الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس جورج شاكر يكتب: هنا نصلى معا

القس جورج شاكر
القس جورج شاكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شعرت بسعادة غامرة وأنا أشارك في الملتقى الخامس لترسيخ قيم التسامح الديني تحت شعار "هنا نصلى معًا" والذى انعقد بترتيب وتدبير محافظة جنوب سيناء، وتحت رعاية سيادة الرئيس السيسي.
على أقدس بقعة من أرض سيناء الحبيبة وبالتحديد في سانت كاترين، تجربة مصرية أكثر من رائعة، فريدة من نوعها، حيث التقت القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، ورموز وطنية كبيرة من القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية.
والحقيقة أن هذا اللقاء له أكثر من دلالة ومعنى أذكر منها الآتي:
أولًا: هذا الملتقى يعلن عن وحدة شعبنا المصري... شعب لا يقبل القسمة على اثنين، فنحن مصريون قبل الأديان... ومصريون بعد الأديان... ومصريون في كل مكان... ومصريون إلى آخر الزمان... الدين لله، والوطن لكل مَنْ يحب ويخلص وينتمى ويعمل لصالح الوطن.
نعم! عبر التاريخ خضنا معارك كثيرة، لم تفرق رصاصات العدو بين صدر المسلم وصدر المسيحي.
وعندما حقق لنا الله النصر سجلته ريشة الزمن في تاريخ مصر لكل المصريين.
وطول عمرنا ونحن نعيش معًا، ونعمل معًا، على أرض واحدة، أفراحنا وأتراحنا نتقاسمها معًا، فلقد علمتنا مدرسة الحياة أن الأفراح إذا وزعناها زادت، والأتراح إذا تقاسمناها زالت.
ثانيًا: من أرض سيناء الغالية أرسلنا إلى العالم أجمع برسالة ملخصها أن مصر منذ فجر التاريخ، مصر بلد الأمن والأمان، ومهد ومنارة الحضارة، وحاضنة وحامية لكل الأديان.
حقًا! أدخلوها بسلام آمنين... كيف لا والتاريخ يحكى لنا أنه عندما تعرضت حياة السيد المسيح للخطر من هيرودس ملك اليهود لجأ إلى مصر فوجد فيها الحصن الأمين والقلعة الحصين.
واليوم مصر تنعم بالأمن والأمان، وتخطو بخطوات واسعة مدروسة ومحسوبة نحو الإزدهار والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بفضل القيادة السياسية الواعية والحكيمة.
فلا عجب أن نرى على أرضها تُعقد المنتديات التى يأتي إليها الشباب من كل ربوع الدنيا ليشارك فيها.
ثالثًا: هذا الملتقى صّور للدنيا كلها ثراء مصر السياحى... فمصر تمتلك أكثر من ثلث المعالم الأثرية والسياحية على مستوى العالم كله... نعم! ما أجمل وما أبهى ما تضمه مصرنا الغالية من معالم طبيعية وسياحية فريدة وخلابة وساحرة. هذا إلى جانب مناخها المعتدل طوال العام.
نحتاج أن نتعلم كيف نسّوق لآثارنا التاريخية والدينية والثقافية الضاربة بجذورها في عمق أعماق التاريخ.
نعم! مصرنا ثرية بآثارها وتراثها، عريقة بحضارتها وتقاليدها، قوية بشرطتها وجيشها، جميلة بأهلها وناسها.
رابعًا: هذا المؤتمر صّور مصر وهى تصلى معًا... فمصر بطبيعتها شعب أصيل ومتسامح ومحب للسلام، يقدس الصلاة، ويواظب عليها، وهذا أمر رائع، وفي غاية الأهمية سواء للمسلم أو المسيحي، لكن نحتاج أن ندرب أنفسنا على ترجمة الصلاة في سلوكنا اليومى، فبلا شك أن الله ينظر إلى أفعالنا لا إلى أقوالنا، ويقرأ ما في صدورنا لا ما في سطورنا، ويهمه جوهرنا وليس مظهرنا، وقلوبنا قبل وجوهنا.
ولهذا فالأيادي التي تمسح العيون الدامعة أقدس من الأيادي الضارعة، فما فائدة الأيادى الضارعة إذا امتدت للمحتاجين وهي فارغة.
وعلى أرض سيناء المقدسة تعانقت أيادينا كمسلمين ومسيحيين وإرتفعت إلى عنان السماء لتقدم الدعاء لمَنْ تنحنى له كل الجباه مصحوبة ومقرونة بالترانيم والأناشيد الدينية التي تشدو وتسبح إلى الإله الواحد الذي نعبده جميعًا، الذي يستحق منا كل حب وشكر وامتنان، وكل عبادة وسجود وإكرام، وقد صلينا جميعًا من الأعماق أن يحفظ الله بلادنا العزيزة مصرنا الغالية رئيسًا وحكومة وشعبًا... يحفظها في استقرار وإزدهار وأمن وأمان.
كانت الاحتفالية بديعة الجمال وهي تقدم للعالم كله سيمفونية رائعة تحكى عن وحدة مصرنا.
نعم! جميلة يـا بــلادى... يــا أرض ميــــلادى
يا أرض آبائى وأجداى... وأرض أولادى وأحفادى
نيلك يجرى في دمائـى... وحبـك عنــوانه فـــؤادى
حمـاكِ الله يــا بــلادى... مــن شـر وغـدر الأعـادى
وبارك في كل الأيادى... التى تبني وتحمى بلادى