الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

هارولد بنتر.. كوميديا التهديد

هارولد بنتر
هارولد بنتر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بنتر، أحد كتاب المسرح العالمي، اتسم مسرحه بالغموض وذلك لتأثره بأعمال المسرحي الكبير صمويل بيكت، تشيكوف، دستويفسكي، هيمنجواي، ويخلق من إيقاع الكلمات إحساسا بالخوف والتهديد، حيث وصفت أعماله المسرحية بأنها عنيفة وسميت مسرحياته "كوميديا التهديد"، حصل على جائزة نوبل للأدب لعام 2005.
حصل بنتر على منحة لدراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفن المسرحي ولم يكمل دراسته بها، مثّل دور شكسبير لأول مرة، واشترك في تمثيل مسرحية "هنري الثامن" وبعدها استأنف تدريبه على التمثيل في المدرسة المركزية للإلقاء والدراما.
اعتمد بنتر على تكرار الكلمات والألفاظ وتجريدها من معناها المصطلح عليه بحيث تكتسب كيانا مستقلا عن المعني الذي يحددها لها، حيث لقب بـ"شاعر الصمت"، لأنه يكثر من استخدام فترات الصمت في الحوار، ويهدف من وراء ذلك إلى أن يجعل المتفرج يتصور الاضطرابات النفسية أو المخاوف والأحاسيس المختلفة التي تضطر في نفسية الشخصيات.
اهتم بنتر بالقضايا الفلسفية التي تبحث فيها الوجودية مثل مشكلة البحث عن الذات ومشكلة استحالة التثبيت من الحقيقة وانعدام الاتصال بين البشر، حيث أصبح كل إنسان حبيس مخاوفه وأسير عالمه الخاص بالبحث في الدوافع المختلفة الكامنة وراء تصرفات الإنسان وأفعاله.
قدم بنتر مسرحيته الأولى "الغرفة" في جامعة بريستول، إضافة إلى عمله المسرحي الثاني بعنوان "حفلة عيد الميلاد" الذي يعد من أفضل أعماله المسرحية، لكن واجه فشلا تجاريا بالرغم من الترحيب النقدي، لكن قدمت مرة أخرى بعد نجاح مسرحيته "الناظر" التي جعلته مسرحيا مهما واستقبلت أعماله بشكل جيد.
تتناول مسرحيته "العودة إلى البيت" الحديث عن مجموعة اشخاص يعيشون في منزل واحد، لا يتحمل احدهم الآخر ومع هذا هم بحاجة اليه، مشاجرات عنيفة، ثم هدوء، مناقشات عقيمة، هدوء، مواجهات ومواقف وكلمات تتطاير وتتحول مثل الافاعي والضفادع في قصص الجن والاساطير، فكل ما تقوله شخصيات بنتر من يجرؤ على القول: "إنه يتذكر كل الكلمات، أو قد فهم كل الكلمات التي يقولها على الخشبة".
تفرغ بنتر للإخراج أكثر في السبعينات، وعمل كمساعد مخرج في المسرح الوطني 1973، وأصبحت مسرحياته أكثر قصرا ومحملة بصور الاضطهاد والقمع، حتى أعلن بنتر اعتزاله للكتابة وتفرغه للحملات السياسية في 2005.