الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"نعم للطاقة النظيفة".. الكهرباء تتراجع عن إنشاء محطات توليد بالفحم وتدرس التوسع في الطاقة المتجددة.. ومستثمرون عرب يتقدمون بعرض لإنشاء محطات طاقة شمسية ورياح في سيناء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة مفاجئة تراجعت وزارة الكهرباء والطاقة مطلع شهر أكتوبر عن التعاقد مع شركة النويس الإماراتية لتنفيذ محطة كهرباء تعمل بالفحم، وصححت مسار المشروع بالتفكير في إنشاء مشروعات طاقة متجددة، وبالأمس تقدمت الشركة ذاتها بعرض لمجلس الوزراء لإنشاء محطات توليد كهرباء من الطاقة المتجددة خلال الفترة المقبلة، بنظام «B.O.O البناء والتشغيل والتملك»، بتكلفة 700 مليون دولار.

ولعل السبب الرئيسي لتراجع الوزارة عن تنفيذ محطة كهرباء عيون موسى، التي كان مقرر لها العمل بالفحم هو تحقيق فائض إنتاج الطاقة الكهربائية وارتفاع تكلفة المشروع بالمخالفة لاستراتيجية وزارة الكهرباء التي ترتكز على التوسع في مجال الطاقة المتجددة نظرا لانخفاض تكلفتها وحمايتها للبيئة، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة بوزارة الكهرباء، في تصريحات صحفية قبل أيام.



وبالنظر إلى العرض المقدم لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، نجد أن الشركة الإماراتية تعتزم إقامة محطات توليد كهرباء من طاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات، بالإضافة إلى محطة شمسية بقدرة 50 ميجاوات، على أن تكون المشروعات الشمسية بنظام الخلايا الفوتوفولتية والتى يتم من خلالها تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية باستخدام الألواح الشمسية، ويظل هذا العرض قيد الدراسة حاليا من قبل الحكومة ممثلة في وزارة الكهرباء. 
وخبراء الطاقة اعتبروا أن التراجع عن إنشاء محطات كهرباء تعمل بالفحم والتوسع في الطاقة الشمسية خطوة مهمة للغاية، من أجل تنويع مصادر الطاقة والحفاظ على البيئة في آن واحد الأمر الذي "يصيب عصفورين بحجر واحد"، على حد تعبيرهم.



وفي هذا السياق، قال الدكتور إسلام ممدوح، خبير الطاقة، إن التوجه الجديد الذي تنتهجه الدولة في الآونة الأخيرة إيجابي للغاية في إطار التنويع في مصادر الطاقة بدلا من الاعتماد على الغاز الطبيعي الذي على الرغم من الاكتشافات الكبيرة في الأشهر القليلة الماضية إلا أنه بالمقارنة بمصادر الطاقة الأخرى فإن عمره أقصر من نظرائه. 
وأضاف "ممدوح" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه لا بديل عن تنويع مصادر الطاقة حتى لا نقع في مشكلات عانينا منها خلال السنوات الأخيرة وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق كبيرة في مصر بسبب نقص إنتاج الطاقة. 
أما الدكتور مجدى علام، مستشار وزير البيئة الأسبق، فاعتبرها خطوة للأمام، داعيا إلى ضرورة العمل على التخلص تماما ونهائيا من استخدام الفحم في الصناعة وفي محطات توليد الكهرباء، لما له من أضرار جمة على البيئة من خلال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأكد علام في تصريحاته لـ"البوابة نيوز"، أن مصر كانت مضطرة خلال السنوات الأخيرة لاستخدام الفحم في الصناعة وفي توليد الكهرباء نظرا للعجز الشديد في مصادر الطاقة إلا أنه في إطار الاكتشافات العظيمة لقطاع الغاز الطبيعي لم يعد للفحم مكانا في خريطة الطاقة المصرية. 
وتابع: "يجب على قطاعات الإنتاج النظر بعين الحرص إلى البيئة قبل البدء في تنفيذ المشروعات المختلفة، فالحفاظ على البيئة لم يعد جانب من الرفاهية بل إنه من الأسس الضرورية للحياة في ظل التحديات الأخيرة من الاحتباس الحراري والتغير المناخي وغيرها من المشكلات".