الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

رئيس المجلس الإسلامي بالجزائر: الأمة تحتاج من يعلمها الوسطية والاعتدال

 الدكتور بوعبد الله
الدكتور بوعبد الله غلام الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجمهورية الجزائرية، أن الله سبحانه وتعالى أرشد أمة الإسلام إلى أقوم المناهج وأتمها، عندما قال تعالى في القرآن الكريم "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" سورة النساء الاية 59، وأولوا الأمر هم العلماء – كما قال الشيخ عبد الحميد بن باديس في تفسيره للآية الكريمة، ذلك أن العلماء هم الذين يقومون بالنصيحة للأمة وفي مقدمة الأمة من ولاهم الله شئونها وائتمنهم على مصالحها وتدبير أمورها.
جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للإفتاء 2019، اليوم الثلاثاء قائلًا: "إن مهام العلماء لا تقتصر على مجال العبادات التي مآلها الآخرة، إنما تبدأ مهامهم بإرشاد الأمة وتربيتها وتوجيهها إلى القيم والمبادئ إلى شرعها الله للأمة في حياتها الدنيا حتى تكون هذه الحياة جديرة بأن تضمن للمسلمين رضوان الله والسعادة في الآخرة".
وعن أهمية دور العلماء في رفع شأن الأمة أكد د. بوعبد الله، أن العلماء الربانيين هم قادتها الذين يقومون في الناس بالقسط ويبنون توجيهاتهم للأمة على الوسطية والاعتدال والسماحة واليسر، وإن الأمة ليخبو بريقها وتنكسر شوكتها ويندثر ذكرها عندما يتخلى علماؤها عن رسالتهم التي ورثوها من الأنبياء.
وأضاف أن الإسلام ينتشر بين الناس بالاقتداء، وذلك بأن يكون المسلم في سلوكه وعلاقاته وعمله مثالا للإسلام، مضيفا أن الأمة الإسلامية اليوم في أشد الحاجة إلى من يعلمها خطاب الوسطية والاعتدال، هذا الخطاب الذي يضمن لها الأوبة إلى رشدها والعودة إلى كتاب الله وإلى تراثها الحضاري الذي بدون الرجوع إليه، ليس لمحاكاته وتقليده وإنما لتفعيله واستنباط مناهج نباتها الحضاري في ضوئه، هذا البناء الحضاري الذي لا يمكن أن يبنى على الأفكار والنظريات المستوردة والتي نشأت في إطار حضارة أخرى.
وشدد على أن قوة الأمة الإسلامية لتمكن في الإسلام الذي رفع شأنها وجعلها خير أمة أخرجت للناس ولهذا كانت الحرب التي شنت عليها قد بدأت بمحاربة دينها حيث بدأ أعداء الإسلام في بث الفرقة بين المسلمين من خلال عقيدتهم يبث الشكوك حولها.
وثمّن جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء برئاسة الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية، قائلًا: ها نحن اليوم نستبشر بحمد الله أن تقوم الأمانة بعقد هذا المؤتمر – الذي نرجو له التوفيق والنجاح والاثر الذي يستحقه، بخاصة وأنه ينعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، ويهدف إلى استثمار حالة الاختلاف الفقهي بين العلماء لخدمة الشأن الديني والتنموي على حد سواء، ومحاولة الخروج بمجموعة من التدابير والإجراءات التي تساعد على إدارة هذا الخلاف بأسلوب رشيد وخدمة قضايا المجتمع المعاصرة ودعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة ومجابهة التحديات الراهنة بحكمة وثبات دعما لاستقرار الأوطان التي أنهكها التناحر والخلاف.
واختتم كلمته عن الثقة في نجاح المؤتمر، بقوله: لا نشك أن النجاح سيكون حليفه إذا استطاع أن يجمع كلمة العلماء الربانيين المخلصين لدينهم وأمتهم وأوطانهم، وأن يبعد من مجال العمل الإسلامي كل المحاولات الضالة التي تكيد – بعلم أو بغير علم- للإسلام والمسلمين.