أكد الدكتور عبد الحكيم الطحاوي، العميد الأسبق لمعهد الدراسات الآسيوية، بجامعة الزقازيق، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يعمل على تمهيد التطريق، من أجل عودة تنظيم داعش الإرهابي، إلى الحياة على الأراضي السورية، وذلك عن طريق تطبيق سياسة الأرض المحروقة، في شمال سوريا، وذلك كله بالتعاون مع قطر.
وأوضح في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن اجتياح قوات الاحتلال التركية، شمال سوريا، يحمل في طياته الكثير من الكواليس، والأهداف الخبيثة، منها إنشاء المنطقة الآمنة، التي يرغب إردوغان في إقامتها داخل الحدود السورية، بهدف إنشاء منطقة خاضعة للنفوذ والسيطرة التركية، بما يسمح لأنقرة، بإعادة توطين قوات داعش فيها، لتقف كحائط صد ضد الأكراد، وكذلك لتنفيذ اتفاقه مع الدوحة، بعدم السماح بالقضاء التام على تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط.
وحذر الطحاوي، من أن التحركات التركية، تستهدف تدمير منطقة الشرق الأوسط، لإعادة تشكيل دولها، بحيث لا يكون هناك وجود لدولة قوية سوى تركيا، بما يجبر العالم على منحها حق إعادة الأمن للمنطقة، وبالتالي تتحول أنقرة إلى شرطي العالم في دول المنطقة، وهو ما يعد خطوة على سبيل تحقيق الحلم التركي باستعادة الإمبراطورية العثمانية.
ولفت الطحاوي إلى أن تركيا تحالفت مع التنظيم الدولي للإخوان، ومن ورائه قطر بأموالها، لإعادة داعش إلى سوريا، من بوابة المنطقة الآمنة، مضيفا: "وهذا ما يفسر أن تركيا لم تبدأ عمليتها العسكرية فعليا، إلا بعد إعلان الولايات المتحدة قرب الانسحاب من سوريا، إذ إن هذا يشير إلى أن إردوغان لا يريد أن تخرج أمريكا من سوريا قبل أن يكون تغيير الواقع قد بدأ بالفعل، حتى لا يجد نفسه في مواجهة روسيا، التي قد تجبره على التوقف، إذا وجد نفسه وجها لوجه أمامها".
