الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من يُنقذ «سـوريا»؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. عينى عليكى يا «سوريا»، يتلاعب بها قوى دولية، أصبحت مسرحًا لـ «تحالفات دولية»، جيشها «ضحية» حاولوا إضعافه فاستهدفوه وأنهكوه بعد أن خططوا له مخططا خبيثا وأدخلوه عن عمد في «صراعات دولية»، شعبها مغلوب على أمره ولم يجد من يرعاه ولا من يحافظ عليه ولا من يستره.. فقد تخلى عنها «المجتمع الدولى»، «الأمم المتحدة» صامتة وإذا تكلمت تشعر أن كلامها كلام العاجز، «الدول العظمى» ولا هنا، المنظمتين الحقوقيتين الدوليتين سواء هيومان رايتس وواتش أو العفو الدولية فقدتا قيمتهما وأهميتهما ولم نسمع لهما صوت، المشكلات الداخلية لمعظم الدول العربية جعلتهم مشغولين عن «سوريا» بأوضاعهم الداخلية.
.. «إخوان سوريا» دمروها واشتركوا مع الأعداء في نشر الفوضى بها، ثم خانوها وباعوها كعادتهم، ليس فيهم خير لبلدهم، هُم تابعون لمن يعطيهم التمويل، ينفذون أجندة خارجية لتقسيم بلدهم وتقطيعها أمام عينيهم وَهُم يقفون موقف المتفرجين، وواضح أنهم مستعدون لتقديم أرواحهم فداء للجماعة والمرشد وأردوغان رئيس تركيا وتميم بن حمد أمير قطر.
.. «هضبة الجولان» سيطرت عليها إسرائيل سيطرة تامة وضمتها لأراضيها رسميًا ووقعت عقودًا مع شركات دولية للتنقيب عن الغاز بها.. الميليشيات المسلحة تنشر التطرّف دون رادع لها، السلاح منتشر مع التنظيمات ولا يجدون من يتصدى لهم.. الحدود مُباحة ومُتاحة، وأصبح ( ٢٥ ٪) من عدد اللاجئين في العالم يحملون الجنسية السورية.. لا تُحدثنى عن الاقتصاد السورى ولا الديمقراطية في سوريا ولا خيرات سوريا، فالزمن لم يعُد مثل الزمن، فقد كانت سوريا صاحبة حضارة وعراقة وتاريخ.. والآن ينهش فيها الأشرار، يأكلون لحمها، ويستولون على أرضها، وينتهكون حدودها ويضمونها لهم، يسمحون لأنفسهم بالتعدى على سيادتها، يُحللون لأنفسهم العدوان على أراضيها.
.. الآن انتشر الفقر والمرض وعدم الرعاية الصحية والاجتماعية، والأطفال محرومون من الرعاية التى يستحقونها، والعجائز يحتاجون لمأوى، والسيدات يحتجن الستر بعد أن أصبح هم كل منهن البحث عن الأمن والأمان فقط.. وللأسف (العالم صامت).
.. هكذا تضيع الدول أمام أعيننا، لا نحرك ساكنا، ليس لدينا ما نقدمه لأشقائنا سوى الشجب والإدانة، وللأسف: بعض الدول العربية لم تعد تُقدم للأشقاء في سوريا أى شجب أو حتى أى إدانة، وللأسف مرة أخرى فإن (قطر) _ هذه الإمارة الصغيرة التى تتحالف مع الأعداء ضد سوريا _ تُبدى دعمها لـ «أردوغان» على اجتياحه الأراضى السورية واحتلالها.
.. الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الأخير قالها مُدوية (القوى ما حدش يقدر يأكل لُقمتُه)، وكأنه أراد إرسال رسالة للجميع وأولهم الشعب المصرى، لا بد أن نكون أقوياء حتى لا تتجرأ علينا أى دولة، قوتنا العسكرية لا بد أن نحمى حقول الغاز في مياهنا الإقليمية في البحر المتوسط، طائرات رافال والميستيرال والغواصات ورجال شجعان يعملون تحت قيادة مُخلصة لوطنها كل هذا رادع لمن تُسول له نفسه الاقتراب من مياهنا الإقليمية وما بها من موارد طبيعية ملك لنا، واللى هايقرب هايجرب.. هكذا يتم حماية الدولة.
.. احتلال «أردوغان» لشمال سوريا كشف لنا الصورة الكاملة لـ (المؤامرة)، فمنذ ٢٠١١ يخدعوننا ويقولون ويُبشروننا بـ«الربيع العربى قادم»، لا والله، هو ليس ربيعًا عربيًا، ولن يكون، هو (مخطط لإرهاب ينتشر ويلتهم الدول العربية دولة دولة).. فعصر الكلام انتهى، ومن يبيع الوهم للشعوب انكشف، ومن يُزين الاحتلال التركى تم تعريته، ومن يصدعنا ليلًا ونهارًا بالحق والعدل والحرية والديمقراطية أصبح الآن بـ(وشين) ولا ينطق بحرف واحد عن حق سوريا وعدالة الموقف السورى ولا يجرؤ على رفض اعتداء أردوغان على الأراضى السورية.. لكننا بكل ثقة نقول إن «مصر» أدانت بأشد العبارات وبكل قوة هذا الاعتداء التركى، أدانت بكلمات واضحة من الرئيس السيسي وبيان رسمى من وزارة الخارجية وموقف شديد الجرأة للبرلمان المصرى.
.. لسنوات قليلة مضت كان العالم يقول جملة شهيرة عن الأزمة في سوريا هى: حل الأزمة في سوريا في يد «لافروف كيرى»، في إشارة واضحة إلى أن حل الأزمة السورية في يد «لافروف» وزير الخارجية الروسى، و«كيرى» وزير الخارجية الأمريكى، ذهب «كيرى» وجاء بعده وزراء خارجية أمريكان كثيرين، وما زال الموقف كما هو، بمعنى أنه مصير سوريا تُحدده القوتان العظميان «روسيا وأمريكا»، ولا عزاء للشعب السورى، إضافة إلى أن «إيران» لها تواجد لا بأس به في سوريا لكنها تريد مصلحتها فقط وليس مصلحة سوريا.
.. في السنوات القليلة وتحديدًا منذ ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان الموقف المصرى داعمًا وبقوة للقضية السورية، كانت مصر تعرض رؤيتها العاقلة للحل، رؤيتها الكاشفة للموقف والتى تُنهى الصراع، رؤية نابعة من دولة شريفة تريد الخير لشقيقتها وترغب في تعافيها وعبورها لأزمتها، رؤية عرضها الرئيس السيسي في جميع خطاباته في المحافل الدولية وهذه الرؤية تتمثل في (الحل سياسى _ الشعب السورى هو الوحيد صاحب حق تحديد مصيره _ رفض تقسيم الجيش ورفض أى محاولات لتقسيم الدولة _ رفض وجود ميليشيات مسلحة).
... علينا أن نتعظ مما يحدث في سوريا، ونضع عينا في وسط رأسنا، وندرك أن المؤامرات ما زالت تحاك ضدنا، وزادت وتيرتها، واتخذت أشكالا عديدة، فلن ننخدع.. وسنتعظ.. سنتعظ.. سنتعظ.