلات، مضيفة أن الوقائع الإجرامية التي تقع حاليًا لم تأتي في تفكير أي مبدع، ولكنه يبدأ في التفكير لنقل جزء من الواقع بعد ما حدث بالفعل.
وتابعت خير الله، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مشهد محمد رمضان في مسلسل الأسطورة أثناء ضربه لصديقه في الشارع وإجباره على ارتداء "قميص نوم" هذا الفعل تحدث في الأحياء الشعبية من أقوياء الحي أو "الحارة"، موضحة أن العكس هو الصحيح بأن الفن أو السينما يأخذ من الواقع، وينقل المتاح منه، ولكنه لا يستطيع نقل الواقع كله لأنه أبشع من الخيال، وجميع أفلام محمد رمضان وفقًا لتقييمها الفني لم تكن جيدة، ولكن هذا الأمر لا يعني أنها أحدثت الفوضى والعنف في الشارع.
وأكدت، أن الفوضى والعنف في الشارع جاء نتيجة عوامل عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية والفراغ والبطالة وانتشار المخدرات وغيرها، والتي ستكشفها الدراسات الحقيقية، وهذه العوامل ستؤدي إلى تفشي الجريمة.

بينما تسألت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: "هل الواقعية في نظر الأفلام والمسلسلات في مصر تعني القتل والذبح والاغتصاب والعُري؟"، فهذا فشل ذريع ومحاولة لتفتيت المجتمع وتحويله من مجتمع مسالم إلى آخر به كثير من العنف والتنمر، لافتة إلى نموذج مثل "فيلم الممر" أقبل على مشاهدته ملايين المواطنين على التليفزيون المصري وكذلك داخل السينمات، فلا بد من تفعيل الرقابة القوية على الأفلام الهابطة، التي ساهمت في ضياع القيم المصرية وهيبة مصر أمام العالم. 
وأضافت خضر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه في دولة مثل "تونس" أو "فلسطين" وغيرهم يحصدون جوائز عدة على الأفلام السينمائية التي يقدمونها كل عام أو موسم، مشددة على ضرورة عدم تركيز السينما المصرية على "الفساتين العريانة ومشاهد القتل والذبح"، خاصةً في ظل جهود الدولة الباسلة في إعادة بناء الأماكن العشوائية والتخلص منها ببناء العمارات والأحياء ذات المظهر الحضاري الجيد، بل أن هذه الأعمال الهابطة تسعى إلى هدم المجتمع.