الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ومن الـ"سيلفي" ما قتل.. ليست كل اللحظات تستحق التوثيق.. السقوط من الأماكن المرتفعة والغرق يتصدران قائمة الحوادث.. وخبراء: هوس الـ"سوشيال ميديا" وراء الظاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن واقعة غرق شاب وحبيبته في نهر النيل بعد اختلال توازنهما على سور كوبري الجامعة بمنطقة مصر القديمة في محافظة القاهرة أثناء التقاطهما صورة "سيلفي"، الأولى من نوعها، حيث سقط ضحايا عدة بسبب هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية، وتصدرت الهند قائمة الدول التي سجلت أعلى نسبة وفيات ناتجة عن صور "سيلفي" مستحوذة على نصف العدد، وتلتها كل من روسيا والولايات المتحدة وباكستان على التوالي.
وحذر باحثون من المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، من التقاط صور "سيلفي" في بعض الأماكن الخطرة، والتي تسببت في العديد من حالات الوفاة، وتشمل قمم الجبال والمباني العالية والبحيرات، وكشفوا أن حالات الوفاة الأكثر شيوعًا تحدث نتيجة حوادث الغرق، والسقوط من الأماكن المرتفعة عند التقاط "سيلفي". 
وأظهرت بعض الدراسات أن أعلى معدل للوفيات، والذي تصل نسبته ٧٣%، من الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و٢٩ عاما، وشهد العالم خلال عامي 2011 و2017، تسجيل 259 حالة وفاة، نتجت عن التقاط صور سيلفي. 

حوادث التقاط صور "سيلفي" في مصر
نجت طالبة من الموت غرقًا، خلال محاولتها التقاط صورة "سيلفى" بعدما سقطت في البحر من أعلى سور كوبرى "ستانلي" بالإسكندرية، وتمكنت قوات الحماية المدنية "قسم الإنقاذ النهري" من الوصول للموقع وإنقاذها، وذلك في نهاية العام الماضي.
ومنذ سنوات، سقطت فتاة في نهاية العقد الثالث من عمرها في مياه نهر النيل بمركز "زفتي" بالغربية، خلال التقاطها صورة سيلفي ولقيت مصرعها على الفور، كما سقط شخص من أعلى كوبري 6 أكتوبر بنهر النيل، خلال تواجده صحبة أصدقائه، حيث قام بالجلوس منفردًا على سور الكوبري لالتقاط صورة "سيلفي" تذكارية، فاختل توازنه وسقط في النهر، وتم إنقاذه.
وفي مدرسة السادات الصناعية بالخانكة، سقط طالب من الدور الرابع، خلال قيامه بالتصوير "سيلفي" من على سطح المدرسة، فاختل توازنه، وسقط على الأرض وأصيب بكسر بالفقرة الثالثة بالعمود الفقري.
ومنذ أيام قليلة، غرق شاب وحبيبته في نهر النيل، بعد أن اختل توازنهما على سور كوبري الجامعة بمنطقة مصر القديمة في القاهرة، وكشفت التحقيقات أن الشاب والفتاة كانا يسيران على كوبري الجامعة وجلسا سويًا على سور الكوبري، وخلال التقاطهما صورة "سيلفي" اختل توازنهما وسقطا في النيل.
وفي سياق متصل، ترى الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ مُساعد علم النفس السلوكي، أن الشباب أصبح يعاني من هوس "السوشيال ميديا" بصفة عامة، ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، نتيجة معاناته من "الفراغ" في حياته، وبالتالي يسعى إلى السيطرة على السوشيال ميديا ونشر اللقطات المختلفة للأماكن التي يزورها من خلال التقاط الصور "سيلفي"، مضيفة أن الشباب لديهم ميل لتجربة المخاطر والأمور المختلفة "المجنونة"، والتي لم يقم بها من قبل. 
وتابعت العوضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الشباب أصبح مجنونا باللقطة المختلفة من خلال التقاط "سيلفي" على النيل أو الكوبري أو المرتفعات الشاهقة، معتبرة أن هذه النوعية من الشباب لا تمتلك هدفا واضحا في حياتها وتعاني من الفراغ سواء في الحياة العملية أو العلمية.
وأشارت إلى أن المجتمع العربي بصفة عامة يسعى إلى تقليد الشعب الأجنبي من خلال ما يتصدر قائمة اهتماماته مثل "سينجل مازر" والعلاقات غير الشرعية والشذوذ الجنسي والمخدرات وغيرها، ولكن دون السعي إلى تقليده في التقدم العلمي، مؤكدة أن هذا الأمر ظاهرة خطيرة جدًا تحتاج إلى وسائل فعالة للتصدي لها لحماية الشباب العربي والمصري. 
بينما يوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الاهتمام بالسوشيال ميديا وإظهار الشخص ذاته على "فيسبوك" أو "تويتر" أو "إنستجرام" يكون نابعا من حب الشخص لذاته بدرجة كبيرة وكذلك عدم الثقة الكاملة في الذات، مؤكدًا أن الثقة في النفس مهمة جدًا، ولا يتم إثباتها من خلال عمل الشخص لمجموعة من التصرفات مثل "صور سيلفي" وغيرها، بل إن هذا الشخص يعاني من خلل نفسي واضح.
وأكد فرويز، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الشباب لا يلتفت إلى أماكن التقاط الصور بشكل كبير ومدى خطورتها على حياته، ولكنه يسعى إلى التقاط الصورة بأي شكل من الأشكال، قائلًا: "يقف على سور في مكان عال جدًا لأجل صورة سيلفي ونشرها لأصحابها دون النظر إلى خطورة الموضوع على حياته".
ولفت إلى أن الشباب يحتاج إلى رفع الوعي الثقافي لديه، والحفاظ على الهوية المصرية التي يسعى المتربصون بالوطن إلى تدميرها وتدمير الأجيال القادمة.