يعد الكاتب الأمريكي المسرحي "يوجين أونيل" الذي تحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاده، وهو واحد من أبرز كتاب المسرح العالمي، والذي تجاوز فكرة الإقليمية والمحلية بسبب الأفكار العامة والشاملة التي يطرحها في كتاباته، مما جعلت نصوصه المسرحية معبرة عن ثقافات متعددة تعبر عنها وتعبر عن قضايا تمسها.
ولد أونيل في أكتوبر 1888 لأب كان يعمل بالمسرح وأورثه حبه رغم رفضه في البداية، وقضى الأب حياة كاملة وهو يمثل دورا واحدا هو الدور الرئيسي في الرواية الأشهر "الكونت مونت كريستو".
كتب أونيل مستذكرًا طفولته "تجربتي المبكرة مع المسرح من خلال والدي جعلتني أثور عليه، لقد رأيت الكثير من تلك الأشياء الرومانسية الزائفة القديمة والتي جعلت لدي نوعا من الاحتقار تجاه المسرح" ورغم أن تنقلاته الدائمة مع أبيه سببًا في تخبط دراسته الجامعية، لكنه ابتعد عن عائلته وأصبح بحارا سكيرا لعدة سنوات بعدها أقلع عن الشرب؛ وقد عرف من خلال الوضع الذي عاشه كثيرا عن الطبقة السفلى من المجتمع،.
وحينما بدأ بكتابة المسرحيات كانت التجارب التي مر بها هي المادة الأولى التي استخدمها، وقد ساعدته تغيير الشخصيات القديمة للميلودراما بحيث أصبحت شخصيات واقعية.
حصل على اهتمام الجمهور المسرحي، وازدادت شهرته ومكانته الأدبية في السنوات التالية، في الفترة من 1920 وحتى 1943، وهي الفترة التي كتب خلالها 20 مسرحية طويلة وصارت أعماله الأدبية من أكثر الأعمال ترجمة وإخراجا.
قدم أونيل العديد من الأعمال المسرحية التي أتاحت له الصعود إلى سلم المجد، فقد قدم مسرحية "الإمبراطور جونر" أكثر من مائتي مرة -والتي تحولت بعد ذلك حولت إلى أوبرا- وهي مشاركة فعالة أضيفت إلى تاريخ الكاتب الكبير؛ كما قدم أعمالا أخرى منها "أنا كريستي، وفاصل غريب، ورحلة يوم طويل في الليل، القرد كثيف الشعر، رغبة تحت شجرة الدردار، الإله الكبير براون"، ونال جائزة نوبل في الأدب عام 1936.
قدم اونيل العرض المسرحي "ما وراء الأفق" التي نال بسببها جائزة بوليتزر والذي تدور أحداثه حول أخوين يحبان الفتاة نفسها غير أن أحدهما مولع بالبحر والمغامرة ويضطره زواجه إلى الابتعاد عن البحر، وقد وصف النقاد هذا العرض بـ" الواقعية المأساوية".
